اليوم نرفع راية .. شنو يارب؟!

سلام يا .. وطن

* إن الإستقلال جسد روحه الحرية وفق هذه القاعدة وخلال العامين بعد الستين والتى تمثل عمر استقلال بلادنا ، يبرز السؤال الطبيعي : هل نحن مستقلين؟ وهل نحن أحرار؟فان لم نكن كذلك فإننا بلاجسد ولا روح ، ولعل استعمارنا نفسه كان إستعماراً شاذاً(إنجليزي ? مصري) ومفهومنا ويقيننا بأن الاستقلال الحقيقي هو عمل في الفكر و عمل في المذهبية الرشيدة و عمل في التوعية الشعبية وفق هذه المذهبية الراشدة ليسوس الشعب نفسه بنفسه، و ما ذلك الا لأن الاستقلال في الاصل هو استقلال عن الجهل و التخلف في كل صوره السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، ثم هو ايضاً استقلال حقيقي و فاعل و مؤثر عن محاور السياسة الدولية و لا سبيل لذلك كله الا بالمذهبية الرشيدة .

* وللأسف فان حركتنا الوطنية منذ نشأتها جاءت ممارسات الاحزاب في الحكم و في المعارضة بعد الاستقلال و زيفت فيه قيم الاشياء و طففت موازينها ، فاننا ننعي على الحركة الوطنية انها اعتبرت ان الاستقلال غاية و نحن نرى انه وسيلة و لا نعتقد اننا نقول امراً بديهياً واضحاً خاصة للمثقفين عبر هذه العبارة اذ ان الذي نعنيه ان تخبطاً ضاع معه كل معنى للاستقلال من قاعدة للحرية ، و ارضاً خصبة ينبغي ان تقوم عليها قواعد الحكم الصالح، المبني على الدستور ذلك الدستور الذي يوفق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة و حاجة الجماعة الى العدل الاجتماعي حيث يوظف كل الجهد و تستدعي كافة الامكانات و تصب جميع التشاريع ، و تطوع الاجهزة كلها لانجاب الفرد الحر.

و الاستقلال لا يكون بغير فكرة “استقلالية” تحرر الفرد والقطر من عقابيل التبعية من جميع وجوهها ، و تحرر المواطن من كل منغصات الحياة الجسدية و الروحية على السواء، و منغصات حياتنا الجسدية هي استئثار الساسة بالثورة والبون الشاسع الذي عاشه مثقفونا و متعلموناعن امتهم التي دفعت فيهم “دم قلبها” اما منغصاتنا الروحية فكانت هذه الطائفية البغيضة و التي ظلت تستغل في شعبنا محبته للدين و لهم، فحكموه بالوكالة ، و عطلوه بالجهالة لتظل دولتهم و يظل الشعب الصابر رصيدهم دائماً الذي يحركونه بالاشارة ليحقق لهم اهدافهم و مراميهم نحو تثبيت اقدامهم و تركيز اركان دولتهم التي تأخذ دنيانا و لا تقدم لنا ديناً..

* والناظر للإهتمام بعيد الإستقلال هذا العام يقف مليّاً باحثاً عن إجابة عن سؤال متجدد لماذا هذا الإهتمام الزائد بالذكرى الثانية والستين ؟!وبلادنا قد فقدت ثلث الأرض وثلث الشعب وجنوبنا حين الإستقلال لم يعد جنوبنا الحالي ، وفقراء السودان لم يعودوا هم فقراء السودان صبيحة 1/1/1956، والجنيه السوداني صبيحة الإستقلال يساوي 3,5دولار واليوم يساوي مايدعو للأسى ، فى ظل هذا الوضع الا يحق لنا ان نسأل من ينشد اليوم نر فع راية ..شنو يارب ؟ رحمتك يالهى بشعبنا الصابر على كل السوء والرداءة والعيال العقوق ..وسلام يااااااااوطن..

سلام يا

اشتعلت قناديل الفرح عندما تلاقت الارواح وبدأت مسيرة الحياة الحية بزواج المهندس/ سامي علي آدم طاهر من المهندسة / تماضرادم مصطفى حسن جعله الله زواجاً موفقاً ومباركاً فيه عامراً بخيرات الدنيا والدين .. وسلام يا..

الجريدة الإثنين 1/1/2018

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..