السلطان سعد بحر الدين : الوضع الانساني سيء بالجنينة
الادارة الاهلية شاخت وفقدنا (2000) شابا خلال العامين الماضيين

الامن احساس وليس دوشكا وجيش
فرض هيبة الدولة وتحقيق العدالة ضروري
حوار: فاطمة علي سعيد
يحظى السلطان سعد بحر الدين بوضعية تمكنه من القيام بادوار بجانب الحوار المجتمعي والمصالحة القبلية كونه رجل يحظى بقبول كبير من كافة المجتمعات حوله، ويتضح ذلك جليا من خلال تواجد عدد كبير من رجالات الإدارة الأهلية بمنزله دوما بالاضافة لاستضافته نحو 150 اسرة بداره بعد ان نزحت من المعسكرات خلال الاحداث الاخيرة.. ففي داخل السلطنة توجد جميع المكونات القبلية المنتشرة في اجزاء الولاية، وتدير كل هذه المجموعات شوؤنها وفق نظام الادارة الاهلية تحت امارة قبيلة المساليت، (الصيحة) جلست الى السلطان سعد للحديث حول وضع الولاية التي شهدت صراعات خلال الفترة الماضية راح ضحيتها عدد من ابناء الولاية، وتحدث سعد بعقل مفتوح حديثا صريحا حول الوضع الإنساني، مبديا تفاؤله بقدوم الوالي خميس عبدالله أبكر.
دارفور لاتحتمل
بداية حدثنا عن اتفاق سلام جوبا وتعيين الوالي الجديد وكيف سيكون وضع الولاية؟
توقيع السلام كان احد مطالب اهل دارفور لانها عانت وعاشت اياما اكثر صعوبة وظروفا قاسية وحدثت فيها انتهاكات انسانية كبيرة نتج عنها نزوح ولجوء ودمرت القرى والبنية التحتية نتيجة هذه الحرب وبالتالي ما ذهب اليه ابناؤنا الذين حملوا السلاح ضد الدولة من جنوح للسلام فهو امر صائب وقرارهم بالجلوس للتفاوض امر صائب لاننا كنا نناشد في كل مرة أن يتفاوضوا مع الدولة للوصول لسلام، لان دارفور باتت لاتحتمل اكثر مماهي عليه الآن، باعتبار أن الحرب افرزت اضرارا كبيرة ابلغ واكبر من الحرب نفسها وقبل ان تنتهى هذه الحرب اثرت في المجتمع وسلوك الشباب ودمرت كثيرا من الاعراف والموروثات وأدت لتهتك النسيج الاجتماعي الذي كان متماسكا في دارفور بين الاسرة والاسرة والمنطقة والمنطقة القبيلة والقبيلة، ولهذا نحسب ان السلام كان ضرورة من ضرورياتنا وتحقق، لذلك نعضد عليه وسنساهم في بنائه وندعم انفاذ وثيقة السلام على ارض الواقع.
تعمق الحرب في النفوس
ولاية غرب دارفور شهدت صراعات خلال الفترة السابقة برأيك من الذي يقف وراء تلك الصراعات؟
من المعروف ان الجنينة كانت اكثر تماسكا اجتماعيا في دارفور وهذا التماسك القوي كان ظاهرا بين المكونات الاثنية والفكرية ولم يكن هناك اضطراب بين مكوناتها، لكن ذكرت ان الحرب اثرت في نفوس الناس، وهذه التاثيرات التي تعمقت في دواخل الناس هي احد اسباب الصراعات الاخيرة، ونبهنا الحكومات السابقة كثيرا ان تدرك الأمر قبل ان يستفحل ولكن لم تكن هناك استجابة وكان يمكن تجاوز الخلل والهزة الامنية بالجنينة اذا وجدنا الاستجابة والاذن الصاغية من حكومة الولاية والمركز ولكن حتى ذلك لم يحدث.
افرازات الحرب
اذن فان الحرب هي السبب الرئيس في الانفلات الامني والصراع القبلي؟
نعم هي افرازات حرب واضطراب نفسي وهذا الخلل موجود حتى الآن فقد ضعفت الثقة وانعدمت الطمانينة في دواخل الناس وكثير من الاضطرابات بها شق سياسي ولاننفي هذا لكن اثره ليس كبيرا بقدر نتاج وافرازات الحرب
مسلسل النزوح
الآن انتم كادارة اهلية هل لديكم خطة تساهم في عودة النازحين لقراهم يمكن تقديمها الى الوالي الجديد؟
اولا يجب ان تدركوا ان هؤلاء النازحين نزحوا مرتين مرة من قراهم للمعسكرات واخرى من المعسكرات للمدينة، هؤلاء النازحين يعيشون الآن ظروفا ماساوية واعتقد انكم شاهدتهم وضعهم بأعينكم، العدد الآن اكبر بكثير من الذين رأيتموهم وفي ظل هذه الظروف الماساوية واجب على كل الناس المساهمة بأرائهم وان يقدموا ما لديهم ويقوموا بادوار تساعد هؤلاء النازحين، ونحن كادارة اهلية بالطبع لدينا رؤية بالتأكيد لتوفيق اوضاع النازحين؟
وضع الاسر
على ماذا ترتكز هذه الرؤية؟
ترتكز على وضع هذه الاسر الآن فهي تعيش داخل مجمعات في المدينة وفي سكن لا يليق بوضع الانسانية ولايليق بالموروثات والاعراف التي نرتكز عليها وله اثار سالبة جدا على المجتمع فلا يعقل ان تنام اكثر من 20 اسرة في فصل واحد بينهم البنت الشابة وفيهم الزوج وزوجته والاب والام والاطفال هذا الوضع ليس انسانيا ، وبالتالي خطتنا او رؤيتنا ترتكز على انه لابد ان يكون هناك تامين لهؤلاء االنازحين وقد طرحنا على الحكومة السابقة شكل التأمين المطلوب اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ولكن دون استجابة وهم لديهم رؤية للتأمين لكن احسب ان رؤيتهم الفنية للتامين غير مجدية.
نحن ادرى
لماذا برأيك غير مجدية؟
نحن طرحنا شكلا للتامين من واقع اننا ادري بدميغرافية المنطقة وندرك طبيعة المشاكل بالمناطق كلها فبالتالي اذا استهدوا برؤيتنا حتما ستكون معينا للاجهزة الامنية في تامين المنطقة لكن للاسف الشديد لم تكن هناك استجابة، ونحن كادارة اهلية ليس بيدنا سلطة نستطيع ان نحمي بها اهلنا وهذا مايؤرقنا ويعذبنا فاهلنا امامنا وفي مأزق وحيرة في امرهم ولانستطيع ان نقدم لهم ذرة مساعدة.
الخطة هي
هل الخطة التي تتحدث عنها جاهزة؟
خطتنا جاهزة والفكرة موجودة محتاجة فقط للتنفيذ ولكن نحن لسنا جهة تنفيذية وليس لدينا قوات لنحركها وليس لدينا الكلمة لتحريك وتوجيه المنظمات لتقديم المساعدة وما يعين الناس على سكنهم، ولهذا على الحكومة الاطلاع بدورها، ونحن كادارة اهلية سنكون سندا وعونا لاخونا الوالي خميس لانه يجد الدعم من الجميع وقد رحب به النازحون واستبشروا بقدومه، ولكن اذا تراخي في تبني قضايا النازحين سيفشل واتمني ان يوفق فهؤلاء النازحين 18 سنة يعيشون في سجن مقفول لايعرفون مصيرهم والموروث الذي يرتكزون عليه انتفى، تغيرت العادات والسلوك.
التدابير الصارمة
وكيف برأيك يتم علاج ذلك؟
على حكومة الولاية وضع تدابير امنية صارمة وفرض هيبة الدولة حتى يطمئن المواطن، وانا افهم أن الأمن احساس ولا يفرض بدوشكا ومدرعات وجيش، فلابد ان يحس المواطن بالامن هو نائم او ذاهب للسوق والاطمئنان في التعامل مع الاخر، وهذا يتطلب عمل اجتماعي يمكن ان تلعبه الادارة الاهلية لكن الادارة الاهلية الآن لاحول لها ولاقوة ولاسلطة وقد شاخت واهملت واثر هذا تاثيرا مباشرا في اداء مهامها لان التطور الذي حدث بالدولة لم يستصحب الادارة الاهلية، التي واجهت التجاهل من الدولة، وعلى سبيل المثال الجنينة كان يحكمها السلطان لكن الان كل السلطات ذهبت للمدير التنفيذي والوالي، واصبحنا مثل المهبوش كل ملابسو شالوها تبقت الا الطاقية واذا هبشوها نحن حنموت وهذا حال الادارة الاهلية .
المنظمات ساهمت ولكن
حدثنا عن دور المنظمات بالولاية؟
نحن لانستطيع الحديث عن المنظمات، رغم انها ثبتت كثير من الامن منذ 2003م سواء كانت منظمات اممية اواقليمية وحتى الوطنية وان كان ليس لديها شئء تقدمه، فقد واجهت كثيرا من التعنت وتم طرد بعضها والان عادت لكن لم تقدم المطلوب نتاج لسياسة عملهم فهم الآن يقومون بدراسة لرفع تصور لمنحهم المال من جهاتهم المانحة، وهي خطوات ليست أنية ولا توفر الامن للمواطن ولا الماوى المناسب يجب ان تضطلع الحكومة بدورها وكذلك المجتمع، وانا متاكد ان الدولة والمجتمع سيقدمون مساعدات للناس وستكون خير معين
فلتترجل الدولة
ماذا تقول لمواطني دارفور عامة والجنينة خاصة حتى لاتحدث صراعات ومرارت مرة اخري؟
اقول ان التدابير الحكومية والرسمية تجاه الامن هي واجب على الدولة ان توفر امن لمواطنيها واذا لم تستطع فهي فاشلة وعليها ان تترجل، وفي تقديري ان الاوضاع الآن تمضي نحو الأفضل ولكن تحتاج لصبر واحتمال الناس للاذي فيما بينهم وأن يتحملوا بعض التدابير والسياسات، لان التدابير المدروسة تفضي لسلام مثل ماجاء من جوبا لكن حتى يتنزل اتفاق جوبا على أرض الواقع يجب على الناس ان يساهموا في ذلك، رغم عدم اصطحاب راينا كادارات اهلية حول رؤيتنا، وبالتالي السلام المجتمعي هو الاهم لان الامن يفترض الاحساس به، ورضاء وتقبل البعض وان تتحقق العدالة
الى لاهاي
ماذا يمكن ان تقدمه الحكومة الحالية لتلافي الصراعات؟
اولا يعلم الجميع ان هناك تجاوزات حدثت في عهد الانقاذ ولكن الحكومة الحالية اذا لم تعمل حساب لذلك ستذهب هي نفسها الى لاهاي لان هناك اشياء كثيرة حدثت خلال العامين الماضيين من عمر الحكومة الانتقالية وبالتالي نناشد الجميع على تحمل بعضهم البعض ونسيان مرارت الماضي مع حمل تظلماتهم وهذا يتطلب قضاء عادل ومؤسسات عدلية شفافة وقائمة بدورها وان تتحقق العدالة لمن يريد، وايضا الشق العرفي والاهلي والقضايا التي لاتتصل بحقوق خاصة مثل التجاوزات العادية الجرائم العادية من المواطنين يمكن تناولها اذا اراد اهل الدم اومن فقدوا ذويهم في هذا الاضطراب ان يصبح الامر قضائي وتحقق العدالة.
فقدنا الكثير
ماذا حدث خلال العامين الماضيين؟
فقدنا خلال العامين الماضيين اكثر من (2000) شاب كان يمكن ان يساهموا في نهضة وبناء واستقرارالسودان لكن الاخطاء قد تكون من الادارة الاهلية او الحكومة والاجهزة الامنية او سياسات كلية من الدولة .
الوالي مقبول
رسالة للوالي الجديد ؟
الوالي لديه قبول وسط المكونات وسلطنتنا بها اكثر من 43 مكون يحتكمون لهذه السلطنة، وهذا القبول الذي لمسته يمكن ان يقود الوالي الى النجاح في سياساته لكن الاهم ان تكون لديه رؤية وبرنامج عمل واضح وجرأة في اتخاذ القرار وهناك قضايا يجب معالجتها سريعا وهي قضايا النازحين وقضايا الرحل والعمل على استقرارهم وقد بدأت الحكومة السابقة في برامج لتوطينهم وهو امر مهم وضروري، هذا بجانب ضرورة المحافظة على السلم المجتمعي، بالاضافة الى الاهتمام بالامن وتامين الموسم الزراعي والرعاة
الجانب الاهم هناك معاناة كبيرة لاهل غرب دارفور وانا ادري بظروفهم، لذا فإن تحقيق ضروريات الناس يظل امر واجب، الان الناس عجزوا عن عيش الحياة الكريمة ويعيشون حياة ضنكة وبدأوا يتسولون نسال ان يوفق السودان ويهدي الجميع .
الدعم السريع
ما هو تأثير قوات الدعم السريع في تامين المواطنين ورأب الصراعات ورأيك في قائد الدعم السريع الفريق حميدتي ودوره في السلام ؟
اعتقد ان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” رجل له دور بارز في احلال السلام فقد ادى دورا كبيرا وصبر لفترة تفوق العام، حاور بعمق واجتهد مع ابناءنا الذين حملوا السلاح ووجد سندا وتشجيعا من اهل دارفور، رغم ماوجده من اذى من اولادنا وانا كنت عضو تفاوض في ابوجا والدوحة فهو رجل صمد وصبر وحقق السلام نقول له الف شكروالقادم احلى.
الصيحة
فالسوا ” جزء من مشكله مسالايت ” وعمر البشير قال بن خالتو كيف يكون جزء من المشكله ” ناس الاعلام كيزان يلمعو فى رجلات الاداره الكيزان …. الزحف فشل رجعوا للنواعم ” بعدين الراجل مناسب اسره شمو بتاع الاعلام الكوز “