مقالات سياسية

في بيتنا عنصري 

د. حامد برقو عبدالرحمن

(1)

عبد الحليم أو ( دوسةإبني الذي لم يتجاوز العقد الأول إلا بقليل طفل متطرف في سودانيته ، لديه إحساس متعاظم بأن الشعب الله المختار هو الشعب السوداني، رغم انه لما يسمع بالتعبير العبراني من الأصل.

ذلك الإحساس سبب مشاكله مع أقرانه من الجنسيات الاخرى في مدرستهخاصة أنه الطفل الأفريقي الوحيد بالمؤسسة التعليمية هناك في المنفى الإجباري و الذي للأسف اصبح إختيارا ايضا بعد نجاح الثورة و إختطافها من قبل الأقليات الفكرية و السياسية بالساحة.

 لكن لا حسرة على دماء الشهداء طالما قد أعادت الوطن الي أصحابهاي الي جميع السودانيين .

(2)

أظنه كان في الخامسة أو السادسة من العمر عندما أصطحبته معي الي مركز التسوق.

 كنت ممسكا به و السوق غير مزدحم عندما سحب يده و إنطلق نحو رجل و طفل آخر على بعد أمتار عدة . ثم تعانقا هو الطفل الذي يصغره بحوالي عام.

  أكملت مكالمتي و لحقت بهم.

الطفلان مازالا يتبادلان ما لم اسمعه أو أفهمه و الرجل ينظر إليهما بدهشة و بعض الأعياء أو التعب العاطفي .

سلمت على الرجل( الذي يبدو من ملامحه انه من الشمال النيلي من تراب بلادنا) و سألته عن ما يجري و أنا احاول عبثاً أن اخفي دموعي ، قال لي الرجل و بصوت باكيانها صلة الدم” !!.

و لأنني كنت مشحونا بما يكفي؛  تعانقنا و ذرفنا دموعا و افترقنا وسط دهشة طفلينا .

 

(3)

قبل عامين تقريبا سألت عبد الحليم عن قبيلته أو بالأحرى قبيلة والده ؛ (و كنت أسجل حديثه) . قال ليلا أعرف” . ثم ذكرت له إسم قبيلة والديه ان كان يعرفها . رد لي هل هم( خواجة) يعني هل هم خواجات. ذلك ما حدث( و رب الكعبة)

رغم ان معرفة الطفل لقبيتله ليست عنصرية بأية حالببساطة لأننا خلقنا شعوبا و قبائل للتعارف فقط ليبقى أكرمنا عند الله تعالى أكثرنا تقوى.

لكن لم أجد مبرراً لأحكي لإبني اليافع شيئا غير سودانيته التي يعتز بها في غربته

 

(4)

في يوليو الماضي ، اي قبل عام تقريبا كتبت مقالا متواضعا تحت عنوان (إحذروا المخابرات المصرية) ، نبهت فيه الناس الي ألاعيب أجهزة الاستخبارات بوجه عام و ألاعيب ذلك الجهاز بشكل خاص في زرع الفتن بين مكونات شعبنا

كنت قد ركزت على التعليقات التي تنشر على المواقع الإلكترونية و خاصة الصحف الإلكترونية و منصات التواصل الاجتماعي.

كثيرا ما يتقمص الأجانب شخصيات سودانية منحدرة من أجزاء معينة بالسودان لسب أبناء وطنهم المنحدرين من أجزاء اخرى بألفاظ نابية، ليرد الطرف الآخر أو قل الأجنبي الذي يتقمص إنسان الجزء الاخر بألفاظ أكثر  قذارة .

رغم  أن لا سوداني أو سودانية تصدر منهما مفردات بتلك القذارة 

لكن الاجنبي المتقمص هو من يقوم بذلك.

لذا كثيرا ما ناشدت محرري الصحف الإلكترونية على الأقل بعدم نشر التعليقات التي تعمق الشرخ الذي أصاب نسيجنا الاجتماعي بسبب سياسات النظام البائد لعقود ثلاث.

هذا الوطن يسعنا جميعا و نحن ك سودانيين فقط .

[email protected]

‫12 تعليقات

  1. يا خي قبل أن تكتب في الركوبه أقرأ المكتوب بها فقد صدق من قال ( القلم ما بيزيل بلم) – وأهديك رابط لمقال الكنداكه سهير عبدالرحيم عن ورقة العنصريه المحروقه التي يلعبها كل سياسي إنتهازي أو إداري حرامي لأجل أن يخدع بها السُذج أويتقرب بها للمُرتزقه اللذين تحالفوا مع الكيزان ككبير مساعدي المخلوع أركوي مناوي ووواليه عقار وعضو برلمانه الإنقلابي ياسر عرمان والدباب خليل إبراهيم والكثيرين اللذين تساقطوا كالذباب في أدبخانة ثورة الأنجاس !!
    https://www.alrakoba.net/31545989/%d8%b9%d9%86%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d9%84/
    ومن العنصري بالله عليك ؟؟ أهو من أدى قسم الولاء للكيزان – ام من يُطالب بكشف الخونه وفضح تلاعبهم وخداعهم لنا بورقة العنصريه ؟؟
    ثُم أليس منح النيل الأزرق ودارفور صفة الاقاليم المُستقله وتعيين حكامها لها من أبنائها (وكلاهما تحالف مع انقلاب الكيزان ضدنا!!) مع ضخ 750 مليون دولار سنوياً لدارفور وحدها بينما أهل الشمال والوسط والشرق اللذي يدفعون هذه (الأتاوات) لمرتزقة الحركات لا يملكون قوت يومهم كما يتولى المناصب السياديه في الشمال التعايشي والكضباشي وحميرتي وتاور وعقار وكلهم من أهل الغرب !!
    من العنصري في رأيك ؟؟ هل من أسميته قي مقالك بأنه من أهل الشمال النيلي و الذي إن قال هو أنك غرباوي أقمتم الدنيا متهمين له بالعنصريه!!
    المخابرات المصريه مثلها مثل المخابرات التشاديه والجنوبيه فكما لسلفاكير الحركه الشعبيه جناح جواسيس الشمال ولمخابرات الزغاوي التشادي إدريس ديبي حركات أهله لتحرير السودان منا فللمخابرات المصريه الحزب الذي يرفع بلا خجل شعار الإتحاد مع دوله كانت ولا زالت تحتل اراضينا .. الحل الوطني هو كنس العملاء والاحزاب والحركات الوافِده وإجراء إنتخابات مبكره يسبقها منح سلطنة دارفور إستقلالها لأنها أصلا ليست بأرض سودانيه بل ضمها المحتل الإنجليزي لنا في 1916
    ثُم يا أخي بدارفور أكثر من أربعون حركه مسلحه ترفض الإتحاد سوياً – فهل سيقبلون بالإتحاد معنا ؟؟ أم أنهم فقط منتظرين لدمجهم في قواتنا النظاميه حتى يكونون كجصان طروان فيغدرون بنا ويحررون السودان منا كما يحلمون (حُلم إبليس في الجنه) !!
    إتحدوا فيما بينكم يا أهل الغرب فأنتم العُنصريين حتى فيما بينكم (أم ألم تسمع بالوزير (البرتاوي) الذي طرده رئيسه الزغاوي قبل أن يؤدي القسم أمام حمدوك وذلك حتي يحل محله زغاوي آخر !! (مِحن غرباويه) ..
    أتركوننا لشأننا يرحمكم الله
    https://www.alrakoba.net/31593024/في-بيتنا-عنصري/

    1. النيل نيلنا.. ومصر هبة النيل..لولا العنصرية..لكان النجومي انتصر..وحرر مصر وحكمها..والجار اولى من الألباني أو التركي أو الانجليزي ..هزيمة توشكى..غيرت التاريخ…الطبيعي أن يحكم السودانيون مصر…كما حكمها كل من هب ودب..جيش استطاع تحرير الخرطوم كان بمقدوره تحرير القاهرة..هذه حقيقة يعلمها الجميع..وكما ذكر محمد عبده و الأفغاني في العروة الوثقى.. أن المهدي اذا وصل الصعيد سيحكم مصر ويحررها.

    2. الكولونيل ارنست سومرقل جاكسون، وهو من سمي عليه موقف جاكسون في السوق الإفرنجي بالخرطوم، واحد إداريي السلطة الاستعمارية قبيل الاستقلال، قال ما يلي نصه: ( رغم فضائلهم لا يجتمع السودانيين الا على كراهية بعضهم البعض. ومع ماتوجبه الكراهية من بغض وحقد وحسد واحتقار وانانية وعدم تعاون، فانهم لن يستطيعوا ادارة وتوظيف موارد هذا البلد العظيم لمنفعتهم العامة…وأخشى ان يكون انسحابنا من هنا وبالا عليهم.)

  2. الجيش السوداني بعض قياداته تحت السيطرة المصرية.ويضربون تعظيم سلام..والحمد لله

  3. محمد نجيب امه سودانية..السادات امه سودانيةاسمها ام سترين.. من كردفان..عندما غزا يعانيه مصر انتصر وحكمها ..وكذلك فعل ابراهيم كتخداالسوداني…الذي تقلد منصب حاكم عام أو رئيس وزراء بلغة اليوم..وهو صاحب بيت السناري في مصر..هاجر إليها من سلطنة سنار ..وانتهى به الحال حاكما على المصريين..وقبله المماليك..وكافور

  4. مقالك جميل ….
    يدعو للتفاؤل واخذ الأمور بعقلانية لا تخلو من عاطفة وطنية محببة …
    ارجو ان لا يأخذك النقد المضاد في الاتجاه العكسي … وان تعتبره نقد في يستحق الرد بعد تصفيته فيما وصفته من “ريادة الشرخ” …
    فليعبر الجميع بآرائهم بكل حرية وفي الخواتيم ان شاء الله سوف يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس …

  5. يا سيادة العقيد (م) ما ذكره دكتور برقو لا ينطوي على اى عنصرية بل حديثه عن الشخص الذي وصفه بأنه من الشمال النيلي فيه كثير من النبل والاحترام. العنصرية واقع موجود في مجتمعنا السوداني مهما حاول البعض انكار ذلك. ولا تقتصر على جهة او قبيلة او اقليم بعينه فكلنا عانينا من العنصرية ويكفى ما حاق ببلدنا من كوارث بسببها. نعم العنوان لافت لكن المضمون لا يشير لعنصرية بقدرما يحمل في طياته رسالة غاية في الاهمية وهي ان السودان كوطن يسعنا جميعا. ومن المعروف انك ان اردت معالجة مشكلة فيجب عليك تسليط الضوء عليها.

    اما محاولة تبرير الدور الذي تلعبه المخابرات المصرية في بلدنا بأنه حق لها كما هو حق المخابرات الجنوب سودانية والتشادية فهي محاولة غير موفقة بالمطلق لان مساعي المخابرات المصرية لإحباط اى نهوض في السودان لا تخفى على احد. وانا استغرب ان يصدر مثل هذا الكلام من شخص ذو خلفية عسكرية ينبغي ان يكون اكثر حرصا على الوطن. الحقيقة التي يجب علينا كلنا الاعتراف بها ان هنالك عنصرية في السودان ويجب محاربتها بجميع الاشكال كما ان هنالك نشاط هدام لاجهزة مخابرات دول تدعي بأنها دول شقيقة. واكرر نفس ما جاء في مقال دكتور برقو ان السودان وطن يسع الجميع مع كل تقديري واحترامي لك ولدكتور برقو.

    1. ياخي فهم السؤال نصف الإجابه وفهم المقال قبل الرد يجنبك الضحك على عقلك !!
      أين تبريري للمخابرات المصريه في ردي هذا ؟؟ ام أنك كمن يأخذ بشِطر الآيه (ولا تقربوا الصلاة) ويترك تكملتها (وأنتم سكارى) ؟؟
      ثم لماذا لمم تُعلِق على عبيد الكيزان اللذين إشتراهم المخلوع بثمن بخس (مناصب دستوريه في نظام إنقلابي) ؟؟!
      وما رأيك في حركات نحرير السودان منا ؟؟
      إتقوا الله يرحمكم الله

  6. يا عنصرى و مغرور كل البلد دارفور
    يا عنصرى و سفاح وين الجنوب وين راح؟؟؟
    هكذا هتف الشباب الشرفاء فى طرقات الخرطوم وشوارعها التى لا تخون ..عندما دبلجت اجهزة المخابرات ( الكيزانية العنصرية) مقطع فيديو ( تحت التعذيب) لرابطة طلاب دارفور بالجامعات و المعاهد العليا …الطلاب الذين تم تعذيبهم لكى يعترفوا بجريمة لم يرتكبوها ابدا..بانهم خلية تتبع لتنظيم ( الجبهة الوطنية المتحدة اليو بى اف) الجناح الطلابى للكوماندوز عبد الواحد محمد نور ..نعم كان رد الشارع قويا و مدهشا..
    مقال فى الصميم
    و الاطفال اصلا يولدون على الفطرة…و لكننا نحن الكبار من نزرع بداخلهم بذور الشر من خلال شيطنة ( اللون الاسود)..
    خروج:
    لو ما السواد غالى ما كان سكن فى العين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..