مقالات وآراء سياسية

أحذروا الرقص مع الذئاب ..

د.فراج الشيخ الفزاري

كتبت في فترة سابقة، مقالا في هذه الصحيفة، بعنوان( خطورة الرقص مع الذئاب ) ، تحدث عن ادعاءات كاذبة تقوم بها بعض وسائل الإعلام، عن ضعف الرقابة والأداء الحكومي، أو التشكيك في كفاءة أو أمانة العاملين فيها ، أو الطعن غير المبرر في مؤسسات الدولة بمكوناتها المدنية والعسكرية. وقلنا أنها سهام سامة تصب في مصلحة( الذئاب ) رموز النظام السابق المتوثبة المتعطشة للعودة ، بأن تأتيها ( الفريسة) جاهزة ومطعونة بسهام أهلها …وها هي طبول الرقص مع الذئاب تقرع من جديد ، كما نقرأ ونسمع عبر وسائل الإعلام، بأكف وأقلام و( حناجر )، تدعي الثورية والعقلانية والوطنية فيما تدعو إليه، وهي أبعد من ذلك، وتدري بإن نصيبها من الثورية كان هامشيا…كانت ضد ( حكومة الإنقاذ ) يوما ما..وليس ضد فسادها أو توجهاتها الفكرية..فقد شارك قادة تلك الجماعات ، بشكل أو آخر، في مسيرة( الانقاذ) ولم يسقطوها…وتريد لهم العودة والصحبة القديمة وماضي الذكريات.
أني لأعجب، كيف لعصبة ، مهما كان وزنها (الجهوي )أو طرحها ( السياسي ) أن تدعو ( الضحية ) للمصالحة مع ( جلادها) وهي لا تزال تنزف دما وتعيش كابوسا يحتاج الي زمن النسيان من الذاكرة القصيرة المتخمة بما كان يجري في بيوت الأشباح ولما كان يحدث من تخريب ودمار لإنسان السودان..الذي فقد هويته وكاد أن ينسي مفردات لغته ويتوه في الوديان…كيف تصالح وتعايش( الضحية ) ( جلادها) وتنسي كل تلك المآسي والليالي الحاليكات بحق الثوار والشهداء والدماء لا زالت سخينة بغير غطاء….
يقول الشاعر أمل دنقل:
لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أتري حين أفقأ عينيك….
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل تري؟
هي أشياء لا تشتري.
أقول ذلك وفي الخاطر سؤال، أزعم أنه علي لسان كل الثوار..وأرواح الشهداء ، من الذي أعطي هؤلاء القوم الحق في طرح مثل الدعاوي للرقص مع الذئاب، بينما هم أنفسهم كان من ضمن ذلك القطيع من الذئاب المفترسة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..