مقالات سياسية
احتفال وزير الأستثمار والتعاون الدولي

طه داوود
- الدهشة/ الحيرة/ الصدمة، هي الأوصاف المناسبة لحال المراقبين والمتابعين لوسائل الإعلام والسوشيال ميديا هذه الأيام تجاه احتفاء وزير الاستثمار في النسخة الثانية من حكومة الدكتور حمدوك بمكينة تصوير أُهديت الى وزارته!
- نعم، لم تسع الفرحة الدكتور الهادي محمد بهذه المكينة فكتب قائلاً بأن هذه الهدية ملأت الوزارة فرحاً وسروراً.
- كنت أظن أن وزارة الإستثمار والتعاون الدولي ستعمل على تهيئة المناخ لإغراء المستثمرين من الداخل والخارج، وهذه التهيئة لا تقتصر على القوانين واللوائح والحوافز التي تُمنح للمستثمر وإنما تشمل أيضاً التسهيلات اللوجستية والمعلوماتية داخل مقر الوزارة.
- وزارة الإستثمار ينبغي أن تتوفّر على مركز لخدمة العملاء يستقبل العملاء والمستثمرين، يديره مجموعة من الشباب المسلّح بالعلم واللغات المختلفة وأن يكون هذا المركز مزوّد بشاشات عرض عملاقة لا تتوقف عن بث المعلومات الاستثمارية بالصوت والصورة وأن تتوفّر للمستثمر هنا خطوط هاتف للاتصال المجاني عند الحاجة بالاضافة إلى مكائن النسخ والتصوير بدلاً من هذه الفرحة العارمة بمكينة تصوير مهداة!
- لجذب المسثمرين واقناعهم يا سعادة الوزير أنت في حاجة إلى وضع خطة تسويق شاملة تُبرِز لكافة المستثمرين المحتَمَلين ما لديك من فرص حقيقية وأن يتكامل هذا الجُهد مع الجُهد المبذول (أو المفروض بذله) لتهيئة مقر الوزارة بكل المعينات والتسهيلات اللازمة مع وجود خدمة عملاء ذات كفاءة عالية في المكتب الأمامي للوزارة.
- أيضاً صفحة الوزارة على الانترنت ينبغي أن تكون غنية بالمعلومات وخاضعة للتحديث المستمر بحيث يجد فيها الزائر إجابة لتساؤلاته عن فرص الاستثمار في هذا البلد الغني بموارده الطبيعية. صحفة الوزارة يجب أن تكون مزوّدة بالفيديوهات والشروحات باللغتين العربية والإنجليزية، وتستطيع الوزارة أن تقوم بكل ذلك بصورة احترافية بالتعاقد مع المكاتب والشركات المختصة في تصميم المواقع، كما يمكن للوزارة أن تستعين بالشركات المختصة في الإعلام لبث المعلومات الاستثمارية باللغتين بأصوات مذيعين محترفين.
- مكينة التصوير التي احتفل بها معالي الوزير وتبريره بأنها ذات وظائف متعددة، غير مقنع، وأعتقد أن مثيلاتها منتشرة في البنوك وفي مقار الشركات في الخرطوم وفي غير الخرطوم، بل إن العديد من المكاتب المختصة بخدمة الطلاّب المتقدِّمين للجامعات والمعاهد بها مكائن تصوير متعددة الوظائف، مِن تصوير ملوّن وتصوير عادي وطباعة ومسح ضوئي وفرز وتدبيس وتصغير وتكبير وإرسال بالبريد الاليكتروني..الخ.
- هذا الاحتفاء يذكِّرنا بما كان يفعله رمـوز النظام البائد، وكيف أنّ رأس النظام المخلوع كان لا يملّ من القيـام بزيارات مكلفة مادياً وأمنياً إلى المدن والقرى في الولايات المختلفة للاحتفال بمشاريع خدمية صغيرة يمكن أن يفتتحها معتمـد المحليـة! ولكن وبـدلاً من ذلك تُنصب السرادقات وتُجهَّـز المنصات والمايكروفونات والكاميرات لتغطية خطاب الرئيس وعَرضَة الرئيس!.
- يحق لمعالي وزير الاستثمار والتعاون الدولي أن يحتفل إذا نجحت وزارته في استقطاب الاستثمارات المليارية من الداخل والخارج، ومن ثمّ إعـادة تشغيل المصانع المغلقة، وتطوير البنى التحتية للعاصمة والأقاليم، وما ينتج عن ذلك من توفير فرص عمل لمئـات الألوف من الشباب العاطل.
- الأوضاع المزرية التي تمر بهـا البلاد الآن على كافة الأصعدة والمعاناة اليومية التي يعيشها المواطن لا تساعد على أي نوع من الاحتفال فضلاً عن الاحتفال بمكينة تصوير عرفتها البشرية وتعاملت معها منذ ستينيات القرن العشرين!
التحية،،
شكرا طه على هذا المقال الرصين والذي قدم وصفة طيبة أو خارطة طريق مبسطة للوزارة
ومع ذلك يليق إعطاء الوزارة فضيلة الشك، والاعتقاد بأنه ربما توجد لديها خطط تطويرية على الأرض والفضاء الالكتروني
وربما قصد الوزير من احتفائه بهذه الماكينة لفت أنظار مجلس الوزراء من خلال استنفار الرأي العام إلى حال الوزارة وما تتطلبه من معينات عمل.
عموما دعنا نتمنى أن تسفر قصة هذه الماكينة عن اهتمام رسمي أكبر بشأن الاستثمار في هذه البلاد المعطاءة لا سيما في هذا التوقيت.
تحياتي
مرحب بيك الأخ طه. ومشكور على الإضافة. وتسلم على النظرة الإيجابية للموضوع. وفي الحقيقة النهج النقدي في المقال هدفه الإصلاح فقط. وأشكرك على المرور والتعليق.
مش قلت وياسعادة الكاتب ويابعض الذين شالوا حال السيد الوزير وإحتفائه بهذه المكنة .. !! حتى لو كان حقيقة هناك إحتفال وسرادق وغناء وطبعا بدون رقيص الخليع .. !! فانت مثلا مش قلت وزارة الإستثمار محتاجة فيديوهات وناس تشرح باللغتين الإنجليزية والعربية … ؟؟ ومحتاجه لى شنو وماعارف شنو ..؟؟ اها السيد الوزير أهدى اليه المكنة دى ومش لى بيتو لى الوزارة المحتاجة لى الحاجات دى وطبعا المكنة دى خطوة أولى للإحتياجات وعشان يمشى يدبر الباقى .. أها المشكلة شنو لو الراجل احتفل .. ؟؟
ياجماعة إهتموا بقضايا إنتشال البلد فى هذه المرحلة الحرجة ولا تشغلوا أنفسكم والناس بمواضيع إنصرافية .. ياجماعة البلد فى حوجة لكل كلمة او جهد فى سبيل إصلاح الدمار الذى خلفه الكيزان .. إلا لو كان لاسمح الله الهدف شئ آخر .. ؟
و .. إحتفل ياوزير .. !!
الأخ عامر، تحيـة طيبة..واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. طبعاً أنا وانت وكل الشباب همنا المشترك هو المساهمة حتى ولو بالرأي في انتشال البلد. أنا في تصوري إنو المعدات والأدوات المكتبية ووسائل الاتصال والطباعة من أساسيات العمل في الدوائر الحكومية وفي غيرها. ومكائن التصوير مثلاً متاحة ومملوكة حتى لدى المكتبات والأكشاك الخاصة.. وكنت متوقع إنو ميزانية أي وزارة تجاز من طرف وزارة المالية حتكون مشتملة على احتياجاتها من مثل هذه الأدوات الضرورية وخصوصاً لوزارة مختصة بالاستثمار والتعاون الدولي. عموماً نتمنى التوفيق للجميع. وشكراً.
من أسقط طائرة الرفيق محمد داؤود الخليفة، وما هو دور (البعث) في ذاك الحراك؟
لكل جواد كبوة
انت تقصد محمد سليمان الخليفة