الي منظمة سقيا السودان— مع التقدير..

أسامة ضي النعيم محمد

الحمد لله أن وهبني العلي القدير اصدقاء هم علي درجة عالية من الشجاعة الادبية ، يسعون الي تقييم وتقويم ما أكتب ، منهم ( ألفة فصلنا) الذي تعود تنبيهاته لي فيما أكتب الي مرحلة الصبا الباكر وما يزال ، ثم هاهي الدكتورة العزيزة الاخت ماجدة أيضا من أهل سنجة حيث لي فيهم سند وعزوة ، جزاها الله عني خيرا- ترسل التنبيه لي بخصوص موضوع مشروعات العطش الذي نشرته لي (الراكوبة)- مشكورة – في 22/07/2021م ، ملاحظة الدكتورة الناشطة هو جهلي وإغفالي لمنظمة سقيا السودان ، شباب يعملون في مجال حفر الابار في جميع أنحاء السودان ، لا يفرقون بين بورتسودان وسواكن وبين قرية التيارة في شمال كردفان أو أبو هشيم أو القويسي في النيل الازرق ، هم السودان سقيا وحبا— جزاهم الله عنا خيرالجزاء.
الي منظمة سقيا ومنظمها الاستاذ عبد الرازق محجوب – لكم العتبي حتي ترضون، ثم أزجيكم التحية وأرفع العمامة عالية تقديرا وعرفانا لمجهوداتكم ، للأسف تجربتنا في السودان مع المياه ، علي كثرتها وتعدد مصادرها الا أنها ترتبط بموتنا ، نموت عطشا لعجزنا عن ايصال الماء أو الوصول اليه أو غرقا ونحن نحدق في الفيضانات وننتظر تدميرها عاما تلو الاخرولسان حالنا ( نسوي شنو؟) ، تسعفني هنا تجربة سلطنة عمان التي حولت المياه الي نعمة وبفضل الله ثم بمجهودات أجيالهم المتعاقبة صارت سقيا دائمة ، يحدثك ويبهرك بالسالفة الشيخ قوقل عن أفلاج سلطنة عمان حيث تعرف عليها العمانيون بواسطة الفرس ويعود تأريخ الافلاج الي 2500قبل الميلاد.
للمزيد من أفلاج سلطنة عمان أردكم الي الحاج قوقل ولكن أنقل في عجالة عنها ما يلي : ( شق الافلاج يتم بعبقرية هندسية فائقة ، شق العمانيون الاوائل الفلج بين النقطة الاولي عند خزان المياه الجوفي في المرتفع والنقطة الثانية عند السهل المستفيد من تلك المياه ، وروعي أثناء التدرج في العمق حسب ارتفاع سطح الارض مما يساعد علي جريان الماء بطريقة سلسة منظمة ) ، ولتقريب الفهم فالفلج قناة صناعية تنقل الماء ، هي أقرب الي خورأربعات في الشرق أو أبو حبل في كردفان أو وادي كجا في الجنينة ، في الفلج تدخلت العبقرية العمانية وجعلته قناة وأنبوب ترابي يجري ماء زلالا طوال العام يسقي ويبعث الحياة في الانسان والنبات ، في السودان وقف الانسان متفرجا- للأسف -علي جريان الخيران والأنهار ولم يقض مضجعها أو يسكت اندفاعها بالتدخل وترويضها لسقيا بورتسودان أو الابيض أو معسكرات حول الجنينة.
أهدي تجربة أفلاح سلطنة عمان للإخوان في منظمة سقيا لإثراء التجارب ، هم في منظمة سقيا عندي من أحزابنا الجديدة التي يتمحور عملها في البرامج المحسوسة ، هم عندي كما حزب الخضر في أوروبا ، ربما ظهر عندنا حزب الزرع والخضرة في السودان يهتم بتوسيع رقعة المزارع الفردية رأسيا وأفقيا وينقلها الي تجارب تجاري المزارع الضخمة التي تزاوج بين انتاج المحاصيل وتربية الانعام وصناعة الالبان وما تجود به المزارع تضيف اليه تلك المصانع قيمة ترفع عائداته.
تجربة الاحزاب ذات البرامج تنقلنا الي التفكير الايجابي ، تتعدد مصادر المياه ، حفر الابار وتصليح الخيران والأودية لجعلها قنوات صناعية لتستمر في الجريان طوال العام وجعل بعضها بحيرات كما في جزء خور أبو حبل عند تردة الرهد وعند واحة البشيري أو ود البقة ، تحويل الماء الطهور الذي يرسله الله الي نعمه نشكر العلي القدير عليها ، نتدبر طرق تحويلها الي منفعة وجعلها للسقيا ، تركها بلا عقال يتحول فيها القاش وعطبره وأربعات الي أداوات تدميرواغراق للمزارع ووادي كاس أو أنهار الدندر والرهد وأخري عند كسلا والقضارف تغمر المساحات المزروعة ، تدمر الفيضانات مزارع البصل ويرتفع سعره ، اغراق المنازل لا يعود الي الانهار والمجاري وحركتها الطبيعية ، بل الي انسان السودان واضعا فقط يده علي خده من الاف السنين .
الاحزاب السودانية الجديدة تنتقل من خدمة زعيم الطائفة وإنجاح مزارعه الي مرتبة أعلي ، تستفيد من تجارب العالم حولنا لتحويل الفيضانات الي ظاهرة تروضها الافلاج وقنوات صناعية ننجزها ومصائد المياه المعدة بتقنيات العصر ، لطم الخدود وشق الجيوب وانتظار من يفكر ويبدع غابت شموسه ونحن نستقبل منظمة سقيا وأحزاب السودان الجديدة التي تضع البرامج وتنفذها ثم تنتقل من برنامج الي اخر والقائمة طويلة لبناء السودان الذي يحلم به الجميع.
أكرر الشكر والتحية الي منظمة سقيا ونسأل الله العلي القدير أن يضع مجهوداتهم في ميزان حسناتهم .