الاستبداد والفساد!!

427٭ يقول أحد الكتاب الفرنسيين ان كل سلطة تفسد والسلطة المطلقة تفسد إفساداً مطلقاً.
٭ والسلطة المطلقة هي الاستبداد.. وقد يكون الاستبداد سياسياً او دينياً.. أو ثقافياً.
٭ فالمستبد السياسي يتولى الحكم بلا برلمان او هو يمكر فيزيف الانتخابات البرلمانية كي يجد الكثرة الخاضعة التي تعينه على الاستبداد وقد رأينا في السنين الثلاثين الاخيرة امثلة قاسية فاضحة لهذا المستبد الذي اخّر تطورنا وعكس نهضتنا وعطّل مشاريعنا الاصلاحية.
٭ والمستبد الديني يصر على ان غيبياته يجب ان تكون المذهب الوحيد الذي يعم الدنيا وان من يخالفه في العقائد الخاصة بها يجب ان يعاقب.. مع ان عشر دقائق تقضيها معه في مناقشتها تدل على انه لا يفهمها.
٭ والمستبد الثقافي يبخس علينا ما نقرأه من كتب وعلى التفكير لانه مستبد ويجب ان نفكر مثله فقط.
٭ وكل هؤلاء المستبدين يحدثون فساداً في الامة ويمنعون تطورها ويجبرونها على ان تجمد كما جمدوا وهم طاعون الامة وعلة انحطاطها وهم الاغراء القوي الذي يجذب الاستعمار ويرسخ اقدامه ويؤيده.
٭ ومن حق كل امة ان تنهض بالثورة على الاستبداد اي على السلطة المطلقة التي تحدث فساداً مطلقاً.
٭ ولكن يجب ان لا ننسى ان المستبد هو نفسه ثمرة فساد فهو رجل فاسد من الاصل وقد نشأ على انه لا يعرف المشورة او المجاملة او الدقة الاجتماعية.
٭ وهو اناني يحب نفسه ولا يبالي بغيره وهو كالمجنون يعتقد انه بؤرة الذكاء والفهم والحكمة وان الامة جميعها بملايينها يجب ان تسير خلفه فلا تتحدث في السياسة الا بما يرى هو.. ولا تقرأ من الكتب الا ما يعنيه هو ولا تؤمن بالغيبيات التي تخالف تلك التي تعلمها في طفولته.
٭ هذا هو المستبد الفاسد الذي نشأ في بيئة الفساد حين دلله ابواه حتى كاد يستبد بهما فلما كبر بقى طفلا في عاداته الذهنية فصار يستبد بالامة التي يتولى الحكم فيها.. وزيراً او مديراً او مؤلفاً أو صحفياً هو فساد يؤدي الى فساد.
٭ هذه الكلمات كتبها سلامة موسى في مقال من ضمن مقالات عديدة في كتابه «مقالات ممنوعة» الذي صدر في طبعته الاولى عام 4591م وفي طبعته الثانية عام 3691م.. الا ترون معي ان موضوع الفساد والاستبداد ما زال موضوعاً حياً في زمان العولمة.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. فعلا هى تنطبق على واقعنا المعاش
    ولكن المستبد كالشجرة اذا لم يجد الارض الصالحة لنموءه يموت ونحن ارض خصبة جدا لتفريخ الوف المستبدين انظرى لحالنا حكومة ومعارضة تجدين الاستبداد يسير على قدمين
    لذا وجب علينا نعدل فى خصائص هذة الارض بدلا من ان تفرخ لنا المستبدين ان نستفيد منها بالتعديل فى خصائصها لتفرخ لنا المتعلمين والمثقفلين والذين يعون انهم هم الغاية وليسوا وسيلة لاشباع اهواء وطموحات الانتهازيون الاخرين خاصة فى المجال العقائدى
    وهذا مجهود كبير يحتاج لتضامن الجميع بالسياسات التعليمية الصحيحة
    ودمت

  2. فعلا هى تنطبق على واقعنا المعاش
    ولكن المستبد كالشجرة اذا لم يجد الارض الصالحة لنموءه يموت ونحن ارض خصبة جدا لتفريخ الوف المستبدين انظرى لحالنا حكومة ومعارضة تجدين الاستبداد يسير على قدمين
    لذا وجب علينا نعدل فى خصائص هذة الارض بدلا من ان تفرخ لنا المستبدين ان نستفيد منها بالتعديل فى خصائصها لتفرخ لنا المتعلمين والمثقفلين والذين يعون انهم هم الغاية وليسوا وسيلة لاشباع اهواء وطموحات الانتهازيون الاخرين خاصة فى المجال العقائدى
    وهذا مجهود كبير يحتاج لتضامن الجميع بالسياسات التعليمية الصحيحة
    ودمت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..