مقالات سياسية

ارسال لجان التقصي ليس بديلا لنشر القوات

أسامة ضي النعيم محمد

كم لا يستهان به من حوادث التفلتات الامنية شهدتها مناطق دارفور بعد توقيع سلام جوبا ، أحدث الاعتداءات وانفراط الامن ما تجري وقائعه وأحداثه الان – للأسف- في كولقي بشمال دارفور ، معالجة الحكومة الانتقالية لكبح الاعتداءات علي المواطنين في أقاليم دارفور المختلفة يحدث بإرسال وفود من الخرطوم في صورة لجان  تقصي ، زعماء قوات الكفاح المسلح لم يعد يعنيهم صناعة الامن والاستقرار في دارفور ولا دور لهم في تلك اللجان ، دفع أمراء الحرب بقواتهم الي ساحات ومزارع ودور في الخرطوم لتصبح مقار لقواتهم ، أصحاب المصلحة الحقيقية في المعسكرات كانوا أكثر دراية حينما رفضوا خروج الويناميد من السودان حيث اثبتت الوقائع عند منعطف اللوي عدالة تخوفاتهم ، هي حسرة وندامة غياب قوات الكفاح المسلح عن مسرح صناعة الامن والسلام  داخل حدود اقليم دارفور.

بتمركزها في الخرطوم ترسل قوات الكفاح المسلح اشارة تحدد مبتغاها وطموحاتها من الغزوات والاعتداءات التي مارستها خلال فترات الحروب ، أمن دارفور وبعث الاطمئنان في نفوس أهل دارفور ما يزال هدفا يبحث عنه المواطنون في المعسكرات  ، توقيع اتفاقية السلام في جوبا تعني عند زعماء حركات الكفاح المسلح الدفع بقواتهم الي  ساحات الخرطوم ، البحث عن مقار في دور تابعة لمنظمات دولية أو مقار تضع يدها عليها تلك القوات ، الهم هو البقاء في الخرطوم والتحقق من استلام المخصصات المالية التي حددتها اتفاقية السلام ، الهدف البعيد كما لخصه أحد قادة الكفاح المسلح هو حكم السودان .

ارسال لجان لتقصي أحداث شمال دارفور يأتي بعد سلسلة لجان مماثلة سبقتها ولن تكون الاخيرة ، تقصي الحقائق في أحداث الجنينة وكرنقووغيرها من مناطق عدة في دارفور لم يفتح الله علي تلك اللجان بإصدار بيان يرسم هيكلة قوات أمنية لحماية أصحاب المصلحة في المعسكرات ، لجان تقصي الحقائق من ذوي الياقات المنشاة البيضاء ، لا يحملون السلاح ولا يمتطون عربات الدفع الرباعي وفوقها راجمات الصواريخ ، لجان تقصي الحقائق أهل كلام و ( نضم) ينتهي اثره بانتهاء الزيارة الرسمية ، يعود أعضاء لجنة تقصي الحقائق الي مكاتبهم بالخرطوم وتوزع عليهم أنصبتهم المالية ، ثم تتواصل الاعتداءات والانتهاكات في مناطق دارفور لتخرج لجنة تقصي حقائق أخري .

ليس بلجان تقصي الحقائق وحده كان تدخل الامم المتحدة في نزاع دارفور منذ سنوات مضت ، أعدت الامم المتحدة القوات الهجين وزودتها بأحدث الاسلحة والمعدات ، مقار تلك القوات كان في قلب الحدث وداخل جغرافية اقليم دارفور ، توزعت قوات الامم المتحدة في قري وحول معسكرات النازحين ، لم تختار قوات الامم المتحدة الخرطوم  مركزا لتواجد قواتها ، حري بزعماء قوات الحركات المسلحة متابعة صناعة الامن وملء الفراغ الذي خلفه خروج قوات اليوناميد ، حماية المواطنين في دارفور بعد اتفاقية سلام جوبا كان من المفترض أن يكون محور عمل قوات الكفاح المسلح ، تسعي  وتنسق جميع الحركات لتوزيع تلك المهمة بين مختلف أطرافها وعناوينها المتنافرة .

لجان تقصي الحقائق الي شمال دارفور لا تكون جسما لإحلال الامن ونقل السلام الي مناطق دارفور ، وحدها قوات حركات  الكفاح المسلح المتمركزة في الخرطوم هي الاقدر علي نقض غزلها الذي نسجته في دارفور طوال سنوات الحرب ، قوات حركات الكفاح المسلح أكثر دراية حتي بأسماء المتفلتين الذين يجوبون اليوم مناطق شمال دارفور وغيرها ينشرون الموت والدمار0 عودة قوات حركات الكفاح المسلح الي مناطق الحرب بلوح الامن و (دواية) السلام هو البديل الامثل لنشر الامن والطمأنينة وإحلال صناعة السلام  موقع صناعة الدمار والحرب ثم بعدها يتخير المقاتلون والزعماء في حركات الكفاح المسلح المناطق التي يودون  حكمها وسكناها من بين جميع مناطق السودان وليس الخرطوم فقط.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

[email protected]

تعليق واحد

  1. هنالك 84 حركة مسلحة فى دارفور تم الاتفاق مع جزء بسيط منهم وللأسف اغلبهم من اثنية واحدة ( الزغاوة) و تصرفوا باناتية شديدة حيث وزعوا المناصب الهامة بيتهم( حبريل فى المالية وحجر فى مجلس السيادة ومنى حاكم دارفور) وكذلك بقية الوزراء. كيف يكون هناك سلام فى دارفور وكثير من الحركات ما زالت تحمل السلاح و حتى الذين انوا مع سلام جوبا لم يجدوا شيء. والسؤال اين العدالة التى كانوا ينادون لها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..