أخبار السودان

طالع التغطية الكاملة لمظاهرات بحري التي منع جهاز الأمن نشرها في صحيفة الجريدة

احتجبت صحيفة (الجريدة) عن الصدور اليوم، بسبب الرقابة القبلية المفروضة عليها من جهاز الأمن.. أدناه تغطيتها للمظاهرات بحري يوم أمس الأحد والتي لم تُطبع بسبب  التضييق الأمني.


التعزيزات الأمنية حالت دون وصول المحتجين لميدان الرابطة بشمبات
في موكب المهنيين الخامس .. وأخرجت (بحري) اثقالها
خرج المئات من عدة مناطق وعمليات كر وفر حتى المساء
إنتشار مكثف للشرطة والأجهزة الأمنية واعتقال العشرات
اقتحام (كوفيرات) النساء بتقاطع المؤسسة وسكان الأحياء يفتحون منازلهم للمحتجين
+++++
صافرة البدء انطلقت في تمام الواحدة ظهراً بالمحطة الوسطى، وبعدها انفجر سيل الإحتجاجات ليشمل (شارع السيد علي، شارع المزاد، شارع المعونة، الديوم، المزاد، الدناقلة، الشعبية، شمبات) جميعها أحتشدت بمئات النساء والرجال والشباب والشابات، الذين علت هتافاتهم المطالبة بالحرية والسلام العدالة واسقاط النظام، ولم تقف دون إصرارهم على استمرار مواكب الإحتجاج؛ المئات من سيارات الدفع الرباعي المدججة بقوات الشرطة وجهاز الأمن وغيرها من (البكاسي) الخالية من اللوحات وهي تحمل على صناديقها ملثمون يحملون الهروات ويرتدون أزياءً مدنية، بيد أن الإطلاق المكثف للغاز المسيل للدموع وأصوات الرصاص الحي والمطاطي، جعلتهم يعاودون حالات الكر والفر، داخل أزقة وشوارع تلك الأحياء، في معركة استمرت حتى الساعات الأولى من المساء، قبل أن تتحول لإحتجاجات ليلية.

رصد: فريق (الجريدة)

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر منتصف النهار حينما تحرك مجموعة من الصحافيين نحو الخرطوم بحري، لتغطية أحداث الموكب الخامس الذي دعا له تجمع المهنيين السودانيين، المحطة الوسطي في ذلك الوقت كانت الحركة فيها تسير بصورتها المعتادة، مع ملاحظة إنتشار ارتكاز سيارات الشرطة وجهاز الأمن، بمحازاة شارع المعونة، القوات المنتشرة كانت تنقسم إلى (3) مجموعات بأزياء مختلفة (زي الشرطة الأزرق والازرق المبرقع، وزي هيئة العمليات بجهاز الأمن البيجي المبرقع، إضافة لملثمون يرتدون أزياء مدنية).
عندما اقتربت الساعة من الواحدة ظهراً بدأ بعض المحتجين يتجهون شرقاً نحو حي المزاد وهم يهتفون (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) لتحضر شاحنات شرطة مكافحة الشغب وتبدأ في مطاردتهم مع إطلاقها الغاز المسيل للدموع، لكنهم لم يتراجعوا وقاوموا الغاز المسيل للدموع، ما دفع بعضهم للجوء للمحال التجارية، ومنازل سكان الحي.

** حشود عسكرية ..
انتشرت حشود عسكرية كثيفة من المحطة وفرضت طوقاً أمنياً على منطقة السوق، كما أغلقت مدخل شارع المعونة وأمرت المواطنين بالتوجه إلى شارع السيد علي الميرغني غرب المحطة الوسطى، حيث انتتشرت بعض المركبات العامة التي تعمل في خطوط مواصلات العربي والشهداء والشعبي أمدرمان وقامت الأجهزة الأمنية بتوجيه المواطنين إلى أماكن المركبات حتى يتسنى لها تفريق التجمعات ومنع المواطنين من الوصول إلى تقاطع المؤسسة وهو المكان الذي حدده تجمع المهنيين لأنطلاق الموكب نحو ميدان الرابطة بشمبات، وفضلاً عن إغلاق الطرق الغربية للمحطة الوسطى بعناصر الأمن والشرطة، بوضع ارتكاز طرف كل شارع، لكن على الرغم من كل ذلك استطاع المحتجين التجمع والهتاف بشعارات تنادي برحيل النظام، واستمرت عمليات الكر والفر بين المحتجين والأجهزة الأمنية والشرطية، بينما تم اعتقال العشرات منهم.

** شارع المزاد ..
في شارع المزاد تمكن المحتجين من تجميع صفوفهم مرة أخرى وساروا وهم يرددون شعارات تندد بالحكومة وتدعوا لإسقاطها، فيما اغلق تجار سوق بحري ابواب محالهم وانضموا إلي الموكب الذي اتجه شمالاً حيث انضم إليه المئات من سكان حي المزاد وطلاب المدارس، وهم يهتفون (يا خرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الدكتاتوري، والشعب يريد اسقاط النظام، وحكومة الجوع تسقط بس)، لكن قبل وصول الموكب لمستشفى أحمد قاسم واطلقت الشرطة وقوات هيئة العمليات بجهاز الأمن الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريغ المحتجين، ما أدى لحدوث حالات اختناق وسط المحتجين، الذين دخلوا في حالات كر وفر مع الشرطة والاجهزة الامنية، في الشوارع الرئيسة والفرعية لحي المزاد، ما تسبب في اعتقال العشرات منهم.

** أحياء الشعبية ..
في أحياء الشعبية وقبيل الواحدة ظهراً كانت الأجواء تكشف عن ترقب الجميع لإنطلاق بداية الهتافات التي ما لبث ان رددها عشرات الشبان والشابات في مناطق متفرقة من حي الشعبية جنوب وشمالاً حتى شارع الزعيم الأزهري، وحينها كان آخرون يعملون على وضع متاريس على الطرقات تمنع دخول سيارات الشرطة وجهاز الأمن، ثم علت الهتافات (من حقي أغني لشعبي، من حق الشعب علي)، ليرتفع بعدها عدد المحتجين من العشرات إلى المئات، ثم توجه موكبهم الذي نظموه نحول (لفة الشعبية) وواصلوا هتافهم (نحن مرقنا مرقنا ضد الناس السرقوا عرقنا وسقطت وسقطت يا كيزان).
بعد مرور نحو (10) دقائق على تصاعد الهتاف، حضرت سيارة (بوكس) من شارع المعونة شرقاً، واطلقت الغاز المسيل للدموع ثم عملت على مطارة المحتجين داخل شوارع الحي، لكنهم عادوا مرة اخرى للهتاف، ومرة أخرى حضرت سيارة (بوكس) من شارع الصبابي غرباً، لتعود عمليات الكر والفر وإطالق الغاز المسيل للدموع داخل الحي، ما دفع المحتجين للجوء لمنازل السكان الذين احضروا لهم المياه والعصاير، مع استمرار سيارات الشرطة وجهاز الأمن في تمشيط الشوارع، وتحفز المحتجين للخروج مرة أخرى.
عند الرابعة عصراً كان الجزء الجنوبي من أحياء الشعبية يسوده الهدوء، مع إغلاق تمام لجميع المحال التجارية لسوق سعد قشرة والقيام بعمليات إعتقالات عشوائية في الشوارع ومداهمة للمنازل التي التي يختبئ فيها المحتجين.

** تقاطع المؤسسة ..
بالقرب تقاطع المؤسسة كانت هنالك مشاهد أخرى تدور داخل المحال التجارية و(كوفيرات) تجميل النساء المنتشرة في المنطقة، حيث تمت اعتقالات عشوائية للنساء في تلك الأماكن مع حدوث عمليات كر وفر، وشوهدت
أكثر من (20) إمراة دخلن لأحد الكوفيرات، بينما اخذن يراقبن ما يحدث في الخارج ما دفع سيارة (بوكس) على متنها ملثمين لإقتحامه ومحاولة اعتقال من بداخله، إلا أن صاحبة الكوافير رفضت ذلك وعملت على حمايتهن؛ فيما جلست احداهن وهي تبكي بسبب اعتقال شقيقها الأصغر الذي ذكرت انه كان رفقتها في مشوار خاص، وأن حضورها لم يكن بهدف المشاركة في الإحتجاجات.
وخارج الكوافير حاول اولئك الملثمون بث الفزع والرعب في نفوس كل من يتواجدون في الطريق ويطلبون منهم الصعو للسيارة (البوكس) لإعتقالهم، وعقب هدوء الأحول بدأت حركة المواصلات من المؤسسة للمحطة الوسطى بطئية جداً، بينما تم انزال العديد الركاب بواسطة افراد القوات الأمنية قبل الوصول للمحطة الوسطى.

** داخل مباحث بحري ..
عدد من الصحافيين تجمعوا بالقرب من مكتب مباحث شرطة محلية بحري عندما
حضرت سيارة (بوكس) تحمل فتاتان ترتديان عباءات سوداء، واتجه (البوكس) نحو مكتب المباحث، فيما كانت تسير خلفه مجموعة من النسوة في اعمار مختلفة طلبن من الحضور الذهاب معهم للمكتب لحماية المعتقلات، حيث كانت تتواجد هنالك مجموعة أكبر من النساء يطلبن من النظاميين حماية النساء وفك اسرهن، لكن النظاميين الذين كانوا يرتدون زياً مدنياً طلبوا منهن مغادرة المكان، فرفضت السيدة الأكبر سناً المغادرة وزجرتهم، فقام احدهم بإرهابها بـ (الخرطوش)، لكن جميعهن أصريّن على الوقوف، ما دفع السيدة الكبرى، للدخول معه في ملاسنات ومشادات كلامية، بعدها حضر رجال يرتدون (بدل كاملة) وذكروا لهن أنهم وكلاء نيابة في مواقع أخرى وحضروا لإطلاق سراح اقربائهم، وأكدوا ان هنالك إجراءات رسمية بعدها سيتم إطلاق سراحهن.

** (بمبان) داخل المدارس ..
وفي مناطق أخرى أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع داخل عدد من المدارس في منطقة الخرطوم بحري والحاج يوسف وأم درمان في اليوم الأول لاستئناف الدراسة بعد تعليقها نتيجة الإحتجاجات، وقد أدى الغاز الى اختناق عدد من التلاميذ والتلميذات، في وقت أكد عدد من أولياء الأمور أن الشرطة أطلقت الغاز داخل المدارس التي كانت تتجول حولها ما أدى الى خروج الطلاب الى الشوارع للهروب من الغاز، بينما رصدت (الجريدة) مشاركة عدد من طلاب المدارس في الإحتجاجات التي جرت في بحري وتفرقت بين شوارعها.

** احتجاجات الولايات ..
في ود مدني بولاية الجزيرة سير مئات المحتجين موكباً بالسوق الكبير، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتقوم بتفريقه بالهروات والغاز المسيل للدموع .
أما السوق الكبير بمدينة بورتسودان فق كان مسرحاً لاحتجاجات أخرى حيث خرج المئات من الشباب والطلاب والنساء قبل أن تتصدى لهم الشرطة وتقوم بإعتقال العشرات منهم.
وفي دارفور شهدت مدينة نيالا احتجاجات محدودة استطاعت الشرطة تفريقها سريعاً، اما الفاشر التي كانت احدى المناطق التي دعا لخروجها تجمع المهنيين فقد شهدت إنتشار مكثف للشرطة التي منعت أي تجمعات.
في دنقلا بالولاية الشمالية جاب المحتجين شوارع المدينة وهتفوا بشعارات (سلمية … سليمة) وتداول ناشطون مقاطع فيديو تصور قوات الجيش وهي تحمي المحتجين ، بالمقابل نشر الإعلام الموالي لحكومة الولاية في مواقع التواصل الاجتماعي صور للوالي ياسر يوسف وحوله أشخاص، قال الموالون أنها تظاهرات شعبية لإستقباله، كما أشاروا إلى أن الوالي قام بزيارة مفاجئة بعد ظهر الأحد لسوق دنقلا الكبير وقف من خلالها على احوال المواطنين وانسياب السلع وحركة المواصلات بالاسواق واستمع لمشكلاتهم الناس وتعهد بالمواصلة في مشروعات البناء والتنمية وتيسير أمر معاش الناس. بينما كذب آخرون الزيارة وقالوا ان السوق شهد الاحتجاجات فقط واصفين ما يتداوله الإعلام الموالي بالكذبة الفطير.
مدنية الفاو بولاية القضارف هي الأخرى سبقت بقية المدن حيث خرج مئات المحتجين في مظاهره جابت السوق الكبير وتوجهت نحو رئاسة المحلية لتسليم المذكرة، القوة الأمنية أيضاً تعاملت معها بحسم سريع، ورصد ناشطون وشهود عيان أعتقالات واسعة بين المحتجين داخل قسم الشرطة، كما أكدوا بأن المحلية بعد ذلك شهدت تمشيط كثيف بواسطة سيارات القوات الأمنية، بينما شهدت القضارف حملة أعتقالات واسعة رغم أنها لم تعلن عن أي تحرك وقال ناشطون أن القوات الأمنية قامت بإغلاق جميع المقاهي بالسوق .
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..