أخبار السودان

الملف الأسود لاتفاقية سلام جوبا – اختلال ميزان العدالة في تقسيم السلطة والثروة بدارفور

الهيئة العليا للحكم الذاتي لولاية جنوب دارفور

بيان رقم (6)

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

على غرار الكتاب الاسود الذي بينت قوائمه اختلال ميزان عدالة الحكم المركزي بين اقاليم السودان، تصدر الهيئة العليا للحكم الذاتي لولاية جنوب دارفور بيانها السادس المبيّن لاختلال ميزان تقاسم السلطة والثروة الخاصة باقليم دارفور بين جميع المكونات الدارفورية، وتعرب عن اسفها لاستفراد الحركات الموقعة على الاتفاق المعني بحل عموم القضية الدارفورية وذلك بتكريس السلطة في يد قبيلة واحدة.

ظلت الهيئة العليا للحكم الذاتي لولاية جنوب دارفور متابعة لصيقة لسير مفاوضات اتفاق جوبا للسلام، منذ بداية جولات التفاوض التي استغرقت ما يقارب العام، حتى نهايتها المتوجة بالتوقيع النهائي، وقد استبشر الناس خيراً بنص الاتفاق الذي انصف اهل دارفور نظرياً، لكن وللأسف ارتكبت النخبة المتصدرة لفعاليات التفاوض نفس الخطأ التاريخي الذي ارتكبته النخبة السودانية، حيث كرّس تطبيق الاتفاق لسطوة قبيلة واحدة ببطونها المتفرعة على السلطة الممنوحة لشعب اقليم دارفور المتعدد والمتتوع اثنياً وجغرافياً.

صُدمت الهيئة العليا للحكم الذاتي لولاية جنوب دارفور بغلبة العقلية القبلية على تفكير واجتهادات القادة المتوقع منهم النزول من برج القبيلة الجاهلي لواقع المجتمع الدارفوري المتسامح والمتنوع في كل شي، فنحا كل من قيادات الحركات الثلاث – حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي – بقيادة كل من جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي والطاهر حجر على التوالي، ذات المنحى الذي سلكه الذين احكموا قبضتهم على مقاليد حكم البلاد منذ الاستقلال، وقد عمل قادة هذه الحركات ضد المصلحة العامة لأهل دارفور، وعكس ماورد في المنفستو المطروح لدى كل حركة من هذه الحركات المسلحة.

وتوضيحاً لذلك الخلل، اليكم بعض ملامح الهياكل الادارية لهذه الحركات الثلاث المسيطر عليها من قبيلة واحدة هي قبيلة الزغاوة وبطونها المتفرعة:

حركة العدل والمساواة – قيادة جبريل ابراهيم – عدد 8 رتبة عسكرية من فريق فما دون زائداً تسعين بالمائة ممن تم تعينهم بوزارة المالية من نصيب قبيلة الزغاوة – فرع كوبي.
حركة تحرير السودان – قيادة مناوي – من رتبة الفريق لآخر جندي من قبيلة الزغاوة – فرع دقين.
حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي – قيادة الطاهر حجر – من رتبة الفريق لآخر جندي من قبيلة الزغاوة– فرع بقا.
ان فروع الزغاوة الثلاثة وفق آخر انتخابات برلمانية تمثل بالتقريب بنائبين بالبرلمان، أما اتفاقية سلام جوبا أعطتهم 75 نائبا تشريعيا أي ربع دوائر المجلس التشريعي السوداني، بالإضافة لحاكم إقليم دارفور الذي أنشيء خصيصا لمني اركو مناوي دون سند قانوني ودون اعتبار لنظام الحكم في السودان.
ان سلام جوبا أسس بالفعل لدولة الزغاوة الكبرى بدارفور حيث أعطى الحركات حق تعيين واقالة وزرائهم ووتعيين واقالة حاكم إقليم دارفور، كما حدث في تعيين معتصم أحمد صالح وزير الشئون الاجتماعية الذي تمت اقالته في اليوم التالي لتعيينه، فليس لرئيس الوزراء أو لرئيس المجلس السيادي أو المجلس التشريعي مجتمعين أو منفردين محاسبة وزراء دولة الزغاوة، لذا فان الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور مصممة على منح إقليم جنوب دارفور الحكم الذاتي ليكون جزء من الدولة السودانية لا جزءا من دويلة الزغاوة الكبرى.

تشير الهيئة العليا للحكم الذاتي الى ضرورة معالجة هذا الخلل واشراك جميع المكونات السياسية والاجتماعية لدارفور في مستويات الحكم المختلفة بناء على مانصت عليه اتفاقية جوبا للسلام، وذلك لأن الاتفاق في مجمله معني بالدرجة الأولى بانسان دارفور بكل الوان طيفه القبلي، فاما ان يتم تطبيق الاتفاق بناء على نصوصه العامة غير المخصصة لاسماء ولا فئات، واما ستكون ردة فعل من تم تهميشهم قوية وفاعلة في مقبل الأيام.

د.صديق احمد الغالي

رئيس الهيئة المكلّف

‫6 تعليقات

  1. هذا تنبيه مهم وحقيقي للحكام بالخرطوم لاستدراك الامر قبل فوات الاوان فالخطا وارد في كل شيء ولكن الاصرار على الخطا غير مقبول .

  2. يا زول ما في اي مقارنة بين زعماء الاستقلال تلك الصفوة المتحضرة من ابناء النيل وبين قطاع الطرق في دارفور الذين دمروا بلدهم بايديهم بسبب جاهليتهم القبلية. انتم محتاجين لمدة سنة ضوئية حتى تصلوا مستوى ازهري والمحجوب وزروق وعبد الخالق ويحي الفضلي وغيرهم من زعماء السودان الذين جاءوا بالاستقلال

  3. يجب وضع دارفور تحت البند السابع تحت الوصاية الدولية لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة حتي ينقرض هذا الجيل الغبي الذي يريد تدمير اهله والاخرون بدعاوي العنصرية وملكية الارض والمدهش انهم يدعون انهم النخبة المثقفة والمتعلمة

  4. عندنا صفوة متحضرة من ابناء دافور -يا ميمان – ولكن اين نجد لهم مكان بين ربايب الكيزان والذين تم استغلال جاهليتهم القبلية المذكورة وتجنيدهم بواسطة احد صفوة ابناء النيل صاحب المستوى الرفيع المقبور الترابي .

  5. مــعـــا لبتردار فـــــور من جسم السودان ×
    {{ هذا وقت انفصال دارفور، يكفي اننا عانينا وضحينا بأكثر من نصف قرن من أجل جنوب السودان لقد شبنا وانقرضت الأجيال ونحن نحاول معالجة مسألة الجنوب حتى أنفصل ولكن بتلك الطريقة المؤسفة والمحزنة. الشعب السوداني ليس مستعدا لتضييع نصف قرن اخر من اجل دافور، والشعب السوداني يرفض اتفاقية جوبا المهينة للسودان والتي سلمت فيها الخرطوم للجماعات المسلحة الفوراوية، قضية دارفورتخصهم هم وحدهم، وهي واضحة كالشمس في رابعة النهار، دارفور لم تكن جزءا من السودان في يوم من الأيام والانجليز هم من فرضوا علينا درافور نكاية في سلطان علي دينار الذي انحاز للتركيا في الحرب العالمية الاولى. على دارفور ان تذهب غير محزون ولا مأسوف عليها ولا لتضييع الوقت فيما لا يفيد الوطن على الدارفوريين أن يحلوا مشاكلهم المعقدة بانفسهم ويحكموا انفسهم بانفسهم ويستغلوا موراد بلدهم لصالحهم، فدارفور الغنية بزعمهم اولى بها ابناؤها الذين يتقاتلون من اجل الثروة والسلطة فليهنأ عيال دارفور بثرواتهم وليتركوا السودان الفقير لاهله فهم راضون بذلك. على جماهير الشعب السوداني الاصيل العريق تكوين جبهة عريضة لفصل دارفور اليوم قبل غد. الشعب السوداني نرفض اتفاقية جوبا الفاشلة التي اعطت الدرافوريين ما لا يستحقون، لتذهب دارفور من حيث اتت ويحيا السودان القديم حرا مستقلا بعدا بعدا لدارفور } لا درافــــــــور بـعــد الـيـــــوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..