أخبار مختارة

تهليل ضد الموظف العام، تفجير إزاء جدل الديمقراطية

صلاح شعيب

الإخوان ماكرون أكثر من ماكرون في علاقته بالضغط على الساسة اللبنانيين المفسدين. في الميديا الحديثة وقع كثيرون في فخ تتفيههم للمواضيع، ومحاولات الاغتيال الأدبي للشخصية العامة، ونشر الشائعة، والانشغال بتوافه الأمور.

أهداف الجماعة المنهزمة محددة: تمزيق صورة أي موظف عام، وتفجير كل معنى للحوار الديمقراطي الراقي، واعتماد التجريح الشخصي وسيلة لتدمير جهد أي شخص يتقدم للإسهام في العمل العام.

صحيح أن الخلافات وسط القوى السياسية تنعكس على لسان الذين يؤيدونها، أو المؤمنين بخطها، بكثير من المراجعة النقدية الهادفة، وهناك الأخرى المهاترة. ولذلك دائما ما تستخدم الميديا للثأر السياسي مثل استخدام الأطراف الإقليمية، والدولية، بعض الدول ساحةً لتصفية حساباتها على جثث المواطنين.

ومنذ حين تستعر في وسائط التواصل الحرب الخفية لتصفية الخلافات السياسية بتحريك الشائعة، والوقيعة، من طرف ثالث منظم، أو دونه. وإذ نشهد الآن انسياقا اعتباطيا وراء تحقيق أهداف الفتنة التي يحركها جحافل الفلول التي احترفت التزوير، والفتنة، والكذب، فالواضح أنه ليس هناك من يملك مصلحة في شغل الناس عن القضايا الأساسية سوى بعض الإسلاميين، وكذلك بعض الذين فقدوا الامتيازات.

نعم يستحق الموظف العام النقد متى ما تنكب جادة الطريق، ولا قداسة لمسؤول عند زمن الحرية. ولكن هناك فرقا واضحا بين النقد، واغتيال الشخصية أدبيا، ومعنويا.

وهذا التوجه لإفساد المناخ السياسي بدأ حتى قبل قيام الحكومة، وشاهدنا حملة منظمة ضد رموزها التي اختارتهم قوى الحرية والتغيير. عمر القراي حاول تصفية مناهجهم من التطرف، والركاكة، والضعف، فعمدوا لقلعه من منصبه عبر حملة مسعورة لتشويه شخصيته. محمد علي التوم سعى لإعادة دور التربية والتعليم إلى مجدها فمهدوا له بضرب أحد مساعديه. أما أكرم الذي سعى لتعطيل إحدى ترسانتهم الاقتصادية فقد وجد نفسه خارج الحكومة. وفي كل هذا كانت مواقف حمدوك الاستجابة للابتزاز السلفي، والإسلاموي، والتخلي عن هذا النفر المعروف بهمته الثورية.

ذلك النجاح الذي حققه الفلول شجعهم للاستمراء في نهج غزو المنابر بالشائعات، وابتدار حملات منظمة ضد كل القادة المدنيين الذين يسيرون الفترة الانتقالية. ولأن هذه الحملات تستفيد من الخلافات البينية وسط القوى السياسية حول قضايا الانتقال فإنها لن تتوقف الا بانتباه نشطاء التنظيمات السياسية التي لديها مصلحة في التغيير. فالخاسرون من كل هذا التهجم على قادة الانتقال المدنيين هم جميع القوى الراغبة في استدامة الديموقراطية بالجدل المفيد للإصلاح الوطني. أما الناجحون في المسعى فهم أولئك الذين يهيئون المناخ للفوضى بهدف إفشال الفترة الانتقالية.

لاحظنا أنه متى ما استهدف الفلول موظفا منتميا لحزب الأمة، أو الشيوعي بنقد غير موضوعي، ومحاط بالسخرية، تحولوا إلى آخر بعثي ثم مؤتمر سوداني ثم قيادي في الحركات المسلحة. وهكذا يشغلون وسائل التواصل الاجتماعي، ويتلقف ناشطون غاضبون الشرارة دون وعي.

فلتخطئ هذه الموظفة، أو ذلك الموظف، ففي الديمقراطية ألف إمكانية للنقد لإصلاح الاعوجاج على قاعدة النقد الموضوعي. والناس تتعلم من أخطائها في مناخ الحرية، وتحاسب أيضا.

ولأن مخطط الفتنة الجهوية قد فشل تختلط الآن حملة الكيزان لتشويه الممارسة الديمقراطية مع النقد الذي لا يتخذ الإصلاح سبيلا. وفي النهاية يتخلق جو من الكراهية تجاه كل الأفراد الذين يديرون الشأن العام.

قررت منذ فترة ألا انساق وراء حملة استهداف الموظفين الحكوميين عند ارتكاب خطأ. ذلك حتى لا أقع فريسة في مشروع التشويه الذي يبدأ بتجاوز صغير، ثم يتحول لأمر يتعلق باغتيال شخصية الموظف العام محل الجدل.
السعار الإسلاموي لتفجير التغيير لن يتوقف ما دام كل يوم يمر ليس في صالح الإخوان المسلمين، ولكن المؤسف أن كثيرا من الكتاب، والناشطين، واقعون تحت تأثير هذه الحملات، والأمثلة أكثر من أن تحصى.

الإخوان المسلمون معروفون باستخدام نهج سياسي متجاوز للأعراف السودانية، ولا يتعاملون بالمواقف السياسية التقليدية، ولا يوجد هناك سقف أخلاقي لم ينتهكوه. ولهذا نجحوا في تشويه الممارسة الديمقراطية الثالثة عبر صحفهم الصفراء، والآن يهدفون إلى استعارة ذلك النوع من السياسة الرخيصة لتعميق الخلافات السياسية وسط المكونات الثورية، وضربها بعضها بعضا.

مرحبا بمزيد من النقد لكل المسؤولين بالقدر الموضوعي الذي ينمي الحوار الديمقراطي، ولا لحملات اغتيال الشخصيات العامة، والتي تستهدف اصلاً ثورة التغيير.

[email protected]

‫21 تعليقات

  1. هذه بضاعتكم ردت اليكم والفورة الف
    قلناها من قبل ان حملات التخوين واغتيال الشخصيه لن تقف عند طرف وتسمم الاجواء السياسية ولكن اليسار البائس شأنهم شأن اربابهم الكيزان الملاعين ابتدروا هذه الحملات الظالمة والموغلة في الكذب والتدليس والفوتوشوب لينالوا من خصومهم السياسيين وسار خلفهم قطيع الناشطين البلهاء بوعي او بدون وعب لكن الحمد لله انقلب السحر علي الساحر واردت عليهم كيدهم في نحرهم والان نري الولولة من امثال هذا الشعيب
    القراي شخص خلافي وبذئ ومدلس ولايصلح لمنصب تربوي يتطلب الحكمة والرزانة والاستقامة الاخلاقية التي بفتقدها القراي واقالته كانت متوقعة واغنتنا من فتن ومشاكل الكل في غني عنها
    فلينزل القراي ببرنامج انتخابي وبنال التفويض الشعبي ليعبث في المناهج اما التسلل للمناصب في ظل هذا التيه السياسي لحشر افكارهم المنحرفة والمفرفوضة شهبيا فدونه خرط القتاد
    صلاح شعيب يتحسر علي كنس رموز اليسار والعلمانين من امثال القراي واكوم ومحمد الامين التوم ويلبسها لباس معركة متوهمة مع قوي الردة بل هي معركة مع الشعب السوداني والمواطن السوداني الذي انتفض وازال حكم الإسلاميين البغيض لكن ليس ليستبدل ذلك بتمكين يساري او علماني
    الكيزان واليسار علي درجة واحدة من السوء والاقصاء لعنة الله والناس عليهم اجمعين

      1. بل كذبت يا فهد، وكلامك بعض من تدليس الاخوان المسلمين، واضح من كرهك للقراي وأكرم التوم وكل اليسار الذي نزع منكم الضرع الذي كنتم تقتاتون منه دون رقيب أو حسيب وليته اكمل المهمة. لأن الني للنار

        1. دي طبعا الفرمالة وقلة الحيلة
          نعم اكره اليسار والجمهوريين والإسلاميون علي السواء
          مالفرق بينهم
          كلهم اقصائيون وانقلابيون وعقديون واصحاب عقيدة فاسدة ويريدون فرضها علي الشعب السوداني وليس لهم سند شعبي وملفوظون جماهيريا

          1. وات عقيدتك السمحة شنو آزول؟شريعة طالبان ولا شريعة النفخ في رمضان؟الشعب السوداني جربكم تلتين سنة ما لقي منكم الا شريعة الرشوة والعنصرية الجهوية وانتشار أغتصاب الأطفال في الشارع والخلاوي

    1. القراي شخص خلافي بذئ و مدلس؟؟ ياللهول، هل أصبح القراي اسلامويا يتاجر بالدين في آخر عمره؟؟ هذه الصفات ملك حصري لتجار الدين بأنواعهم المختلفة سواء كانوا من اخوان الشياطين الانجاس او السلفيين التكفريين الارهابيين او غيرهم من الخبوب الذي ابتلينا به و للاسف انصاع المؤسس حمدوك لهؤلاء الحثالة درءا لفتنة متوهمة و الحقيقة ان هؤلاء الفلول الانجاس انما تعلو اصواتهم خوفا علي ذيولهم و حرصا علي ما سرقوه في العهد البائد و قد تيقنوا ان القراي و أكرم و البروف سيقومون بمحاربة فسادهم و إزالة دنسهم فحولوا المعركة إلي معركة أيديولوجية في حين أنها معركة ضد فسادهم و اجرامهم و ظهرت فتاوي التكفير و الذبح و الحقيقة انهم أجبن المخلوقات و جميعنا نذكر خزعبلات كتائب البشير من أمثال المكحل بالشطة و المتضمض بموية النار و المتحنن بشنو داك و كلو خبوب و سجم و كلهم اختفوا عندما هب الشباب السوداني الحق و القي برئيسهم و نظامه في كوبر و هرب شيوخه إلي شواطئ اسطنبول و إلي عدل الدولة العلمانية التركية.
      الملاحظ أن الفلول و تجار الدين يجربون وصفات قديمة اكل الدهر عليها و شرب مثل حملات اغتيال الشخصية المستعرة الان و محاربة الديمقراطية و الدولة المدنية و تمجيد العسكر و صناعة الأزمات و التضييق علي معاش المواطنين و نسو ان زمن التجهيل و عهود الظلام قد ولت و ان الثورة قد فجرها الشباب الواعي المدرك و هيهات ان يعود الاسلامويين تجار الدين للمشهد مرة اخري.

      1. وماذا عن الرسالة الثانية؟
        هل هي رسالة بريد
        الاخوان الجمهوريون طائفة دينية منغلقة وان كان لفظ الطائفية في السودان لتنعت به جماعة فالاخوان الجمهوريون هم اولي الناس بهذا النعت
        القراي شخص بذئ واهوج واثار معارك في غير معترك في منصب يجب ان يؤول لتربوي مخضرم ومتمرس كما جرت العادة ولكن الوزير اليساري اتي بالقراي ليعبث بالمناهج ولكن الحمد لله انتبه حمدوك ووأد الفتنة في مهدها برفت هذا الطاهوي الاهوج
        اما الوزير اليساري فقد سبق ان ترشح لمنصب ادارة جامعة الخرطوم في منتصف ثمانينات القرن الماضي ولم ينل حتي شرف المنافسة فاتي في مؤخرة المرشحين فكيف لمن لم ينل ثقة زملائه الاساتذة ليقفز للمنصب الوزاري
        تسلل اليسار والجمهوريين والعلمانيين في الفترة الانتقالية بسبب ضحالة موقفهم قصر هامتهم الانتخابية فسوف يعضون بالنواجز علي استمرار الفترة الانتقالية لاطول فترة ممكنة بزريعة تفكيك الانقاذ والاخوان
        فليعلموا ان الشعب السوداني الاصيل والواعي قال كلمته في الاخوان يوك كنسهم الي مزبلة التاريخ في ثورته العظيمة لينعم بحكم مدني ديمقراطي وليس بعبث اليسار وبني علمان واصحاب الافكار الشاذة والمنحرفة

    2. يا ريت تشرح مدني وبذي ولا يصلح لمنصب الذي يجب أشغاله بالانتخابات ولا كلام فارغ ساي

  2. صدقت فهد الكيزان و الشيوعيين علي درجة واحدة من السوء.. و انا اضف اليهم كل الاحزاب السياسية الموجودة في االساحة الان ..هذه الاحزاب هي اساس بلاء السودان و هم من ادخلوا سيسوا الجيش و زينوا لهم الانقلابات العسكرية المتوالية ..يتناكفون و يتشاكسون لاجل المصالح الحزبية الضيقة… ققزوا علي ظهر ثورة الشباب و ليس لهم اهداف سوي مصالحهم الشخصية و الحزبية …

  3. الفساد الحكومي يؤدي إلي فساد الوحدات العاملة ( العامه ). لمن يكون حاميها حراميها ما بكون في دولة أصلا.

  4. هذه الثورة نتاج عمل تراكمي استمر لمدة ثلاثين عاما وهي نتاج نضالات اليسار والاحزاب التي تدمغها بفرية قفزها وسرقتها لثورة الشباب وهم من دفعوا ضريبة ذلك النضال سجنا وتعذيبا وتشريدا وتوج نضالهم بهذه الثورة المجيدة فهم صناع الثورة وهم حماتها رغم نعيق الفلول تابعيهم عن اقتناع بفكرهم او عن جهل كما يحدث الآن من بعض المنساقين وراء حملة شيطنة اليسار والاحزاب

    1. الثوره دي اتسرقت بالحركات المسلحة والشخصيات الغرب افريقيه. دي الحقيقة المره. مخدرات، سرقة و جريمه، دعارة و فساد أخلاقي. نفس الحاصل في الدول الغرب افريقيه وصل السودان. تعاين للشارع في الخرطوم وتعرف إنو السودان بقي دوله غرب افريقيه. حتي اللبس بقي غرب افريقي..

  5. كلامكم يا فهد وحسن موسى فيه الكثير من الحقيقة والقليل من العقل فاغبى الاغبياء يمكنه تعدد المثالب ولكن اين الحلول ؟

  6. كلام عدل وإن الفلولىالموتورين لن يهدأ لهم بال في سبيل زعزعة المسيرة نحو دولة التعددية الديموقراطية ((المدنية)).
    اقتباس:

    (فالواضح أنه ليس هناك من يملك مصلحة في شغل الناس عن القضايا الأساسية سوى بعض الإسلاميين)

    لعل كلمة الاسلاميين مرة على حين غرة من بين تابس كيبورد أبوشعيب…”” فقط الاسلاموييين” وعلاقة لهم بالاسلام أوالسلام.

  7. هؤلاء حتى كلمة اسلامويين كتيره عليهم… الكلمه المناسبه لهم هي ماسونيين بامتياز… لا دين لا اخلاق… اذا تحدثوا كذبوا واذا اؤتمنوا خانوا ، وإذا عاهدوا اخلفوا، وإذا خاصموا فجروا… الكيزان ليسوا بشر بكل المقاييس من جدهم المقبور الي لص كافوري المسجون!!!

  8. النفاق هو سمة سودانية خالصة يتصف بها جميع مدعي السياسة من السودانيين؛ مثلاً هؤلاء الشيوعيون و غيرهم يدعون الوطنية و حب السودان وقد أصبح غالبيتهم مواطنون في دول راسمالية، و خاصة دولة اليانكي التي انهكت الشعب السوداني و دمرت تقدمه و موارده بفرضها حصاراً إقتصادياً عليه لعقود من الزمان كان السبب المباشر في ازدياد فساد الكيزان الذين كانو يقدمون خدمات جليلة لدولة اليانكي الذين يدعون وقوفهم مع ثورة الشعب السوداني زيفاً و نفاقاً، كانو ضدها من قبل و لا يزالون يقيمون في هذه الدول، فما الفرق بينكم و بين الكيزان؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..