مقالات وآراء

الاعلام الفاسد

حامد جربو

” الشيء الأساسي في الحياة هو التواصل مع الآخرين ..! غادي ”
ربما تسألني ما هو الفساد الإعلامي أو الأعلام الفاسد..!؟ قبل الإجابة على هذا  السؤال الافتراضي, دعني اطرح سؤال آخر ما هو الأعلام  ؟:
الأعلام هو مجموعة الوسائط والوسائل والقنوات المستخدمة لنشر الخبر او المعلومة..! والأعلام الوسيلة الرئيسية للتواصل بين البشر في الكون .
للأعلام وظائف مهمه في منظومة الدولة وغيرها ،يقولون انها السلطة الرابعة ..!هذه اذا كانت هناك سلطات بمفهوم الديمقراطية الليبرالية , التنفيذية والتشريعية والقضائية , ولكن نحن هنا نتحدث عن دوره الفاسد في المجتمع .
في رأيي هناك اعلام فاسد وأعلام كاسد في الوسائط السودانية الاسفيرية ..!
كانت حكومة المؤتمر الوطني في عهد البائد , تستخدم الأعلام بطريقة بشعة , ابتدعت اعلام يمكن نسميه بأعلام كاسد ! هذا نوع من الأعلام يستخدم لدعم المسؤولين الفاشلين او الفاسدين الخاملين الذين لا يفعلون شيئاً ! تقول الوسائط الأعلام ان مسؤول ما : دشن او أمن أو أكد أو ثمن أو بارك أو, هنأ, أو أيد ..الخ , مثل هذه افعال لا معنى لها بالنسبة مسؤول تنفيذي , مطلوب من المسؤول ان يفعل شيئاً ملموساً له اثر مباشر في الواقع المعاش ..! عندما تقرأ خبر يقول : أكد وزير الثروة الحيوانية على جودة المراعي ..!, أو ثمن مدير الشرطة دور المواطن في تحوط من السيول ..! أو أمن مدير التعليم على دور المعلم في المجتمع..! ما الجديد فيما قرأته في الخبر ..!؟هذا نوع من الأخبار , تعتبر من اشياء البديهية لا يحتاج الى تكرار , مهمة مدير التعليم ليس تذكير الناس بدور المعلم  في المجتمع ..! ولا مهمة وزير الثروة الحيوانية تأكيد على جودة المراعي في البراري..! هناك عمل ملموس وافعال على ارض يحتاجه مربو الماشية أكثر من تأكيد على جودة المراعي وكذا المعلم وهو في حاجة ماسة الى تصحيح اوضاعه اكثر من هذا  stereotype المبتذل ..!.
الأعلام الفاسد او الكاذب من اخطر ادوات الدمار في المجتمع ..! الآن هناك وسائط اعلام كثيرة ومتنوعة منها التقليدية : الراديو , التلفزيون , الصخف اليومية , المجلات , اما الأعلام الحديث هو الأعلام الرقمي او الاسفيري, بالإضافة الى القنوات الفضائية , هناك الواتساب , التوتير , الاستقرام , اليوتوب ولاليف..والخ ..كل هذه الوسائط  الإعلامية تعمل جنباً الى جنب بشكل اليومي , تنقل الأخبار والمعلومات وغيرها من صنوف الإنتاج الثقافي, من  دون رقابة او متابعة من أحد, فلذا كثر فيها الأكاذيب والتضليل والتحريف والتكذيب ..واختلط الحابل بالنايل وكثر الهرج والمرج لا تدري ايهم اشد على المجتمع والنظام عتياً..!
عندما يسود الأعلام الفاسد الكاذب, يصير كل نبأ مشكوك ومريب في مصداقيته, لا شيء يستقيم في ظل فساد الإعلامي , تتغير الحقيقة وتنقلب الأمور راساً على عقب ..!لا احد يستطيع تميز الصدق من الكذب اصبح كل شيء مرجح ومحتمل بين الزيف والحقيقة , في هذا تكمن المأساة والمأزق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..