حوارات

حوار.. سفير الحريات الدينية في الإدارة الأمريكية ساون براون  اعتراف السودان  تطور ملحوظ وكبير جداً

أمريكا تنظر للسودان بعد الثورة بصورة إيجابية شديد وبأمل كبير جداً

الوضع الماثل خطير ولابد من أشياء ملموسة في حياة الناس

*/ أمريكا تريد أن ترى الاقتصاد متحسناً والحصول على وظائف جديدة

السفير ساون براون باك، الرئيس المشارك في قمة الحريات الدينية العالمية، هو سفير الحريات الدينية الخاص في الإدارة الأمريكية السابقة، وكان عضو الكونجرس لولاية كنساس وأيضاً كان حاكماً لولاية كنساس. التقته (اليوم التالي) وحاورته حول عدد من القضايا الدينية والتي تحدث عنها بكل شفافية، مؤكداً أن توحيد الفصائل الدينية بمختلف مسمايتها أمر مهم جداً ويقود للسلام المجتمعي، مؤكداً على ضرورة إرجاع كافة الممتلكات الدينية التي صادرتها الحكومات السابقة.

حوار / هنادي السر

في البدء حدثنا عن مدى مستوى انطباعك للحريات الدينية في السودان ؟

مناخ الحريات الدينية تطور بصورة جيدة  لكن هناك خطوات عملية كثيرة مفروض أن تتم وتحتاج إلى تطوير من أجل حياة الناس.

هذا يقودنا إلى سؤال: ماهي آليات التطوير؟ 

أعتقد مبدئياً أن يكون هناك سماح للمساجد والكنائس أن تبنى كبداية للناس وأن يطبق هذا الافتراض. ولابد من إرجاع المتلكات التي تمت مصادرتها سابقاً للجهات الدينية، أعتقد هاتان الخطوتان الأساسيتان الآن التي يجب أن تبدأ بهما الحكومة.

بمعنى مراجعة الأصول الدينية الموجودة في السودان؟

أعتقد أنها يمكن أن تكون خطوة إيجابية الآن إذا حدث هذا ما أعنيه أن يكون هناك أشياء ملموسة والتطور لابد أن يكون ملموساً.

ماهو حجم التحوُّل الذي حدث على الحريات الدينية بعد الثورة على مستوى منظمات المجتمع المدني وعلى مستوى التشريع وسن القوانين؟

أعتقد أنها الآن بدأت والمناخ مفتوح وواثق جداً  الآن لايوجد اختلاف بين الحكومة وبين الجهات الدينية، والأشياء الملموسة هي أشياء مهمة جداً وضرورية ويمكن الناس تشير إليها وتتعرف على ماهيتها. وهذه هي الأمثلة التي توضح مدى التغيير والتطور الذي حدث.

تعني بتطوير الأشياء الملموسة مثلاً سن قوانين جديدة؟

لا أعرف السودان جيداً، وفيما يخص القوانين كيف نعمل سوياً في إرجاع الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها، وأعتقد هذا يعتمد على القوانين الموجودة في السودان ويمكن أن تكون تلك الأصول أو الممتلكات في حاجة إلى قرارات تنفيذية أكثر من سن قوانين، الآن مثلاً حتى يتم إنشاء مسجد أو كنيسة لا تحتاج إلى قوانين جديدة بل تحتاج إلى كيفية تنفيذه عبر آلياتك أو عبر الحكومة التنفيذية وهي التي تعمل على هذا الأمر، فقط تحتاج إلى أن يكون هناك تصاديق وأذونات وهذا لم يحدث إلى الآن.

أنت تتحدث عن الأصول الكنسية؟

أنا لا أتحدث فقط عن الكنائس أنا أتحدث عن الكنائس والمساجد والمراكز الصحية حتى الأراضي التي تم الاستيلاء عليها سابقاً.

هذه ليست حاجة غريبة رأيناها في السودان أيضاً ورأيناها في دول كثيرة وأن بعض الحكومات تتغوّل وتستولى على أماكن خاصة وتابعة للجهات الدينية، وفي بعض الأماكن تكون مقابر أو تكون بنايات تم الاستيلاء عليها فالخطوة الأولى هي إرجاعها.

ما مدى التعاون في الحريات الدينية ما بين السودان والشرق الأوسط والغرب؟

أعتقد أن هناك تطوراً ملحوظاً شديداً أنهم خرجوا من قائمة الدول الراعية للإرهاب والآن السودان دولة غير مقيدة للحريات الدينية, فالاعتراف بإسرائيل والاتفاقية الأبراهيمية تطور ملحوظ وكبير جداً.

هذا يقودنا إلى سؤال عن الدعم الأمريكي تجاه هذه القضايا؟

أول شيء الخطوة التى قامت بها أمريكا رفعت اسم السودان من قائمة الدول المقيدة للحريات الدينية، الآن هناك مسؤولون حكوميون رسميون للحكومة الأمريكية يتحدثون مع مسؤولين حكوميين في السودان في كيفية تطوير الخطوات والإسراع  فيها ونحن نعتبر هذه أرضية ثابتة للانطلاق وبناء مجتمع لحقوق الإنسان، مجتمع متنوع الثقافات والأديان، متعايش مع بعضه بعيداً عن الصراعات كما حدث سابقاً في السودان.

ماهي النظرة الأمريكية للسودان مابعد الثورة ؟

أمريكا تنظر للسودان بعد الثورة بصورة إيجابية شديد وبأمل كبير جداً، لكن أعتقد أن الوضع الماثل خطير لازم تكون هناك أشياء ملموسة في حياة الناس وإلا أنهم سيخرجون مرة أخرى بطريقة ليست مثل السابق وهذا أعني به أن الوضع مهدد، ولا يوجد وقت لتضييع الفرص، الناس في حاجة لرؤية أشياء واضحة جداً وملموسة في حياتهم حتى (يمشوا لقدام) أمريكا تريد أن ترى الاقتصاد متحسناً والحصول على وظائف جديدة.

ماهي الرؤية المستقبلية على مستوى الحريات الدينية بعد الثورة؟

أن يكون للناس الحرية  في اختيار معتقداتهم الروحانية أو توجهاتهم الروحانية بلا تدخل من الحكومة والحكومة تحمي الحرية في الاختيار طالما أنك أنت تمارس ديانتك بصورة سلمية فأنت حر في تعاملك.

ما الذي يجب عمله لكي يتقدم السودان؟

لابد أن يكون هناك استمرارية للمائدة المستديرة في السودان بأن نأتي بكل القيادات الدينية وأن يقفوا مع بعض ويدعموا بعضهم من أجل الحريات الدينية بتوافق مع كل المجموعات، واتفاق القيادات الدينيه يحتاج منهم أنهم يبعدوا من الحكومة وترك الأمر للقيادات الدينية فهي التي توجد التوافق مع بعضها.

هل لمست تواصلاً بين المسيحية والصوفية في السودان؟

قابلت بعض رجال وقيادات الطرق الصوفية والقيادات المسيحية ولمست فيهم التعاون والروح المشتركة للمضي قدماً في موضوع الحريات الدينية وكذلك مع المائدة المستديرة في القيادات ومتحمسون جدا أن تكون هي مفتاح للسلام والتقدم للسودان والمجتمع السوداني ومن المهم جداً أن القيادات الدينية تقف مع بعض وتعمل مع بعض نعم هم مختلفون في الأفكار والمعتقدات لكن يجب أن يكونوا مجتمعين كلهم ويعملوا مع بعضهم البعض.

هل سيكون هناك اجتماع قريب للمائدة المستديرة لجمع كافة الطوائف؟

نحن الآن شكلنا مابين الـ(30 ــ 40) مائدة مستديرة حول العالم وأملنا هو أن نصل إلى مئة بلد، نحن لابد أن نجعل القيادات الدينية تضغط وتدعم حتى يدعموا بعض أعتقد أن الحكومات كلها ممكن تعمل بصورة إيجابية إذا اجتمعت كافة القيادات الدينية وتوحدت.

أهمية الطوائف الدينية ؟

أعتقد أن دورهم مهم جداً وبصورة كبيرة يمكن أن يساعدوا في دفع عجلة التطور وتقدمه وبسرعة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..