
المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، قوى الحرية والتغيير باختلافها، الادارة الأهلية لشرق السودان، حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي كأعرق قوى سياسية بشرق السودان قوى الجبهة الثورية ومسار شرق السودان، مؤتمر البجا بكل أقسامه، الاسلاميون.. وكوادر المؤتمر الوطني من خلف الكواليس.. كل هذه القوى تمارس نشاطها السياسي والاجتماعي بشرق السودان وتحاول جاهدة فرض نفسها واحكام قبضتها على المشهد السياسي.. وبعد أزمة فيديو والي القضارف.. يدور الآن صراع سياسي كبير حول تعيين الولاة المدنيون بالولايات الشرقية الثلاث..
ولاية البحر الأحمر، لا تختلف عن ولاية كسلا كثيراً.. فالتدهور الصحي وتأخر التعليم وعدم الاستقرار السياسي بسبب النزاعات القبلية هو المشهد السائد.. والتنمية أول ما تُقاس به هو تطوير سُبل معاش الناس وجودة الخدمات الصحية والتعليم.. وهذا ما فشلت فيه الولايات الثلاث حتى الآن.. فهل تغيير الولاة المدنيين هو الحل لتنمية شرق السودان ورفع التهميش عن انسان الشرق..؟!
هنالك خطوات مهمة لا بد من التأسيس لها قبل التفكير في اختيار الولاة المدنيين لشرق السودان، ولا بد من انجازها بسرعة، فالتأخير فيها تسبب في اهدار ميزانيات ضخمة وخاصة تلك الدعومات القادمة من المانحين عبر المنظمات المختلفة، فنزاع التمثيل السياسي بشرق السودان تسبب في شلل اداري تام لمؤسسات الدولة الحيوية، وخاصة أنّ ولاة الولايات الثلاث.. أضعف من أن يديروا ولايات بهذا الكم من النزاع السياسي القبلي.. وبهذه الجماهير العريضة الثائرة..
أول هذه الخطوات المهمة أن يخرج الوسطاء من أهل الشرق أنفسهم، من المهمومين بأمر هذه الولاية وبعزمهم وإرادتهم لا بإرادة غيرهم، يبدؤون في عقد مبادرة اجتماعية شاملة لتذويب كل الخلافات والترسبات السابقة وتعمل مبادرتهم على ترابط نسيج المجتمعات المختلفة عبر خطاب اجتماعي موحد.. تلم به الشمل وتُضمد به الجروح.. وتطفي به الفتن.. وتعيد أمجاد مجتمعات الوريفة المتعايشة والتي يربطها الدم والنسب والانسانية.. وسماحة الدين الاسلامي وطبيعة الانسان السوداني ذو المعاملة الكريمة والأخلاق السمحة..
وبعد ضمان ازالة كل الخلافات المجتمعية بنفوس راضية وقلوب صادقة.. فلن يكون اختيار والي لأي من ولايات الشرق الثلاث محل جدلية نزاع أوخلاف سياسي أو اجتماعي..
الأمر الثاني والمهم هذه الحاضنة السياسية، الحرية والتغيير، يجب البحث عن بدائل عاجلة لها بشرق السودان، فكوادرها السياسية تفتقد الخبرة والحنكة المطلوبة في العمل السياسي، وقد عجزت تماماً.. طيلة عمر الحكومة الانتقالية في احداث أي تغيير ايجابي، لا على المستوى الاجتماعي ولا السياسي ولا التنموي أو الاداري بولايات الشرق الثلاث.. يجب “توسيع الماعون السياسي” بشرق السودان.. وتكوين آلية استشارية جديدة بكل ولاية لا تستثني أحداً.. لتكون محل توافق لجميع القوى السياسية والمجتمعية بشرق السودان.. فالحرية والتغيير بوضعها الخلافي الحالي.. وكوادرها الحاليين لن تستطيع احداث تغيير ايجابي بالشرق..
هنالك مجموعات شبابية وسياسية متسلقة كل طموحها نثريات اعاشتها ومصاريفها اليومية.. تتحدث بإسم البجا وباسم الحرية والتغيير.. وتطلق بياناتها الاسفيرية عبر شاشات جوالاتهم.. وهي بعيدة كل البعد عن الواقع العملي والسياسي بالشرق.. تتخذ من ضعف المسؤولين وسيلة للضغط عليهم في تنفيذ أجندة مصالح ومنافع أرهقوا بها مؤسسات الدولة.. وحرموا عبرها الأطفال من التعليم والمرضى من العلاج والفقراء من كرامة عيشهم.. هؤلاء يجب مخاطبة نظّار القبائل بشأنهم ليتم ايقافهم بقوة.. والتوضيح لكل النظُار أنّ أمثال هؤلاء يتاجرون بأسمائهم.. ويتسببون في اثارة الفتن والفشل الاداري باحاطتهم بالمدراء المكلفون وفرض الوصايات القبلية عليهم..
نناشد كافة الشباب والقيادات السياسية والمجتمعية بشرق السودان في التقاط قفاز المبادرة الاجتماعية بصورة عاجلة.. والعمل فوراً على تذويب كافة الخلافات والعداءات وبث روح التسامح.. والعمل الصادق على صفاء النفوس..
وبعدها لا يهم من يكون الوالي.. فليأتي المركز بأي والي شاء.. مادام أهل البيت مُتفقون على التنمية.. ومحاربة الفساد.. فستمضي المسيرة بقوة وتبدأ الثورة في جني حصادها بشرق السودان..