مقالات وآراء سياسية

خادعون من ينادون بالانتخابات المبكرة

محمد حسن شوربجي

وان قالوا ان الانتخابات أداة من أدوات الديموقراطية.

وان اولي مهامها هو الفصل بين المتنافسين بطريقة حضارية.

وان الاقوي في الانتخابات الغربية ليس من يملك العدة والعتاد والرجال ومختلف مظاهر القوة المادية، بل الاقوي حقا هو من ينجح في إقناع الرأي العام ببرنامجه السياسي.

وان الاقوي هو من يسعى للحصول على تفويض شعبي لتنزيل هذا البرنامج على أرض الواقع.

فحقا الانتخابات أداة راقية لتدبير الاختلاف وحله،وانها وسيلة ناجعة لتكريس سلطة الشعب فعليا بحيث يظل الفاعل السياسي دائما تحت “المجهر”.

وان كنا لا نصدق ان يقال هذا في السودان . فالسودان لم يشهد في تاريخه انتخابات ديمقراطية حقيقية.وكل ما كان فيه كان مظاهر كاذبة للانتخابات التي اقامتها جماعات تدعي الديمقراطية.فكان التزوير والتلاعب بالاصوات والصناديق اكبر همهم.

لذا ظل السودان غير مؤهل للعملية الانتخابية الصحيحة .وكانت تتجاذبه الاحزاب التقليدية التاريخية التي تحولت إلى كتل و حشود بشرية تلتف حول رمز دينى أو شخصية «كارزمية» مع غياب المؤسسية.فلا تصدقوا اخوتي من ظلوا يفاخرون بامتلاكهم اغلبية الشارع.
فالأزمة السودانية ليست بازمة عابرة ،وإنما هي ازمة مزمنة تمتد جذورها من قديم.

فلقد ظلت مؤجلة ومتراكمة ثم تفاقمت وتعقدت بالمعالجات القاصرة والخاطئة على أيدي الأنظمة المدنية والعسكرية التي تعاقبت على الحكم طيلة الفترة الممتدة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، والتي لم تركز إلا على مسألة بقائها في السلطة، ما جعل السودان يبدو وكأنه يعيش فترة انتقالية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.

وما تلك الاصوات التي تنادي بالانتخابات الا اصواتا تريد اعادتنا الي تلك الحالة الهلامية القديمة بكل قبحها القديم . إن أخطر ما يهدد السودان هو أنه لم تحدد فيه وحتي الآن طرق حكمه.فلا اقتساما عادلا للسلطة سيكون قريبا.فلقد تعودنا كل الطرق التقليدية القديمة والمعروفة.صدقوني لا نريد العودة الي المربع الاول.نريد ديمقراطية حقيقية ينعم بها هذا الشعب المحروم.نريده سودانا تكون الغلبة فيه للاغلبية الصامته.

محمد حسن شوربجي

‫3 تعليقات

  1. الازمة في السودان ليس اقتصادية ولا اجتماعية و لا سياسيا انما إنسان سوداني يدعي الثقافة وتعليم من الترابي و منصور خالد و ياسر عرمان والحلو وعلي عثمان و حيدر ابراهيم و منهم هؤلاء الصحفيين و الكتاب السودانيين الذين يؤمنون بالديمقراطية هي عملية ديكور تأتي بعد بلوغ المجتمع مرحلة من التطور الاجتماعي و الثقافي و السياسي كيف يحدث هذا التطور لو حدث بالانقلاب او سرقة السلطة أيضًا ماهي المادة الخام للتطور هي الانسان السوداني وماهي وسيلة للتطور هي السلطة ام التنويم المغناطيسي .
    الديمقراطية تبدأ من واقع متخلف و معفن و سرطانه و هو الجهل النشط الذي ينشرونها و يقتلون من اجل استمراره المثقفين و الصحفيين و المتعلمين و الرتب العليا في الجيش و الشرطة و الامن بالانقلاب و سرقة السلطة.
    سوف يستمر التخلف السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لانه هو ليس السبب في تخلف السودان انما هو نتيجة لغياب نظام الحكم الديمقراطي الذي أفرز انسان سوداني نخبوي يدعي الثقافة و علم هو ينشر الجهل النشط في ظل نظام نخبة فاسدة.

  2. السودان الان هو عبارة عن شرذمة من الخونة و الجواسيس و العملاء و وكلاء دول أجنبية يديرون السودان بدلاً عن هذه الدول.

    1. برضو عاجبنا سودانا.. وحنغير الوضع للأفضل وسننتصر…والثورة ظافرة ومستمرة..وسننتصر…والانتخابات بعد تحقيق مطلوبات التحول الديمقراطي ومحاكمة المجرمين….والثورة تقعد تقوم على كيفها..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..