مقالات سياسية

أزمة كهرباء بورتسودان…. يا ابو زيد كأنك ما غزيت

[email protected]

قلناها لا للحلول الجزئية حتى بح صوتنا ، ونصحنا الجميع بعدم قبول الحلول الجزئية مهما كانت التطمينات لعدم جدوها ، ووصفناها بالتخدير الجماعي ، وقلنا أن جبريل (قوبي نيوا إسبكهون) خلانا نمسك ذيل فأر بعد أمل بمسك الفأر بلحمه وجلده والظفر به ، ولم يستبين أحد نصحنا لا ضحى الغد ، ولا فجر الغد ، وها نحن الآن بعد إحتجاجات ومظاهرات جاءت بشعور الجميع بالظلم والظلام والسخانة بغياب الكهرباء عن مدينة بورتسودان ، خرجنا بخفي حنين ونجني وسنجني ثمرة ونتيجة الحلول الجزئية (العلقمية) المريرة ؛ فالشركة التركية على حسب ما نما على علمنا قد قررت تشغيل 50 ميقاواط فقط ، أي ما يعادل 35٪ من سعتها التشغيلية الكُلية مؤكدة وبل مشترطةً أنها لن ترفع نسبة تشغيلها لأكثر من 50٪ ما لم تستلم باقي المبلغ والسؤال المنطقي والموضوعي هنا لماذا لا تدفع وزارة المالية باقي المبلغ من موارد بورتسودان لبورتسودان لا من موارد الخرطوم لو كانت لها موارد حتى تنعم بورتسودان المدينة الساحلية الجميلة وأهلها الطيبين الأوفياء (بخدمة) الكهرباء ، ففي وجهة نظري الشخصية ليس هناك أولوية أكبر من هذه الأولوية القصوى ، ومدي نجاح الدولة ومدي فشلها يقاس بتوفر الخدمات فما بال دولتنا عاجزة او متعاحزة عن توفير خدمة الكهرباء لميناء السودان هل هذا فشل دولة ام فشل وزارة المالية ام أم ؟ المهم حتى لو غذت المدينة بالخمسين في المائة هذه ، فهذا يعني ببساطة أن نسبة التخفيض ستكون مستمرة ، وكما أن الحال سيكون نفس الحال والمعاناة نفس المعاناة ، والألم نفس الألم ، والحيرة نفس الحيرة ، وقطوعات الكهرباء نفس قطوعات الكهرباء بوتيرتها السابقة ، والنصر صبر ساعة والناس لم تصبر ساعة ولا نصف ساعة على موقفها القوي لتضغط الحكومة للحل النهائي لأزمة كهرباء بورتسودان ، وبدلاً عن ذلك ملئت صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الإجتماعية الأخرى كلمات تهانئ معسولة وجمل تبريكات جميلة ومناشير مُبشرة رائعة عن توفر الكهرباء وعودتها لمدينة بورتسودان والواقع الحقيقي والحقيقة مُرة ينفي ذلك الواقع الخيالي الذي رسمه البعض في أذهان الناس ، وإن لم يكن الآن نفسه سيكون شبيه بالواقع الذي عايشناه في الأيام الفائتة .
ويا أبو زيد كأنك ما غزيت.
 عمر طاهر أبو آمنه 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..