مقالات وآراء

لابد من تكريم عامل  النظافة قبل تكريم الآخرين

محمد حسن شوربجي

ودائما نقول :
النظافة من الايمان.
ويقول مثل يوناني :
“النظافة نصف الغنى”

وقال احدهم :
ما قيمة صلاة أو صيام لا يعلمان الإنسان نظافة الضمير والجوارح.
وشكرا جزيلا كورونا التي اعادتنا الي النظافة.
فبدون النظافة الشخصية والمكانية فقد يموت الانسان.
فكم كنت اكره شوارعنا بسبب (تفات السعوط)
وكم كنت اكرهها وعادات التبول التي كانت في كل مكان.
وكم كنت اكرهها و النفايات التي مازالت تطفح في كل مكان .
فهل اخوتي كلما أوغلنا في مسيرة التقدم والحضارة يزيد ابتعادنا عن النظافة وثقافتها؟ .
فالناس أحرص ما يكونوا على تنظيف منازلهم كل يوم.
وان  تقاعس البعض عن نظافة البيت بسبب تكاليف ادوات النظافة.
وكم هم (ثقيلين) اولئك الذين  يلقون  المناديل الورقية و اعقاب السجائر  من نوافذ سياراتهم.
و كم يثير الانسان و ذلك الابله الذي يوقف سيارته ليرمي بكيس نفايات منزله بعيدا عن منزله.
إذن المسألة هي مسألة تربية ليس إلا ،  فلم تعد  المؤسسات والبيوت والمدارس  والإعلام تربي الناس وترغمهم علي النظافة .
فما زلنا ونحن في الألفية الثالثة نتبول ونقضي حاجاتنا في اقرب حيطة متطرفة او في جنبات حدائقنا .
و هكذا فنحن نحتقر كثيرا ذاكرتنا الثقافية ونسيء اليها.
وان مر أسلافنا من هنا وشادوا حضارتهم النظيفة وقالوا كلماتهم الشهيرة:
تلك آثارنا تدلّ علينا *-* فانظروا من بعدنا للآثار
وان كان علينا ان نخجل من سلوكياتنا الرعناء و لسان حالنا يقول:
تلك بقايانا فاستنشقوا روائحها القبيحة …
إنه مظهرنا وقد احتقرنا الحياة حيث انحلت قيمنا وتلبستنا الاوساخ.
والحال أن تاريخنا وثقافتنا بكل روافدهما طافحان بالنماذج والمثل والمسلكيات الراقية المتصلة بالنظافة والطهارة.
فأول ما يجب ان نتفق عليه جميعا هو يوم اسبوعي للنظافة العامة.
وثاني ما يجب ان نفعله جميعا هو احترام عامل النظافة.
فهؤلاء الأبطال لا يجب ابدا ان نضعهم  في أدنى مراتب السلم الاجتماعي .
ولا يجب ان ننظر إليهم بتلك النظرة الدونية ،

والحال أنهم مواطنون شرفاء يقومون بمهام نبيلة تضمن السلامة الصحية والبيئية وتقي الجميع من الأمراض والأوبئة.
فليحاول كل منّا أن يتأمل حال هذه الشريحة الاجتماعية الهامة في حياتنا.
فهم ينهضون في ساعات مبكرة وفي وقت  نغط فيه نحن في نوم عنيق .
يجمعون نفاياتنا بكل روائحها النتنه  والكريهة بايديهم ودون تطيعمات او لقاحات .
يستنشقون روائحها  رغم كل ما بها من أمراض خطيرة .

ولا أحد ينكر الأدوار البطولية التي يقومون بها في زمن كورونا ، فهم في خط الدفاع الأول مثلهم مثل طلائع الجيش التي يتقدم الصفوف .
وحقا فلقد هالني ما فعله  طالب جامعي اسمه عبدالله ويكمان من دول المغرب العربي حيث ارتدي  زيا لعمال النظافة تكريما لتلك الفئة من العمال وقدم رسالته الجامعية.

وحصل ذلك الطالب على درجة الدكتوراه بدرجة الشرف الممتازة.

حيث  أشادت اللجنة العلمية التي ناقشت أطروحته المتميزة  التفاتته الانسانية التي قام بها في حق عمال يعانون الشيء الكثير.
وإزاء هذه التضحيات لا نملك إلا أن نرفع القبعات لهؤلاء العمال الأبطال الذين يجب تكريمهم دون الفئات الاخري.
فلم يحدث ان استضافت قناة تلفزيونية عامل نظافة في برنامج تلفزيوني.
ولم يحدث تكريم لعامل نظافة .

فلابد من تكريم عامل النظافة قبل تكريم الآخرين.
فهذا اقل ما يمكن تقديمة لهؤلاء الذين يحترقون من اجلنا .
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..