حوارات

إبراهيم الأمين :(حلقة ضيقة) محيطة بحمدوك (مزرعة أو غيرو) عزلته عن الشارع

الحكومة بلا برنامج والحرية والتغيير بلا قيادة

رئيس الوزراء غير مصادم ولا صاحب قرار

(كيف تكون حاضنة سياسية وناسك(بخمجوا) في الدنيا و(بلعبوا دافوري) على حساب المواطن؟)

أنا ضد استقالة حمدوك وإبعاده ولكن ….

الحرية والتغيير أتت بحمدوك وهي الرقيبة على أدائه فكيف يعمل على تغييرها؟

مبادرة حمدوك وآلية تنفيذها بشكلها الموجود ستعقد الموقف وعبارة عن(نادي)

في المنعطف نحو شارع الستين، كان الرأس يعج بكثير من الأسئلة والتوقعات، عن الكيفية التي سيمضي بها الحوار، مع رجل بقامة نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين ، وأيضاً بعض من المخاوف التي بدأت تترى، ربما لشخصية الرجل الصارمة المصادمة، فهو مثير للجدل عندما يتحدث وينتقد، وواضح وثائر عندما يصادم، لا يهادن في الحق، معروف بقوميته التي لا جدال فيها ولا عليها، كما معروف أيضاً بنضاله الثر وكاريزمته السياسية العالية، يحمل مبضعه يشخص هنا ويشرح مواضع الألم هناك، يقدم اللوم ويبادر بالاعتذارات، غير آبه بقامته أو مكانته، لأنه عندما يتجلى الوطن تصغر القامات والمقامات، هكذا منظوره الذي يرى منه.
وبذات المنظور استقبلنا بمنزله، وجهنا إليه الاتهامات باعتبارهم القوى السياسية المسؤولة عن تردي الأوضاع بالبلاد، فلم يكابر أو يناكر، بل سارع وقدم اعتذاره للشعب وللشباب بعد الفجوة التي حالت بينهم.

صوب انتقاداته في شتى المناحي فلم يسلم حتى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك من اتهاماته، بعد أن حمله جزءاً كبيراً من مما اعترى فترة الانتقال، وهو يترافع وينتقد ويوضح، من خلال الحوار التالي..

*توقفنا في الحلقة الماضية، عند حديث تتهم فيه البعض بقيادة مؤامرة داخلية وخارجية لتصفية (الحرية والتغيير)، على أي شيء تستند دكتور؟

=(الحرية والتغيير) من المفترض أن تكون هي الرقيب الشعبي على أداء الحكومة ككل، لأن هناك نوعين من الرقابة، هي التشريعي و(الحرية والتغيير)، فإذا كانت (الحرية والتغيير) هي التي قامت بتعيين رئيس الوزراء وهي الرقيب على أدائه، فكيف يأتي هو ويعمل على تغييرها!! الموضوع (مجوبك) وليس فيه موضوعية والدليل على ذلك الآلية التي تكونت والتي تضم عدداً من رجال الإدارات الأهلية.

*هل أنت ضد التعاون مع رجال الإدارات الأهلية؟

= لا، أنا لست ضدها ولا ضد الطرق الصوفية، ولكن نتعامل معهم في إطار مجتمعي على أساس أن يتوحد الجميع في الجبهة الداخلية، لكن فيما يخص إدارة الدولة، فليس من الممكن أن تأتي بشخص إلا إذا كان من قوى التغيير وملتزم بشعارات الثورة وبتطلعات الشعب السوداني. رئيس الوزراء قال أنو الإدارة تتعامل مع كل الأنظمة وبالرغم من كل ذلك فهي موجودة في الآلية الحالية.

*هي موجودة من باب الإصلاح المجتمعي؟

= الإصلاح المجتمعي نعم لكن لا (تعطيها سلطة)، الإدارة الأهلية تتعامل مع كل سلطة ونحن نتعامل معهم كمواطنين لكن لا تستطيع أن تطلب منهم أن يقودوا التغيير، ثانياً أصحاب المنافع هم مع كل سلطة وهم الذين ضد التغيير ويريدون الاستفادة من الجو الموجود.

*ربما تقود الآلية إلى الطريق الصحيح فعلام الحكم من البدايات؟

= أنا لا أعتقد أن الذي يحدث الآن يمكن أن يقودنا إلى الطريق الصحيح، الذي يجب أن يبدأ بإصلاح جذري لـ(الحرية والتغيير)، (لما ناس تحالفوا قالوا أنو يعملوا المؤتمر التأسيسي بعد يعملوا تحالفهم حتى يعملوا المؤتمر التأسيسي) وهذا غير صحيح لأنه من المفترض أن يحدث العكس، لكن أن تفرض أشخاصاً أو أحزاباً (مع احترامتنا ليهم) حتى يديروا البلاد، أمر غير صحيح.

*لكن البعض داخل (الحرية والتغيير) يتحدث عن مؤتمر تأسيسي؟

=(هم خجلانين) لا يستطيعون رفض المؤتمر التأسيسي وفي ذات الوقت يتحدثون عن مؤتمر تداولي وهذا يعني أن سلطتهم لا تمس ولا مشروعهم في تعطيل التحول الديمقراطي وقيام النظام الشمولي يمسهم.

*شهاداتك هذه للتاريخ دكتور ونقد من الداخل؟

= أنا أتحدت من منطلق قومي، وقضية البلاد تهمني ولذلك أي شخص يقول غير ذلك فأنني أقول له (أقنعني)، الوضع معقد، رئيس الوزراء عندما قال إننا لو أجزنا موازنة ٢٠١٩م كان سعر الدولار يكون ١٢٠، طيب رئيس الوزراء اعترف بالخطأ، وهذا يعني أنك لم تجز الموازنة ولم تقدم استقالتك وأصبحت تمضي في الاتجاه الذي جعل الدولار يقفز إلى هذا المبلغ، وهذا يعني (أنو بدير رقبتو).

*لماذا لا تسدون إليه بالنصح؟

=في إحدى المرات ذهبنا إليه في وفد مشينا بقيادة محجوب محمد صالح وكنا نتحدث في قضايا كثيرة وعندما جاءت قضية الاقتصاد، قلت له لا يعقل أن رئيس الوزراء ووزير ماليته مختلفان مع اللجنة الإقتصادية لـ(الحرية والتغيير) في وقت يعاني فيه المواطن، قلت له يجب أن تذهبوا جميعاً (البلد دي ما حقت زول) السودان غني ولسنا أكثر وطنية من الآخرين ولا خبرة ولذلك أي شخص يجب أن يخضع للتقييم و للمحاسبة لأن الأصل في الأمر هو المواطن السوداني الذي قامت الثورة قامت من أجله.

* بماذا أجابك؟

= أنا تحديته وقلت له إنني أتحدى أي شخص من المجلس المركزي أن يقوم بعمل ندوة في الكلاكلة مثلاً ويدافع عن سياسيات رئيس الوزارء، وأنا أعلم أنه لن يوجد شخص واحد سوف يذهب لعمل الندوة، وإلى الآن أتحداهم أن يعملوا ندوات في الأحياء ويقولوا للناس إن هذا أفضل ما قمنا به، رئيس الوزراء وافقني وقال إنه سيدعو لعقد ندوات لكن طبعاً مستشاريه والموجودين في المجلس المركزي لـ(الحرية والتغيير) لن يستطيعوا عمل مواجهة ولذلك ذهب في طريق المبادرة وبالآلية الموجودة ، (يعني أنت كرئيس وزراء وكزعيم المفروض أنو هو كل يوم في بلد تقابل الناس وتخاطبهم وتسمع آراءهم مش تقفل نفسك في حلقة ضيقة) هذه الحلقة هي التي فصلت بينه وبين الناس وأدت إلى فقد شعبيته ورغم أنني لا أشكك في وطنية الذين يقفون حوله ولا في خبراتهم ولكن ليس لديهم إلمام بقضايا الناس ولا إلمام بـ(البحصل بالبلد ولا إحساس بمعاناة الناس) (يعني أنا أشوف المعاناة دي كلها وما يكون في ردود فعل) كان يجب على مستشاري رئيس الوزراء أن يجوبوا البلاد ويستمعوا إلى الناس ويخففوا عنهم ويجدوا حلولاً للمشاكل (لكن مافي حلول لأنهم معزولين .هذه المجموعة معزولة ، وليس لديهم شيء يقدمونه للناس).

*هذه المجموعة هي التي تتحكم في قرارات رئيس الوزراء برأيك؟

= ليس هناك قرار وليس هناك كما ذكرت ما يقدمونه، في المؤتمر الصحفي الأخير كانت هناك أسئلة محرجة لكن الإجابات لم تكن شافية(أنت في ظرف شهر قلت أنو حتكون المجلس التشريعي) وأي شخص المفترض أنو في مستوى رئيس الوزراء يجب أن ينفذ كلامه وإذا لم ينفذه يصبح أمام خيارين (يا يقنع الناس بالسبب يا يستقيل) هذا من ناحية موضوعية.

* ترى أنه يجب أن يستقيل؟

=أنا شخصياً ضد استقالته وضد إبعاده لكن يجب أن يكون عمله مربوطاً ببرنامج محدد هذا البرنامج لا يمكن أن يكون بكلام هلامي وفي ذات الوقت (تجيب ليك مجموعة من الناس عشان تتونس) يعني (٧١) شخصاً والسيد فضل الله برمة قال إنه سيتم إشراك العساكر والشباب والمرأة يعني ممكن أن يكونوا ٢٠٠ نفر.

* رغم ما ذكرته ترفض استقالته أليس هذا يعتبر تناقضاً؟

=(لأني أنا ما عايز هذا للثورة) .

*الثورة الآن اهتزت؟

= لا لا ما خلاص برضو.

*هناك من يرى أن تذهبوا جميعاً من المشهد ويحدث تغيير؟

= أول حاجة في عالم السياسة أنت لا تستطيع الوصول إلى ما تريده خاصةً في ظروف مثل السودان مهدد خارجياً وداخلياً وسوف يؤدي إلى هزة، نحن يجب أن نجلس في الأرض ونرى ما الذي يمكن أن يذهب بنا إلى الأمام، ثم بعد ذلك نتمكن من اتخاذ القرار بناءً على ما توصل إليه في حوار مفتوح لديه جند واحد وهو حماية السودان من أية مضاعفات.

* المبادرة التي ترفضها هي حوار لحماية السودان؟

=المبادرة والآلية بشكلها الموجود هي عبارة عن تعقيد للموقف وليس حله (الناس الختيتهم هم سبب المشكلة وتجيبهم تقول ليهم حلو مشاكلكم!! هم لو بحلوها بحتاجوا لمجلس شركاء). هذا تكرار لفشل في تكوين مجلس الشركاء الذي قالوا إنه عبارة عن جودية، لكن أصبح عبارة عن مؤسسة حاكمة أضف إلى ذلك أنك أتيت بجميع عضوية مجلس الشركاء في الآلية وهذا يعني أنك (جبت مجلس الشركاء نفسو وضفت ليه رتوش من ناس لا علاقة لهم بالثورة) (الآلية دي ح تبقى عبارة عن نادي).

*في ظل كل ما ذكرت هل الإصلاح يمكن أن يتم في الظروف التي نعيشها؟

=أنا متفائل جداً والشعب السوداني شعب عظيم جداً مثلاً ٣٠ يونيو الشعب السوداني تعامل معها بذكاء كبير جداً هناك من كان يقول إننا لم نخرج حتى لا نضيع الثورة رغم أنهم غير راضين بالذي يحدث، وهذا يدل على الوعي والحكومة لسوء الحظ تفسيرها أنصب في أن المواطنين لم يخرجوا تأييداً لها وهذ خطأ. المؤسف في الأمر ما في دولة.

*والمؤسف أن السياسيين فشلوا في إدارة البلاد من خلال الجهاز التنفيذي والسياسي؟

= نعم وأنا كنت أكثر شخص يرفض دخول الأحزاب في المجلسين وحزب الأمة أول حزب قدم الاقتراح هذا ، لكن طبعاً هناك أشخاص في حزب الأمة لا يريدون هذا الحديث لكن أنا كان هذا رأيي، لأنه يمكن تأتي بشخص ممكن ( يجير) القصة لي صالح حزبه وهذا هو السبب الذي جعلني أرفض، ثانياً المشكلة الثانية أن الحكومة بلا برنامج و(الحرية والتغيير) بلا قيادة(هسة لو سألوك إنتي صحفية من هو قائد الحرية والتغيير) فلن تجدي ، يعني هل يمكن (الحرية والتغيير) بلا مقر ولا ختم ولا ناس يحترموا الناس الفيها، (بعدين هل سمعتي يوم الحرية والتغيير خرجت ببيان ولا دراسة عن تعرض المواطنين للمشاكل عشان تقول معالجة القضية دي شنو ) فكيف تكون أنت حاضنة سياسية ومنظومة حاكمة وعندك الناس( بتخمج) في الدنيا تلعب (دافوري) على حساب المواطنين وأنت ما يكون عندك صوت واضح وليس لديك إعلام حتى يعرف الجميع أن هذا صوت (الحرية والتغيير). وبعد هذا كله متمسكين بالمواقع والتمكين حتى يمكنوا الناس من ناسهم على أساس تولي المواقع.

(نحن كنا ما قبلانين أنو تكون في حكومة من الأحزاب حتى لا يكون كل زول مرجعيته مرجعية حزبه تتعارض مع الفترة الانتقالية، التزمنا بالتكنوقراط ونحن ماعندنا اعتراض على وطنيتهم لكن اتضح أنهم ما عندهم احتكاك ولا معرفة بالمشاكل الموجودة في السودان).

*الملخص أن الحكومتين فشلوا؟

=نعم لأن الحكومة كما ذكرت ليس لديها برنامج ولديها مشاكل كبيرة جداً ومنشغلة بالتمكين والاستمرارية وأن لا تكون هناك انتخابات والصراعات بين العسكر والمدنيين وهو ما ترتب عليها الدوامة التي نعيشها الآن.

* من خلال هذا اللقاء رميت بلوم كبير على رئيس الوزراء، فكيف كانت معايير اختياركم له كحاضنة سياسية؟

=(عشان أكون معاك واضح)، في تلك الفترة كنا نعتقد أن مشاكل السودان واضحة جداً وثانياً أن الشعب السوداني كان مؤهلا ومهيأ أن يسند أي عمل تغيير واضح لمصلحة الشعب السوداني، ثانياً ليس لدينا مآخذ على رئيس الوزراء (لكن ما كنا عارفين أنو الشخصية التي تقود السودان في المرحلة الحالية يجب أن تتوفر فيها شروط كثيرة جداً).

* ماهي؟

= هو أن يكون شخصا مصادما، رئيس الوزراء ليس مصادما ولا صاحب قرار وهناك تأثير كبير جداً من المجموعة المحيطة به (كان تسميها المزرعة ولا غيرو) هذه الحلقة (عاملة) سياج بينه وبين الناس، النقطة الثانية ليس هناك برنامج وأن إدارة البلد إدارة يوم بيوم، ثالثاً التواصل مع الجماهير معدوم ، (أنت من خلال تواصلك مع الجماهير كل يوم بكشف ليك حاجة) (بعدين إذا في قضية فإنه يتركها للزمن، وحتى المشروعات التي تطرح يتركها للزمن) .

*أخيراً هل يمكن القول إننا في فترة انتقالية عنوانها العريض هو الفشل؟

= أنا لا أتحدث عن فشل، أنا متفائل، أنا أتحدث عن تجربة هي تجربة مرة لكن الشعب السوداني واع ويستوعبها وإن شاء الله الإصلاح سيتم.

الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. يا مرض الراجل جة لقاكم ذي الشفع كل زول بشاكس في التاني و كل همكم حزبي و حزبك و مقعدي و مقعدك.. بدل ما تكونو سند ليه بقيتو عبء كبير… قدمتو مصلحة أحزابكم المهترئة التعيسة على أي شيء.
    قوم لف حريقة فيكم واحد واحد و أولهم حزبكم الرديء و معاكم لاعقي حذاء الدجال الميرغني و عبدة عبد الناصر و عاهات حزب البعث أو العبث و معاكم أمراض الحزب المحنط (الشيوعيين) اللي مازالو يعيشون في العام 1960.
    مرضتونا مرض الله يعدمنا ليكم كلكم… تفو

    1. ابراهيم الامين عميل مصري جاسوس هو من يخطط لبنت الصادق المعينة وزيرة خارجية وهي والامين ومعهم طابور بل جيش كامل من العملاء والجواسيس المصريين. حزب الامة اللذي كان يطالب بالاستقلال عن مصر ظهر علي حقيقته في ٢٠٢١ وكشف انه مجرد كيان لعبادة اسيادهم مثل ختمية الميرغنية وكلهم عملاء وجواسيس للمصريين وينتظرون احتلال المصريين للسودان تهجيرا واسكانا والله سد النهضة كشفكم الخونة ياجواسيس

  2. هذا كله متمسكين بالمواقع والتمكين حتى يمكنوا الناس من ناسهم على أساس تولي المواقع……..

    الكلام اول من بدأ حزب الامه… في تعيين ولاة الولايات… اكبر مصيبه حزب امه يطالب بعدد من الولاة ويقول انا الحزب الأكبر صاحب الثقل الأكبر…
    عندما رأي الجميع موقف حزب الامه كان لابد من المحاصصات.
    الان وزاره الخارجيه وهي من الوزارات الهامه تسلمها حربكم…
    ما هذا التناقض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..