مقالات سياسية

التباعد الاجتماعي وسفير السودان في ألمانيا ..

 د. محمد الشريف سليمان
التباعد الاجتماعي يلغي حسنات الإنسان، اذا بقيت له حسنات. نعم، ناضل الإنسان طويلا من اجل علاقات أسمى وأكثر حميمية بين البشر. ما عنت الفردية الفصل بين الإنسان والإنسان، بل حرية الإنسان في أن ينشئ العلاقات وأن يمارس التواصل الذي يريد داخل المجتمع. هذه الإرادة، والذي يعتبر تراث الإنسانية، للتعايش والتفاهم مع بعصنا البعض.
اجبرتني واقعة مؤلمة لكتابة هذه المقالة، واقعة تندرج في حقل مصطلحات، الازدراء، العجرفة ، الفوقية واللامبالاة.
عشت، واعيش في ألمانيا، وعاشرت مجموعة من السفراء الأجلاء، منذ المرحوم ابوبكر عثمان محمد خير، الذي كان قائماُ بالاعمال، ليأتي المرحوم الجنرال مزمل سليمان غندور، حتى خالد موسى دفع الله. نعم السفراء، الذين يحترمون أنفسهم بإحترامهم لإنسان بلدهم، والتسابق للالتقاء بهم ومعرفة أوضاعهم والتنوير بما يجري في سوداننا الحبيب. بلا، لا يتجاهلون أي مناسبة قومية او عيد، إلا كانوا السباقين للترحاب بمواطنيهم.
نعم، حل على صدور الموطنين السودانيين في ألمانيا سفيراً، لا يشبه سابقية، ولا لديه الرغبة لمعرفتهم، بل الجلوس في برج عالي، ولديه أكثر من عام ولم يلتقي بهم لعدم معرفته بالمناسبات والاعياد، أو لا يريد أن يعرفها، حيث كان السفراء الذين سبقوه، يتسابقون للفرح مع مواطنيهم. يذكر انه إلتقى مواطنا سودانياً أمام مدخل مكتبه في المصعد الكهربائي ويدخل عليه، ويخرج، دون السلام عليه!. هل هذه الواقعة، استعلاءً أو تجاهلاً لهذا المواطن، ويعني بالمنطق عدم إحترام المواطن، بل، يعني ذلك أكثر …، وعدم الوعي بالمنصب الذي يتقلده، مما يقود لإحترام منصب السفير، كممثل الدولة السودانية، ولكن عدم إحترام هذا الشخص الذي لا يحترم مواطنيه. انني اسأل من أجل من أتى هذا الشخص سفيراً؟ وماذا يعمل؟، وإلى متى يظل بهذا السلوك، الذي لا يشبه سلوك ما سبقوه في هذا المنصب؟ هذه رسالة موجهة لرئيس مجلس السيادة، رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الخارجية، الحرية والتغيير، شركاء السلام وكل حادب لمصلحة بلدي السودان .
المجتمع علاقات ورابط بشرية. بعض هذه العلاقات والروابط يمكن أن تتحول الى بنية اجتماعية تدوم لأزمان طويلة. يقال في العامية “الأرض التي ما فيها ناس ما بتنداس”. التباعد الإجتماعي محرقة البشر.

[email protected]

‫6 تعليقات

    1. وجدت هذا المقال في سودانايل. الحقيقة كاتب المقال واضح جدا انه لم يلتق سفير السودان في المانيا. وكتب هذا البوست من وحي واقعة سماعية.
      قبل أن اكتب شهادتي احب ان اذكر اني مواطنة سودانية عايشة في برلين وقد تعرضت لبعض المواقف السيئة من القنصل السابق إبان الحكم البائد. ولم تكن لدي أي علاقات اجتماعية طول اقامتي في برلين مع اي من طاقم السفارة لموقفي المعلوم والمعلن من النظام البائد وكل من يمثله. لكن كوني مواطنة سودانية احتاج لإجراء معاملات ورقية في السفارة الأمر الذي عرضني لأكثر من موقف مع القنصل بسبب المماطلة. ومعلوم اني لا احتاج الى مثل هذه المعاملات كثيرا لذا انقطعت صلتي بالسفارة لمدة تزيد عن العامين وحدث ان العام الماضي رحل ابننا الدكتور عمر النجيب وتفاجأنا باتصال من السيد السفير والقنصل وعدد من طاقم السفارة للعزاء والاهتمام باجراءات الجثمان وحضورهم للصلاة على روح الفقيد وفعلا كان لذلك وقع طيب. وأكد السفير ان هذا اقل واجب يقوم به وطاقمه. الواقعة الثانية كان لدينا كسياسيين موقف من أداء الحكومة الانتقالية وقمنا بمناسبة الذكرى الأولى لمليونية الثلاثين من يونيو بكتابة مذكرة واتصلنا بالسفارة لتسليم المذكرة للحكومة الانتقالبة بواسطة السفير. من طلبنا ومن الوفد الذي حمل المذكرة معلوم اننا لسنا من حارقي البخور ولا المطبلين للحكومة. التقى بنا السفير ورحب بنا واستمع لوجهة نظرنا والتزم بتسليم المذكرة لمكتب رئيس الوزراء. التقيت السفير فقط في هاتين المناسبتين لكن اشهد بأنه دبلوماسي محنك ورجل جم التهذيب وفي غاية الاحترام. وقد ذكر لنا في ذلك اللقاء بأنه يتوق للاتقاء بالسودانيين والتواصل مع الأسر وكان الحديث عن الكوفيد حاضرا واتفقنا على ان نعيد بناء جسور الثقة مع السفارة وحدثناه بشفافية عن التجارب السيئة مع السفارة في العهد البائد وأنه عليهم فعل الكثير لفتح صفحة جديدة.
      خلاصة حديثي ان في مقال السيد د.محمد الشريف تجني كبير وحديث لا اساس له من الصحة في حق سفير استلم مهامه في خضم جائحة الكرونا وتعقيداتها.
      شادية عبدالمنعم
      برلين
      .

    2. انت حددت الدولة، لماذا خفيت اسم الشخص حتى يعرف القارئ لمقالك عن من تتكلم؟ اعتقد سفير السودان في ألمانيا ليس روبوت. فلما لا تذكره بعد ان ذكرت من سبقوه؟ واحدهم اعتقد أنه ابو بكر عثمان محمد صالح وليس محمد خير.

      1. أبوبكرعثمان محمد خير مواليد٢٢ أكتوبر ١٩٢٦. التحق بالخارجية ١٩٥٦. كان السفير في بون من ١٩٧٠ حتي ١٩٧٣ حيث تم فصله من نميري بقرار سياسي بواسطة توصية جهاز الامن عن طريق وشاية قذرة من حمدي بدرالدين(المبتعث انساك) بمنحة اعلامية ضمن منح نجح السفير في توفيرها لعدد كبير من الوزارات. واعيد للخدمة في ١٩٨٥ بقرار من مجلس الوزراء وعمل سفيرا بموسكو حتي تقاعده في ١٩٨٨ . انتقل الي رحاب الله ٢٩ يناير ٢٠١٥، له الرحمه والمغفرة.

  1. يبدو ان الكاتب من ناس المعافرةالسودانية والمصاقرة الاجتماعية يعنى داير السفير ياخدك بالاحضان فى المصعد ويسأل عن حال الوليدات والغنيمات!!

    التباعد الاجتماعى فى ايام طوارئ كرونا ليس محرقة (هولوكوست) لكن محمدة ومنقذة يا د. سليمان من عواقب الاستهتار الجاهل بضرورة الالتزام نضوابط و نصائح اهل العلم بقتضياد الصحة العامة…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..