عملوا لي سيما أونطة

أسامة ضي النعيم محمد
جاءت شهرتها بعد أن رفع ذكرها عاليا الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ، في أحد خطاباته في مايو1971م كان يهاجم فلول ومراكز القوي التي سيطرت في عهد سلفه الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، حقبة عبد الناصر شهدت تنامي سلطة سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر وشعراوي جمعة وزير الداخلية وآخرون ، وصل استفزاز مراكز القوي واستهانتهم بالرئيس محمد أنور السادات أن نظموا احتجاجات علي طريقة سيما أونطة داخل مجلس الشعب المصري، ( سيما أونطة هاتوا فلوسنا ) حركة احتجاجية شعبية غالبا ما يقوم بها رواد السينما المصرية في الدرجات الشعبية حيث يحركون أرجلهم علي البلاط في تناغم مع بعضهم البعض وتتعالي هتافاتهم ( سيما أونطة هاتفوا فلوسنا ) تعبيرا عن خيبة أملهم في الفيلم الذي تعرضه السينما.
جري عقلي سريعا الي الاحتجاج الذي أرسله حاكم أقليم دارفور بالاعتذار عن المشاركة في عضوية الية الطريق الي الامام ، لحقه أيضا من الشرق الناظر ترك والذي لم يسبق له أن أرسل الاحتجاج لتعثر سقيا بورتسودان من النيل كما وعدهم في مرات عديدة البشير ، اخرون من هنا وهناك أيضا لحقوا ( سيما أونطة ) احتجاجا علي مبادرة معالي السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك .
فحوي ومضمون المبادرة فيه كل الخير والشفافية ، يعيدنا الدكتور حمدوك الي 13 يونيو 1947 م ومدينة جوبا حيث عقد المؤتمر بشأن مصير السودان والبلاد تمر بذات الام المخاض العسير الذي نشهده اليوم علي الساحة ، للتذكرة فقط فان المؤتمر كان تحت رئاسة السكرتير الاداري آنذاك السير جيمس روبرتسون وحضره مندوبون بريطانيون وسودانيون ، مبادرة الطريق الي الامام تعيد المشهد السوداني الي ذلك العهد ويري الناظر أن تأريخ النخبة السودانية في تعاملها مع قضايا الوطن تسير به في اتجاه واحد وهو من يحكم السودان وليس وضع أطراف معادلة كيف تحكم ديار السودان كما تنشد المبادرة الان .
في مؤتمر جوبا 1947م توافق السودانيون علي وطن واحد ولكن النخبة السودانية الشمالية نكصت ونقضت غزل توافقها ، استعدادا للحكم الذاتي ترك الاستعمار 800 وظيفة نال منها أبناء الاقليم الجنوبي أربع وظائف فقط ، مبادرة الطريق الي الامام طرحها الدكتور حمدوك بعد أن نالت نخبة مناطق الهامش أعلي الوظائف رتبا ونسبة أيضا ، بالرغم من ذلك يحاول البعض منهم الاحتجاج علي طريقة ( سيما أونطة).
الاحتجاج علي عدم المشاركة في لجنة الية مبادرة الطريق الي الامام تفيد الرغبة في افشال الفترة الانتقالية ، اظهارالخلافات والمشاحنات في مراكز العمل العام وسوس الرعية هو من أدبيات النظام البائد ، الجهات التي تحتج الان هي المستفيدة من قسمة السلطة والثروة وأصحاب المصلحة في معسكرات النزوح بدارفور والعطشي في بورتسودان وسواكن يفترض أنهم أصحاب الحق في تنظيم الاحتجاجات علي الحكام ورفع الصوت عاليا ( سيما أونطة).
وتقبلوا أطيب تحياتي.