مقالات سياسية

المدارس الخاصة.. الجحيم هنا

سهير عبد الرحيم

في العام الماضي شكى لي مجموعة من أولياء الأمور من جشع و إنتهازية رهيبة من بعض مُلاك المدارس الخاصة بزيادة الرسوم الدراسية لأرقام فلكية .

يومها بدأت سلسلة مقالات بمناشدة وزارة التربية و التعليم للتدخل و حسم تلك الفوضى ، الاستجابة كانت سريعة جداً على عكس سلحفائية المسؤولين لدينا ، وتولى إصدار القرارات و متابعتها الاستاذ عبدالكريم مدير إدارة التعليم الخاص .

حديث الوزارة كان مباشراً للمدارس الخاصة ، أن الزيادات يجب أن تتم وفق موجهات معينة يراعى فيها عدم إلحاق الضرر بالتلاميذ و أولياء الأمور و المؤسسة التعليمية ، و أرفق الأمر بتكوين لجنة من أولياء الأمور و الوزارة و إدارات تلك المدارس للوصول إلى رسوم مرضية للجميع .

إستجابت عدد من المدارس للأمر و تعنتت مدارس أخرى لم يثنها التلويح بسحب الترخيص و واصل مُلاكها في طغيانهم يعمهون حتى تم سحب الترخيص منهم و التوجيه بتكوين  مجلس إدارة من أولياء الأمور .

الآن ما أشبه الليلة بالبارحة ، المشكلة تطل مرة أخرى مع بداية العام الدراسي الجديد  ، رسوم دراسية فلكية يضُاف إليها رسوم  ترحيل و زي و كتب .

ما ينبغي قوله أولاً  على أولياء الأمور أن يرفضوا دفع تلك الأموال الباهظة و يجب أن يتحدوا و يكونوا مجموعات و (قروبات) يناقشوا فيها مشاكل و مستقبل أبنائهم الدراسي ، ثم عليهم أن يتحدوا برؤية و موقف واحد و واضح ويطلبوا من إدارات تلك المدارس مناقشة طلباتهم بتخفيض الرسوم و تحسين بيئة المدرسة .

إن لم تستجب تلك المدارس فعليهم رفض دفع الرسوم و التوجه فوراً إلى وزارة التربية و التعليم  إدارة التعليم الخاص و تقديم شكواهم ، حينها تتولى الوزارة إعادة تلك المدارس إلى جادة الطريق أو سحب تراخيصها لتلحق بسابقاتها مثلما حدث في العام الماضي .

أن مسؤولية التعامل مع جشع أصحاب المدارس الخاصة مسؤولية مشتركة فالوزارة لا ينبغي أن تترك الحبل على القارب و تقف متفرجة على هذه المجزرة السنوية

كما أن أولياء الأمور الذين يرضخون لهذا الإبتزاز و يدفعون الرسوم و يشقون  الصف هم نقطة الضعف الرئيسة التي يلج منها مُلاك تلك المدارس لفرض رسومهم الباهظة .

خارج السور :

غالبية أولياء الأمور الذين يدرس أبنائهم بالمدارس الخاصة يلجأون لحصص التقوية و الدروس الخصوصية و معسكرات التقوية ..ويقومون بشراء الكتب و الأدوات و دفع تكلفة الترحيل و طباعة الإمتحانات …و عقب كل هذا تكون النتيجة خدمة سيئة ونتيجة أكاديمية بائسة أو أقل من المتوقع

السؤال :  ما فائدة  تلك المدارس …؟؟

الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. المدارس الخاصة والجامعات الخاصة ايضا صارت تجارة ومهنة من لا مهنة له وكالعادة لا يوجد مسئول شجاع لوقف الهرج والمرج حول موضوعها والضحية المواطن المطحون المغلوب علي امره حسبي الله ونعم الوكيل

  2. من متابعتي للموضوع فإن الاستاذ عبدالكريم مدير إدارة التعليم الخاص رجل يتحرك من منطلق يساري يرى في كل ما هو خاص طفيلية.
    انا مغترب وانوي العودة واطفالي درسوا بمنهج الاي جي البريطاني، وأود ادراجهم في مدرسة ذات مستوى معقول مثل كمبريدج، ولكني حين رأيت وزارة تحارب مدرسة وهو ما لا يحدث في كل دول العالم الا في دولة اليسار السودانية ايقنت ان العودة قد تعني تحول هؤلاء الاطفال الابرياء لفاقد تربوي.
    موضوع الرسوم دا فعلا موضوع مهم وحساس.. ولكن للاسف فإن ما يؤججه هو الظروف الاقتصادية التي يعيشها السودان، فلو المدارس الخاصة ارادات أن تاتي بمدرسين متميزين وخدمات متميزة فيجب أن تضع رسومها في اطار ذلك,. أما يأتيك أولياء أمور ويقولوا لك ان المدارس غالية فواجبك أن تدرسي الموضوع اولا وتستمعي لوجهتي النظر باستفاضة قبل ان تشجعي شخصا يدفعه نوع من السعار ضد مدارس التعليم الخاص.
    لماذا لا نهاجم المستشفيات الخاصة لأن أسعارهم في تزايد مستمر.. هي نفس المشكلة ونفس المعادلة.
    أما اغلاق المدارس المتميزة من أجل أن يتساوى كل الطلاب في مستوى التعليم البائس الذي وصله السودان فهذا ظلم للسودان قبل ظلم للطالب نفسه.
    الامور يجب أن تعالج بالحكمة، فأصحاب البقالات يزيدون اسعارهم على مدار اليوم وممكن مدار الساعة فلماذا لا ننظر لنسبة الزيادة المئوية في العام ونطبقها هناك.. مثلا الان نسبة التضخم الرسمية قاربت ال500 بالمائة يعني ممكن تقولي كل الاشياء زادت بهذه النسبة تقريبا، وهذا مجرد تقدير حكومي اقل من الواقع، فلماذا نطرد الاستثمار في التعليم لأننا نريده أن يزيد سنويا بنسبة 10 أو 20 بالمائة .. اي بمعنى أن يحترق ويتلاشى كما يتمنى شيوعي التعليم الخاص الذي ذكرتيه!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..