مقالات وآراء

الكيزان الجدد والتمكين الجديد لوظائف عامة

 الرفاعي عبدالعاطي حجر
الأوقاف السودانية في المملكة
وشذرات هامة هنا وهناك
طبعا دا ملف ضخم وتاريخه اسود لم يعبث به عهد مثلما عبت به الكيزان، وغيبوه وغيبو ميزانياتها تماما، واستغلوها اسوأ استغلال يمكن أن يعرف تاريخ الفساد ، في ظل حكم الكيزان ظلت الحج والعمرة والأوقاف إدارة واحدة، لها ممثلية في القنصلية إدارية، ومن يفز بها فقد نال السرور بلغتهم ونال كل الحظوة، َكان ممثل الحج والعمرة ارفع درجة من القنصل أو السفير.
🔵
الذي نحن بصدده اليوم في هذه المساحة، يتطلب تدخل المراجع العام ، فهو فساد قد كتب عن 5٪ منه، ولم يتم تداوله إذ كان موضوع احتكره الكيزان في منظومتهم الحزبية ، دون أن يكون موضع مراجعة أو تدقيق ، بل له قطاع حزبي هو المتصرف فيه ، بما تمليه تعليمات مشددة حوله لصالح الحزب الحاكم وقتذاك .
🔵
الأوقاف الأهلية وهذه اوقفها أشخاص ولها مصارفها وأمثلتها .
وقف ابن مسعود ووقف السنارية ووقف آمنة في المدينة المنورة ، وفي جدة أوقاف السلطان علي دينار معروفة في باب شريف ، قصة إهمال وعدم اهتمام.
🔵
اما الأوقاف الحكومية للحج والعمرة فهي في جدة مبنى القنصلية القديم ، والفلل الستة التي اشتهرت بين العامة ببعثة الحج ومسجد ملحق ، اما في مكة المكرمة فيوجد وقف ريع بخش من خمسة طوابق ، وفي المدينة المنورة توجد اربع عمارت ، عمارتان مؤجرات ، ووقف في المنطقة المركزية للحرم النبوي الشريف وهذا عليه تعويض وما تسمى بعمارة الزبير.
🔵
ذكرنا انه في عهد الإنقاذ سيئة الذكر ، كانت إدارة الحج والعمرة واحدة ،  اما في ظل الثورة تم ابتداع وظيفة جديدة تم فصل الحج والعمرة و الأوقاف ، وتم تتبيعها لملحق إداري تم تعيينه من الخرطوم ، وقد وصل جدة ، الملحق الإداري مسؤول الأوقاف محمد نور محمد عثمان وفي هذا زيادة للصرف والوظائف وبالطبع هناك إدارة للحج والعمرة منفصلة وهي التي كانت تدير الحج والعمرة والأوقاف معا.
🔵
الوظائف وطرق تسكين الموظفين في السودان ، صارت غنيمة للوزارات، كما درجت الأحزاب السياسية الحاكمة فيما بعد الثورة والأمثلة على قفا من يشيل، ففي الولايات تخصص كل الوظائف الكبرى للحزب الذي يتبع له الوالي، بل حتى الامتيازات حزبية، وفي الوزارات يمكن أن نسوق الأمثلة بلا توقف ، وهذا ما انتهى إليه عهد تمكين جديد، نحتاج دون شك للجنة إزالة تمكين جديدة تعنى بتفكيك تمكين الكيزان الجدد أو أحزاب الهبوط الناعم .
🔵
خلفية لا غنى عنها مطلقا، وصل لهذه الديار الوزير الثائر نصر الدين مفرح، وانا على المستوى الشخصي كنت مفتونا بهذا الشاب ومعرفته وحداثة طرحه، لكنه وقد طالبنا بحل إدارة الحج والعمرة والأوقاف وقبل حلها مساءلة المسؤول السابق أحمد سر الختم عن كل شاردة وواردة، لكن الوزير مفرح عمل على تكوين لجنة من أعضاء حزب الأمة استلمت من السابق ولا نعلم لها أي إجراء، بل لا نعلم لها تقرير عما يدور في الأوقاف أو الحج والعمرة والأوقاف، فقط سوف تقوم بتسليم الجديد ومثل هذه اللجان ينبغي أن تكون ذات شفافية عالية،، وسبق أن نبهت لأن الحرية والتغيير – جدة تضعها ضمن اهتماماتها السياسية! .
🔵
وهذه  الليلة أشبه بالبارحة والتي عقب الانتفاضة ، وبعد إجراء الانتخابات صارت  الوزارات مختلفة، فكل وزير معه جيش من الحزب، لا مهنية ولا مؤسسية وفي الوزارة ومع الوزير ما دام انت ابن الحزب فامرك مقضي، لذلك ندق ناقوس الخطر ، ونقول انه يجب ان ينتبه حمدوك وقبله الأحزاب السياسية التي سعت للسلطة وتمترست بالحزب ، ان بناء الأوطان يحتاج إلى منهجية واضحة، وأسس حياد ومهنية مقدمة على الولاء ، لذلك عندما تنادى الثوار إلى حكومة تكنوقراط في شعاراتهم ، لم يكن عبثا بل لمنع هذه الكوميديا السوداء والعبثية، ان الوظائف العامة لا تتبع للأحزاب ، إنما يتم طرحها عبر مكتب التخديم مكتب العمل والخدمة العامة التابع لديوان شؤون الخدمة وتخضع لشروط ومواصفات وامتحان ودراسة للتوظيف ومؤهلات لكل وظيفة حسب المطلوب والمناطق.
🔵
هذا العبث سوف يقودنا إلى ما لا يحمد عقباه ، فانتبهوا يا أحزاب بلادنا والأمر جد خطير وشاذ ومربك ومفضي إلى كارثة لن تخص بل عامة وهي إضاعة فرصة الديمقراطية في بلادنا وللابد ما لم يتعدل سلوك الاستحواذ على الوظائف العامة من قبل الولاة لصالح احزابهم وكذلك الوزراء وليست محاولة وزير الصناعة لإقالة مدير الشركة السودانية للسكر بعيدة عن الأذهان.
🔵
نعود لجعل ملحقيات إدارية للأوقاف منفصلة عن الحج والعمرة التي كانت واحدة ، ونقول إن ذلك لا تسمح به ظروف البلاد ولا حاجة لخلق وظائف بلا طائل وإن هذه الإدارة الجديدة إن كان لابد منها  فالتوظيف لها يجب أن يمر عبر ديوان شؤون الخدمة ولا يترك لتقديرات حزبية، فما اتت الثورة ليستمر التمكين، فلجنة مفرح لشؤون الحج والعمرة والأوقاف، تكونت حزبية والتعيين الآن حزبي ، فهل هذا هدف الثورة ومناط تقديم الشباب صدورهم عارية في تضحيات أدت لدماء فاقت كل تصور وأرواح ازهقت ؟ يا سادة يا كرام الوعي بالوطن وتقديم الوطن على الحزب يجب أن يكون شعار المرحلة .
🔵
إن الثورة بقيادة شقها المدني فسدت يوم ان تنادت بتشكيل مجلس السيادة في شقه المدني من ناشطين لا نرى لهم دور وجودهم مثل قلته ، ف بالله عليكم ، ذكروني إن أخطأت بدور اي مدني سيادي ذا أثر في تمكين الثورة ، من الأفضل أن نقول أخطأنا الاختيارات وركنا لدعوات عجلى مثقوبة بالعواطف مثلما آل إليه حال وثيقة الحكم المسماة دستورية ولا دستور ، دون أن يكون لدينا تصور بخطورة أدواره المنوطة بهم الخطأ ليس عيبا والعيب كله ان تستمر الأخطاء ، ودعونا نعلن معا أن تلك الاختيار لم نخطط لها وأتت عبثية في لحظة استدعاء الأمنيات التي كانت تحت تأثير المد العاطفي ، فاستجلبنا مجموعة لم يكن لها إحاطة بواقع الحال، لذلك لم تقدم المرجو، والمرجو ذاته لم يكن في ترتيبات رسم خارطته في اسوأ الأحوال ما آل إليه الحال آنيا ، فهل كان الأفضل اختيار مجلس سيادي مدني من خيرة أبناء شعبنا الذي تعرضوا للاعتقال والتعذيب وملاواة الكيزان ، ام الذين الآن في المشهد وافضل من فيهم غادرت منصبها دون أن تترك أثر ذلك لأنهم بلا أدوار، ولا أريد تحديد بقية الأسماء في المجلس السيادي من المدنين واجزم لو وضعنا في محل كل منهم صورة لاحد شهداء وشهيدات الثورة لملأوا المقعد بأفضل من الموجودين الآن في السيادي الذين جل همهم استجلاب أحدث موديلات السيارات ، بينما شعبنا يفتقد لمياه الشرب الصحية وللعلاج وللاوكسجين في أطرافه ، هل يعلم التعايشي ورفاقه ورفيقتهم أن هناك في إحدى ولايات دارفور مات عدد خمسة أطفال لأنه لا توجد أنبوبة اكسجين ؟
🔵
ما يحدث الآن عبث وعاقبته سوف يعودون إلى بلدانهم عبر سفاراتهم التي سوف تحميهم ، ويتركون للشعب المسغبة ، إن اي جنيه أو مليم يهدر في استجلاب سيارة للوزراء هو هزيمة للثورة وخذلان لدماء الشهداء ، ان اي  تعيين حزبي هو بالضرورة هزيمة وخذلان للشهداء والثورة والثوار ، وصمت لجان المقاومة محبط ولابد من تلاحم أبناء الشعب السوداني، أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير  لاستكمال الثورة لمطلوباتها، وتغيير كل الذين في المشهد بثوار حقيقيين ، يخوضون الصراع لنهاياته المنشودة ، ولابد من حكومة وطنية رشيقة ذات إرادة ، وتنكوقراط وحواء السودان لم تعدم بكم ولا قبلكم والسودان موفور الكفاءات .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..