مقالات وآراء سياسية

وزارة للأرض في السودان

أسامة ضي النعيم محمد

تستحق أن يعاد من أجلها هيكلة وزارات الدولة ليصبح للأرض وزارة لها وزير مركزي في قامة زعيم من حركات الكفاح المسلح أووزير له أسنان ومن أحد الطائفتين ، من خلال توزيعات الارض ترسمل الُبُغاث والزرزور وصغار الطير وأصبحوا في سودان الانقاذ صقورا جوارح ، سمعنا في تأريخ سجلات الاراضي من تمكن من امتلاك مائة دكان في قلب الخرطوم ومن دخل الخرطوم بعراقي دمورية وغدا يملك أربعمائة قطعة أرض في مناطق استثمارية بالخرطوم ولولا خلافه مع طليقته لما شاع الخبر وعم أرجاء السودان.

توزيع وتخصيص الارض في عهد الانجليزتم بموجب خطط اسكانية ، لا تمنح الدولة الاسرة الا قطعة أرض واحدة وبموجب شهادات ووقوف أمام لجنة من أعضائها العمد والمشايخ والشراتي ، هكذا ارتفعت الاحياء السكنية في ديوم الخرطوم وبحري ونمرة اثنين والموردة والعباسية ، تحدد الدولة وفق معايير المساحة والهندسة الاماكن التي تقام عليها الاحياء السكنية ثم تطرح الخطة الاسكانية وأيضا اطلاق تسهيلات التشييد والبناء كما في أحياء الشعبية والعمارات.

مفهوم الارض عند الاخوان الكيزان تغير الي التعامل مع صكوك الاراضي كما الشيكات والنقود ، يمنح المتنفذ من الاخوان وهو الفقير المعدم الذي كان يتقاسم النبقة مع أخوانة ، وبمجرد حصوله علي عدد من قطع الارض حتي يفجر ويرتكب فاحشة الزنا في نهار رمضان ، العفيف من فقراء الكيزان يقيم شاهقات العمائر علي تلك الاراضي ويتزوج من الحريم المثني الي الرباع ، بعض الكيزان حصلوا علي أراضي جوار شاطئ النيل الازرق وقبالة قصر غردون باشا وعلي مرمي حجر من البقعة الاندر في العالم حيث يقترن النيلين الازرق والأبيض وتجمع توتي مياه بحيرة تانا مع أخري قادمة من بحيرة فكتوريا ، يطيرالكوز فرحا ويقلد مشية الطاؤوس أو يسير عريانا كما فرعون ذلك الزمان .

الارض في السودان وتخصيصها تحتاج الي نقلها الي مصاف ومرتبة وزارة مركزية ، هناك هجمات منظمة تقودها مخابرات دول الجوار في تشاد وأثيوبيا ومصر للدفع بأعداد من اللاجئين للعيش في السودان ثم الحصول علي حق المواطنة ، بالغفلة والغشامة كما يسمونها في دول الخليج أصبحت ( الكنابي ) جزء من قبائل السودان ، تأريخ قريب يحدثك عن العمالة التي تستجلب من  تشاد وغرب أفريقيا لأعمال لقيط القطن في مشروع الجزيرة ، في بلاد الدنيا الاخري تراقب مثل تلك العمالة وتعاد الي بلادها حال الانتهاء من الاعمال التي استجلبت لانجازها مهما تطاولت فترة الاقامة ، في السودان كانت الغفلة والتراخي الاداري فأصبح ( الكمبو) وسكانه من قماشة مجتمع أهل السودان.

أفغانستان والأمريكان وما أدراكما هم ، الان عين المخابرات المركزية الامريكية علي وطن بديل للأفغان الذين قدموا أسباتا لنصرة الاحتلال الامريكي ويهربون اليوم علي أجنحة الطائرات من بلادهم ، أقسمت الادارة الامريكية علي حمايتهم وها هي تنقلهم الي بعض أرجاء العالم هنا وهناك ، العقل المخابراتي الامريكي ليس أقل حصافة من نظيراته في تشاد وأثيوبيا ومصر، ي/تفتح خبير أوخبيرة السكان في لانغلي حيث مقر وكالة المخابرات الامريكية خريطة العالم وستجد أن السودان من بين الخيارات التي يمكن ارسال أفواج الافغان الي أراضي السودان بصفة لاجئين ابتداء ثم مواطنين لهم حق الترشح والتصويت.

الطمع في الاستحواذ علي الاراضي الخصبة في السودان لا يقف عند نهم القوات المسلحة المصرية ومن ورائها مخابراتها أو بعض دول الخليج حيث ملايين من البشر تحت صفة بدون جنسيات والسودان وأرضه من بين امنياتهم وطنا بديلا ، الامريكان في ورطة كبيرة لإعادة توطين من حارب معهم من الافغان ، دول أوربا تحاول وقف الهجرات البشرية اليها من مواطنين من القرن الافريقي يستخدمون أراضي السودان كمحطة انطلاق وأوربا تأمل في السودان وطنا للمهاجرين بعيدا عن شواطئ أوروبا، جميعها حسابات يجب أن يأخذها صناع السياسة في السودان ويعيدون النظر الي الارض في السودان برفع قدرها واحترام التعامل في تخصيصها وتوزيعها والسماح باستضافة اللاجئين لفترات محددة ووضع قواعد ضبط اقاماتهم ثم اعادتهم الي بلدانهم الاصلية .

الارض في السودان يجب أن تشرف عليها وزارة مركزية تضع السياسات والإشراف علي تنفيذها حيث أثبتت التجارب أن الفقير الذي يمتلك الارض يصبح من الاثرياء ويقترب من مجالس أهل الحل والعقد وهو بالأمس القريب المعدم الذي يشاطر زميله في تدخين لفافة  سيجارة برنجي الارخص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليق واحد

  1. كلامك عين العقل والمنطق لكن للاسف لا يوجد مسئول وطني وشجاع لان اغلب مسئولينا اجانب حيث لا وطنية ولا ضمير ونحنا في السودان من الاستقلال اصابتنا متلازمة الفشل كان الله في عوننا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..