هلال النيل الابيض الخصيب (السلام- الجبلين – تندلتي) امكانيات

المحليات الثلاث تقع ضمن مناخ السافنا الغنية وهي تمثل حدود ولاية النيل الابيض الجنوبية والغربية مع دولة جنوب السودان وجنوب كردفان وشمالها علي التوالي وولاية سنا اقصي شرق الجبلين وتحتوي علي اخصب اراضي الولاية علي الاطلاق ويصل فيها معدل الامطار 700 مل احيانا و 600 للمعدل الطبيعي تتميز المحليات الثلاث بانتاجية عالية من المحاصيل لاسيما الذرة والحبوب الزيتية والقطن في المشاريع المروية سابقا وتضم 70% من ثروة الولاية الحيوانيه وتتميز باسواق تقليدية للغلال والماشية واخيرا اكتشف حقل نفطي بمحلية السلام بمنطقة (الراوات ) وتحتضن احداها اكبر مصنع للسكر في السودان. سمة انسان هذه المحليات البساطة والخير .
وضعت الاقدار السياسية محليتي الجبلين والسلام علي حدود دولة ودولة مضطربة محتربة وفاشلة بالمفهوم السياسي للدولة الفاشلة وهذا الوضع القي ويلقي بظلاله علي المحليتين تهديدا امنيا مباشرا ولجوء واضطراب ووضع صحي وبييئ موبوء وملوث حيث تنتشر الامراض المعدية (الايدز والجرب والدرن المقاوم وغيرها من امراض) .
المحليات الثلاث ورغم انتاجيتها العالية الا ان جميعها تشترك في تردي خدمي وبييئ خطير يقتضي تدخل الجميع وهو تردي فوق قدرة حكومة الولاية لان هنالك تداخلات ادارية وتحديات فرضتها المستجدات الامنية والسياسية والانسانية فاللاجئين مثلا يشتركون مع انسان منطقتي الجبلين والسلام الخدمات المعدومة والمأكل والمشرب البائس فتعتمد اغلب المناطق الحدوديه علي الحفائر الموسمية تشاركهم وردها ماشيتهم وبعدها يلجأون لحفر ابار عميقة للحصول علي جرعة ماء تكلف اطفالهم الساعات الطوال وتتسبب في تشردهم عن الدراسة وقد شاهدت فيديو مؤلم لثلاث يافعات في سن الفصل الثالث والرابع يقلن انهن :هجرن الدراسة لان لا احد يوفر الماء لاسرهن فيديو يقطع نياط القلب والوضع من ناحية السقيا يقتضي مجهودا جبارا لايصال المياه لتلك المناطق مهما كلف فالمجهود الاهلي قاصر فلابد من التفكير في شق ترع بصورة علمية لتوفر السقيا وتسهم في اضافة عروة تساعدهم علي الاستقرار.
احتياجات مشتركة بين الولايات الثلاث:
1/ طريق دائري يربط هذا الهلال التنموي الهام من اقصي غربه الي اقصي شرقه ليسهل عملية التواصل والرقابة الامنيه اضافة لربطها بالطريق القومي.
2/ توصيل الكهرباء بامتداد هذا الطريق لان الاضاءة اقوي مدعمات تحقيق الامن ومراقبة الحدود.
3/ ولائيا ان يتم انشاء مكاتب متابعة في ارياف المحليات الثلاث ينتقل اليها مجلس الوزراء الولائي دوريا للتعرف عن كثب علي احتياجات المواطن وتحسس نبضه والمساهمة في تقوية الاواصر بين المجتمعي والرسمي وخلق توأمة ادارية ودستورية.
4/ دعم الادارة الاهلية في هذه المحليات وتأهيلها ومراجعتها لمقابلة الحاجة الضرورية لان طبيعة معيشة القبائل في تلك المناطق (رعوية وزراعية ) مسارات رحل وليس هنالك حدود فاصلة بين الزراعي والرعوي مما يجعلهم عرضة للاحتكاك فوقائيا هذه النقطة هامة.
5/ تشبيك اجتماعي بين مكونات ولاية النيل الابيض من اقصي شمالها الي اقصي جنوبها اعني حضور فئات النشطاء والادارات الاهلية والكيانات الدينية وشباب الولاية من محليات الولاية الاخري لاي فعالية تقتضي الحضور وهذه خطوة تقوي النسيج الاجتماعي وتدعم ممسكات وحدته.
6/ المحليات الثلاث تقتضي عناية خاصة من مؤسسة الرئاسة زيارة وتمييزا تنمويا ايجابيا فالمحليات عاليه بقليل اهتمام بمواردها ستبني ذاتها وتشكل سلة لغذاء الولاية باكملها ولا ابالغ ان قلت انها ستسهم في الدخل القومي والصادر فهي محليات خزانة خيرات.
7/ عناية اعلامية لعكس واقع المحليات للمنظمات والخيرين ورجال المال والاعمال لتبني المشاركة في تنميتها لاسيما مجالي التعليم والصحه فتح فرص لفئة الخيرين لبناء مرافق تحمل اسماءهم لتشجيعهم .
مجهود املته علينا الظروف الواقعية وقراءة نبض المجتمع هناك فاضطرنا لالقاء الضوء علي هذه المناطق التي تمثل وضعية استراتيجية هامة للسودان بأكمله فمزجنا بيان الامكانيات والمطلوب والتحديات اسميها نقاط وقائية.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية الأخ محمد علم الهدى، على اثارة هذا الموضوع المؤرق، هذه الولاية المنسية، أو المنكوبة بولاة لا يستشعرون حاجة أهلها ولا مساعدتهم لاستغلال خيراتها الظاهرة والباطنة، ونرى المنطقة كل عام يتدهور حال أهلها من سيء إلى أسوأ، بينما ارضها غنية بخيرات كثيرة بحاجة فقط لمن يلتفت اليها. ولو عمل القائمون على أمر هذه الولاية على توفير دراسات للفرص الاستثمارية المتوفرة في أرضها وعززت بالنشاط الاعلامي لصارت هذه الولاية في سنوات قليلة من أغنى ولايات السودان، ولتقاطر عليها المستثمريون من كل حدب وصوب، ولنهضت من سباتها الطويل.
    أثرت في شجونا أليمة.. ففي العام 2012 وأنا في زيارة لأهلي في القرى المتناثرة من سليمة شمالا الى ابو ركبة وطيبة والهشاب وأبو عمبج وام قيلو جنوبا، يرافقني مجموعة من الأهل من كل قرية، كان ذلك في بدايات الرشاش أوائل شهر يونيو حيث بدأت تباشير الخريف بهطول بعض الامطار المتفرقة الخفيفة، وأثناء مرورنا بجوار احدى القرى استوقفني منظر تلك الفتاة التي كانت جاثية على ركبتيها في منتصف طريق مرور العربات، تصور ماذا كانت تفعل على قارعة الطريق، إنها تغرف بعض الماء العكر المتجمع على باطن مجرى عجل العربات القديم.. تغرف وتصب على باقتها وهي على بعد قرابة نصف كيلو من القرية.. لحظتها غالبني الدمع، بل وما يزال حتى هذه اللحظة وكل ما ذكرت ذلك المشهد الأليم، ماء، أبسط متطلبات الحياة وأهمها…،لا أزيد، وأظنك أدرى مني بآلام المنطقة..
    وللحديث بقية..

  2. لك التحية الأخ محمد علم الهدى، على اثارة هذا الموضوع المؤرق، هذه الولاية المنسية، أو المنكوبة بولاة لا يستشعرون حاجة أهلها ولا مساعدتهم لاستغلال خيراتها الظاهرة والباطنة، ونرى المنطقة كل عام يتدهور حال أهلها من سيء إلى أسوأ، بينما ارضها غنية بخيرات كثيرة بحاجة فقط لمن يلتفت اليها. ولو عمل القائمون على أمر هذه الولاية على توفير دراسات للفرص الاستثمارية المتوفرة في أرضها وعززت بالنشاط الاعلامي لصارت هذه الولاية في سنوات قليلة من أغنى ولايات السودان، ولتقاطر عليها المستثمريون من كل حدب وصوب، ولنهضت من سباتها الطويل.
    أثرت في شجونا أليمة.. ففي العام 2012 وأنا في زيارة لأهلي في القرى المتناثرة من سليمة شمالا الى ابو ركبة وطيبة والهشاب وأبو عمبج وام قيلو جنوبا، يرافقني مجموعة من الأهل من كل قرية، كان ذلك في بدايات الرشاش أوائل شهر يونيو حيث بدأت تباشير الخريف بهطول بعض الامطار المتفرقة الخفيفة، وأثناء مرورنا بجوار احدى القرى استوقفني منظر تلك الفتاة التي كانت جاثية على ركبتيها في منتصف طريق مرور العربات، تصور ماذا كانت تفعل على قارعة الطريق، إنها تغرف بعض الماء العكر المتجمع على باطن مجرى عجل العربات القديم.. تغرف وتصب على باقتها وهي على بعد قرابة نصف كيلو من القرية.. لحظتها غالبني الدمع، بل وما يزال حتى هذه اللحظة وكل ما ذكرت ذلك المشهد الأليم، ماء، أبسط متطلبات الحياة وأهمها…،لا أزيد، وأظنك أدرى مني بآلام المنطقة..
    وللحديث بقية..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..