مقالات، وأعمدة، وآراء

من المتمة الي مأرب في اليمن .. من هنا مر الجنجويد

د. حامد برقو عبدالرحمن

1.ربما أعتذر من عضو مجلسنا السيادي السيد محمد حسن التعايشي على استخدام لفظ الجنجويد ، اللفظ الذي هدد بشأنه صاحب المنصب التشريفي الشعب السوداني من مغبة مجرد النطق به. هذا برغم خشيتنا المشروعة بأن يكون الاخ التعايشي نفسه قد تجسّر زعم المعاناة من جرائم الجنجويد للحصول على جواز الملكة أليزابيث .

2.في بواكير الأزمة السودانية في دارفور كتبت في موقع سودانيز اونلاين محذراً و مذكراً بأن ما يحدث في دارفور من جرائم الجنجويد هي نسخة و امتداد للجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا في المتمة قبل أكثر من القرن جفت الدماء و لكن لم تجف الدموع من مقالي أحفاد شهداء المتمة – و كلنا أحفاد اولئك الشهداء .

يقيني ان الهاجس النفسي أو على الاقل التحفظ الذي دام لعقود بين مكونات الشعب السوداني في شمالنا النيلي و غربنا مبعثه مذبحة المتمة، و في ذلك تعميم مخل و مجحف اضر أيم الضرر بحملتنا الوطنية .

فالضحايا سودانيون عزل سواء كانوا في المتمة أو جبل مرة أو الجنينة أو شوارع الخرطوم ، بينما المجرمون الأوباش والمتعطشون للدماء ملة واحدة وإن اختلفت الحقب .

3.العقيدة القتالية للجيش الباكستاني تقوم على حماية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة و لمدينة المنورة كأولوية قصوى ثم حماية الشعب و التراب الباكستانيين في المقام الثاني (يا لها من عظمة).
مع ذلك لم يشترك الجيش الباكستاني والذي يعتبر الجيش العاشر عالميا من حيث القوة في الحرب التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الشعب اليمني .

لم يجد الباكستانيون ما يهدد الحرمين الشريفين ، رغم إدراكهم لمخططات حكومة الملالي في طهران
أما مصر عبدالفتاح السيسي والتي قواتها مازالت في الطريق (اي مسافة السكة) كما تفضل الرئيس المصري قبل خمس أعوام ؛ قد اتعظت من تجربة عبدالناصر الفاشلة في اليمن .

4.أما الرئيس البشير الذي صنع مليشيا الجنجويد لمحاربة حركات الكفاح المسلح اولا ثم قام بتقنينها بلي عنق القانون و ذلك لحماية نفسه من الجيش السوداني ومن المعارضة داخل حزبه المؤتمر الوطني؛ وجد في الحرب على الشعب اليمني ضالته في ظل الأزمة المالية والعزلة الدولية والأقليمية التي كان يعيشها في بعض دول غرب افريقيا رأيت وبأم عيني كيف كان الشباب من تلك الدول يتركون اعمالهم كسائقين و عمال أشغال شاقة للسفر الي السودان بغرض الإنضمام للأفواج التي ترسل الي اليمن لقتل الناس هناك من اجل حفنة دولارات يجنيها البشير واعوانه.

5.أحزنني ما كتبه الجسور والبروفيسور زهير السراج يوم أمس الاول في معرض مطالبته بالانسحاب من اليمن عندما وصف المشاركين في جرائم القتل هناك بقواتنا.

أخي زهير السراج؛ هؤلاء الأفراد ليسوا من قواتنا السودانية انما هم من مليشيات الرئيس المخلوع والذي تاجر بها ردحاً من الزمان ليشرب البشير نفسه من الكأس الذي سقاه للآخرين وليواصل البعض جني الدولارات الملطخة بدماء اليمنيين بينما السودانيون الذين ما ذكر الشرف ولا الكرم إلا ذكروا ؛ يجنون العار بين الشعوب والأمم.

6.وبصرف النظر عن تفسير البعض للدوافع؛ قد لعبت قوات الدعم السريع دوراً مهماً في الإطاحة بنظام البشير ومازالت تساهم في حماية الثورة السودانية من تهور العسكريين الإنقلابيين والمدعومين من قبل فلول النظام البائد ؛ إلا أنني انصح أخي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، بإنهاء تواجد المقاتلين بإسم السودان في اليمن وتنقيح قوات الدعم السريع من الأجانب القادمين من دول غرب افريقيا مع دمج العناصر السودانية من قوات الدعم السريع في قواتنا المسلحة .

سيدي رئيس المجلس السيادى لقد بلغتك !!
و الي حين قيامك بتلك الخطوات؛ دعني أبحث عن كلمات أعتذر بها من الشعب اليمني.

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. يا دكتور برقو ،
    يا دكتور برقو ،
    هذا مقال ذو وجهين ،
    الوجه الأول : تنديد بالمجرمين الجنجويد ،
    والوجه الثانى : تمجيد للمجرمين بقوات الدعم السريع ،
    وفى المقال إستغفال وإستهبال على قراء المقال ،
    وكأنهم لا يعرفون : Who is who .
    وكأنهم لا يعرفون المجرم ، معتاد الإجرام ،
    من تسميه : ” صاحب المنصب التشريفي ”
    الذى يهدد الشعب السودانى ” من مغبة مجرد النطق ” بإسم الجنجويد !

    1. لأ أستقلال ولا امن ولا عداله ولا تنميه ولاسلام ولا ديمقراطيه ولا بطيخ في ظل وجود حميدتي ومليشياته البربريه التي اغتصبت كنداكات السودان ،ورقصت علي جثث الشباب في القيادة العامة للجيش

  2. اخي الأكرمRiver Nile
    تحية طيبة
    لا إزدواجية وجوه في المقال المتواضع الذي بين يديك

    كل ما في الأمر انني اتجنب و بقدر الامكان احكام الخير و الشر المطلقين .

    الذي كنت أريد قوله من خلال المقال :
    1- ان قوات الدعم السريع و بصرف النظر عن دوافعها لعبت دوراً مهماً في انجاح الثورة السودانية و انها مازالت تلعب القدر نفسه من الأدوار من اجل منع أي تهور قد يقوم به العسكريون الانقلابيون .

    2- تواجد قوات الدعم السريع في اليمن جريمة و وصمة عار يجب انهاء وجودها هناك

    3- مكونات قوات الدعم السريع ليست كلها وطنية سودانية ، فلابد من ابعاد العناصر الأجنبية
    4- وجود قوات موازية للجيش الوطني امر غير مقبول .لذا فلابد من دمج ما تبقى من قوات الدعم السريع الي القوات المسلحة مع توزيع افرادها و ضباطها بين فرق و افرع قواتنا المسلحة بالأسس العسكرية المتعارف عليها.

    5- ليس من حق عضو مجلس السيادة السيد محمد حسن التعايشي ان يمنع السودانيين من إستخدام لفظ الجنجويد
    لأن الجنجويد مجرمون قتلة.
    بل ربما يكون هو السيد محمد حسن التعايشي نفسه قد قدم في مرافعته لنيل الجواز البريطاني بأنه ضحية لجرائم الجنجويد.

    6- إستعان البشير بالمجرمين الجنجويد (و هم عماد قوات الدعم السريع) لمحاربة اعدائه لكن إنقلب السحر على الساحر ليزف الي سجن لاهاي خلال الايام القادمة.

    7- طالما انا ادعو الي دولة المؤسسات بدءاً بالقوات المسلحة ؛ هذا يعني ان القانون سوف يكون فوق الجميع ، بذلك يمكن محاكمة اي فرد أو جماعة ارتكبت بحق الاخرين اي جريمة منذ العهد البائد .

    ذلك كل ما أردت قوله

    ………..

    صوبني رحمك الله

    حامد

    1. الجنجاويد هم ضد هذه الثوره العظيمة ايضا هو المهدد الوحيد للثوره والسودان كافه

  3. انت بتشرك و تحاحي مالك اولا المليشيات التي تقاتل في اليمن لم تعد مليشيات المخلوع البشير بل هي مليشيات الجنجويدي حميدتي و هو من احضرهم من اي ارض كان غرب افريقيا او خلافه
    ان تقول ان جنجويد الدعم السريع لعبوا دور في الاطاحة بالبشير فهدا قول مردود و ابتزاز ظل يردده حميدتي فالكل يعلم ان الجنجويد هم من دعم البشير الي اخر لحظة و كانوا عصاه التي يبطش بها و كلابه المطيعة و كلنا راينا مشهد جلد الشيخ الكبير في السجانة و من قام بهدا الفعل و كل الجرائم الموثقة في دارفور و عندما احس الجنجويدي الذي لا عهد له انها النهاية ببساطة قفذ من المركب الغارق ليتعلق بالثورة و يواصل اجرامه و نهبه لثروات البلد
    ثم ماذا تعني بتنقيح قوات الدعم السريع فانت هنا تدعو صراحة لاستمرار وجودها و الرضا بالامر الواقع و و هو امر مرفوض بكل المقاييس فما نصبو اليه هو جيش واحد قومي الهوية لا يقتل مواطنيه تكون الترقيات فيه حسب التاهيل و الكفاءة و ليس القبلية و القرابة جيش يخلو من اصحاب السوابق من قتلة و مغتصبين و قطاع طرق وفوق ذلك جهلة

  4. غلبوكم ياناس قوز دنقو دايرين تحرشوا عليهم ناس المتمه ؟من باب انا واخوى الكاشف ..اكلو ناركم ساى بلاش استهبال

  5. يادكتور برقو ،
    لن يجدى أبداً الإلتفاف حول الحقيقة ،
    الجنجويد هم قوات الدعم السريع ،
    وقوات الدعم السريع هي الجنجويد ،
    والرابط بينهم هو الإجرام ، والعنصرية ، والعمالة ، والإرتزاق .
    وإذا كان هناك فرق بين الإثنين أرجو توضيحه ،
    وإذا كان هناك فرق بين من إرتكبوا مذابح دار فور منذ عام ٢٠٠٣ ،
    وحتى اليوم ،
    وبين من إرتكبوا مذبحة فُض الإعتصام فى يونيو ٢٠١٩ ،
    نرجو أيضاً توضيحه لنا .
    وأنت أدرى بما هو صواب إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..