أخبار السودان

ديوم الافغان في بلاد السودان

أسامة ضي النعيم محمد

هي حظ السودان من قسمة مخلفات حرب أمريكا ودخولها بلاد الافغان ، من تورا بورا الي مقتل أسامة بن لادن ثم محادثات الدوحة لإعادة طالبان حاكما علي أفغانستان، رحلة تكبدت فيها أمريكا كثيرا ولم تكسب الا عداء الشعبين الامريكي والأفغاني ثم خرجت أمريكا تجر خلفها من المشاكل ما علمه عند الله ، هاهم الافغان الخونة الين ناصبوا حكم طالبان العداء يتعلقون علي أجنحة الطائرات الامريكية هربا من بلادهم وحاكمها الاخ اللدود طالبان العصر، في القسمة والتقسيمات بعضها بليل بعيدا عن الانظار والقليل منها من مخرجات محادثات الدوحة ، كان حظ السودان تحميله استضافة عددا من الافغان المدبرين من ديارهم،  الوفاء لمن حالف الأمريكان من الافغان هو وعد أمريكا التي لا تملك أراضي في السودان وأصبح تعهدها لهم حقيقة تعلنه حكومة السودان بقبولها لجوء جمهرة من الافغان الي بلاد السودان.

في بلاد الدنيا الاخري تعقد الاتفاقات والعقود بالتزامات واضحة علي جانبي مسودة الاتفاق شفاهة أو مكتوبا وموثقا ، الوعد أيضا اتفاق يحمل شرطا وجوابه  ، وقبول حكومة السودان لاستضافة الافغان في ديار السودان لا يخرج عن ماهية الاتفاق والوعد باستثناء خلو صحيفة الطرف الثاني من اية التزامات عليه، حق الضيف علي مضيفه  كما هو عند العرب يمتد لأيام ثلاث  ولا أظن أن الافغان سيقتصر فبولهم لتلك الفترة فقط ، فترة الاستضافة في حال لجوء الافغان لبلاد السودان لا يملكون هم تحديد أجلها اذ لا حول ولا قوة لهم، أمريكا تغير زعاماتها كما يغير الثوب ولا تقف تعهداتها علي بنيات تشد بعضها بعضا وما نقض الاتفاق النووي مع ايران ببعيد ، مع تلك المعطيات يجئ وعد استضافة السودان للجوء الافغان بنفقات يتحملها وحده شعب السودان لمقابلة تبعات الاطعام والأمن والتعليم والعلاج وجائحة كورونا والمشاركة مع السكان الاصليين في الارض والماء لسنوات لا يعلم مداها الا الله.

هل تحسبت حكومة السودان لتوزيع جماهير الافغان الهاربين علي خريطة السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، في أي حاكورة أرض في دارفور سيتم توطين الافغان الذين يقع توزيعهم في اللجوء الي إقليم دارفور، هل يمنحون مشاريع زراعية في مناطق القضارف والقلابات والدالي والمزموم لزراعة الذرة والسمسم ويقاسمهم المواطنون تلك الاراضي بروح طيبة ولآجال غير محددة ، من يتم توطينهم في الحدود بين السودان وأثيوبيا هل سيكون لهم الحق في زراعة أراضي الفشقة ، غابات الهشاب والطلح في كردفان والنيلين الابيض والأزرق حيث تنتج تلك الغابات الصمغ وتعود ملكيتها للأهالي منذ بدء الخليقة وظهور الحياة علي أرض أجداد أولئك السكان ، هل سينال الافغان قسمة من العمل والمشاركة في ملكية ذلك الحلال.

لجوء البشر أفغان أوغيرهم أو قل استضافتهم في ديار ما تحتاج الي نفقات يتحملها المضيف والضيف هنا مستجير لا يملك الا ما يستر عورته ، من يتحمل مع حكومة السودان نفقات الاطعام والتعليم والمداواة وتوفير أطباء ومستشفيات ومتطلبات جائحة كورونا ، حكومة السودان كما يشهد العالم طرا خرجت بعد ثورة ديسمبر 2018م لا تملك الا أقل من مائة الف دولار كما صرح بذلك البشير فمن أين لخزينة دولة السودان دولارات تقيم أود آلاف الافغان ومعالجة مرضاهم ولسنوات يسكت الجميع عن عدها ، العالم ليس جمعية خيرية فها هي أمريكا تقف في حلق شعب السودان الفقير المعدم مطالبة بفك رقيته بمبلغ ثلاثمائة وخمسة وعشرون الف دولار مقابل البدء فقط لتحليل شعبه من قائمة الارهاب وتعويض ضحايا من قتلهم النظام البائد ، حاجة وطلب أمريكا لاستضافة الافغان والتغطية علي جرائمها في بلاد الافغان تودها أمريكا خدمة بلا ثمن أوحتي دفع مقابل تتحمل فيه عبء نفقات الاطعام والإيواء علي جمهرة الخونة من الافغان. 

ديوم الافغان في الخرطوم وام درمان وبحري ومدني وكسلا والفاشر والأبيض وبقية مدن السودان هي ظاهرة الاحياء والمدن التي تضع الحكومة الانتقالية الان أساسها بقبول استضافة اللاجئين الافغان يتساو ديمهم مع ديم التعايشة وديوم بحري ، المنصة التي أطلقت الوعد ومهدت لقبول حكومة السودان نصبت  من  ناتج تحالف مشبوه مع  بعض دول الخليج بايعا زمن أمريكا، جميعه  بلا ثمن تدفعه أو شوكة يشاكها الشعب الامريكي وحكومته، ما زالت الفرصة أمام السودان ليطلب من أمريكا اعداد أطباء وكوادر طبية ومعلمين لغات وخبراء من شباب السودان تحملهم عائدة الي أمريكا ذات الطائرات التي تفرغ حمولاتها من الافغان الهاربين وتوزع السلطات الامريكية شباب السودان علي جامعاتها من هارفارد ويل الي وست بوينت ، تلك من متطلبات الاعداد لاستضافة الافغان تتبعها أمريكا بمساعدات مالية وعينية سنوية يجيزها الكونغرس الامريكي كل أربع سنوات لتغطية فترة الرئيس الامريكي الجالس ثم تجدد لفترة مماثلة لصالح مقابلة ديوم الافغان في ديار السودان .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]

تعليق واحد

  1. العنصرية السودانية تتجلي في ابهي صورها في مقالك
    شعب مسلم مثلك لا تتحمل عدد قليل من لاجءينه فقط لانه ابيض اللون اما التيجراي المسيحيون فتتحمل اي عدد منهم لانهم سود مثلك ليكن في معلومك انكم ستتحملون الافغان وانتم صاغرون الموضوع لايرجع لكم من الاساس انت الان تدور في فلك امريكا واسراءيل اسقاط ديونك ليس بدون مقابل والمساعدات التي تتلقاها من الغرب ليست بدون مقابل
    سبحان الله لا تتحملون عدد بسيط من الافغان وانتم الملايين منكم يعيشون في دول اخري ويستفيدون من الخدمات المدعومة فيها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..