من ينصف كفاءة أبناء الهامش.!!

أحمد جبارة
ظل سكان مناطق الهامش المنسي والبعيد عن المركز وتقاطعات المصالح التي تخدم طبقة الاوليجاركية السابقة المُستنفذة والمُهدرة لثروات البلاد الجاري الآن تفكيك نظامها البائد، ظلوا يعانون الامرين، أولاً؛ من حيث تَدني الخدمات الاساسية الاولية من صحة وتعليم زيادة على ماعانوه من ويلات النزاع المسلح والتهميش والافقار المُتعمد والنزوح المستمر عبر سنوات طال بها الامد حتى لاح فجر الثورة المجيدة،وثانياً؛ من خلال إِنكار الناس عليهم مواهبهم وتمييزهم وتفوقهم العلمي إن هم اظهروه! لا لا شئ سوى انه كسروا قوالب مجتمعية جاهزة وانماط فكرية هالكة ومتحجرة، ترتاح عند وَصم سكان تلك المناطق بالتخلف والبدائية، والتاريخ هنا هو خير شاهد قد سجل لابنائها عادة في حفظ القرآن كاملاً و طلب العلمي الشرعي بشد الرحال إلى المضارب البعيدة حتى سُمي احد اروقة الازهر الشريف المعروفة برواق السنارية! وكم من اوائل للشهادة السودانية في مرحلتي الاساس والثانوية من مناطق السودان شرقاً وغرباً، ولهم من القصص ما يملء النفس فخراً بجدهم ومثابرتهم وتفوقهم برغم تواضع المنازل التي خرجوا منها ولكن كانت انفسهم عامرة بالطموح المُستحق بمعنويات لا تعرف المستحيل.
اليوم نَبغ وتَفوق وتمّيز ابناء تلك المناطق مره اخرى في واحده من اهم مشاهد الخدمة المدنية في الوقت الراهن عبر اجتيازهم لاختبارات متنوعة بين مقياس الذكاء والتفكير المنطقي، الى امتحان تحريري كان من الصعوبة بمكان كما سمعنا ممن جلسوا له، الى معاينة شفهية اعتمدت على المهارات الشخصية وقوة الاقناع، اجتازوا كافة تلك الاختبارات بتفوق وتميز وكفاءة، ليشاركوا بنفوس طيية في بناء سودان المستقبل والدولة المدنية المهنية التي تسع الجميع عبر العمل بوزارة الخارجية، ولكن للاسف تعالت اصوات من هنا وهنالك وقد حاكت ما يحلو لها من حجج واهية ونظريات مؤامرة مفبركة لتنقص من قدر ابنائنا التي شهدت لهم هذه المنافسة بالكفاءة والتمييز و لتنغص عليهم فرحتهم بما نالوا، عبر تضليل الرأي العام بمعلومات مغلوطة تقول ان هذا النيل والكسب لم يتم الا عبر محاصصة سياسية ومناطقية وما الى ذلك! وكل هذه ادعاءات واقاويل كاذبة، عارية تماماً من الصحة!
هذا الفصل الجديد في تاريخ السودان الذي نعيشة اليوم، ربما هو ليس الربيع بعد، ولكنه قَدِم بعض فصل مر حزين مؤلم عاصرناه بعد جرح غائر أصابنا جميعاً من بعد افراح الثورة، توجب علينا جميعاً ان نتحمل ونحمل مسئولياتنا تجاه هذا الوطن وبناء الدولة المدنية التي تحقق لنا ثورتنا، التي شاركت فيها كل اقاليم السودان راكبين راجلين في مشاهد لا تنسى متعدده من قطر عطبرة وموكب الميارم ومقاومين كل اذيال العهد البائد في مواكب لم تتوقف الا عند تحققت الثورة وسقط النظام السابق.
واليوم ونحن في عهدة الدولة المدنية عاملين على تحقيق اهداف الثورة “حرية، سلام، عدالة” حيث يتساوى ابناء الوطن الواحد من كل اقاليمه عبر التنافس الشريف لاستحقاق شرف العمل في خدمته بجدارة عبر معيار الكفاءة فقط ولا شئ غير الكفاءة في رغبة صادقة من اغلب من تنافسوا-الا قلة كانت للاسف الاعلى صوتاً-في تحقيق القيم الثورية التي زرعتها الثورة عميقاً في نفوس السودانين، ولكن اليوم بعد كل هذه المسيرة بين الثورة والسعي الجاد والكد، يَقطع عليهم الطريق الساسة باساليب وادعاءات ملتوية لا تكاد تنضب كما يقول المثل “ياما في الجراب ياحاوي”، مستنكرين على ابنائنا وبناتنا مقدراتهم العقلية الفطرية التي حباهم الله بها، إضافة الى التنقيص من كفائتهم معتبرين ان نيلهم لمثل هذه الوظائف لا يتم الا عبر محاصصة سياسية كما يرتضونها هم وحدهم، إضافةً الى ان وثيقة جوبا التي اختطت فصلاً جديداً من فصول السلام في بلادنا قد كفلت حق التوظيف لأبناء الهامش في العمل العام بعد طول حرمان في ازمنة النظام البائد التي لن تعود، ولكن هنالك عصبة من اصحاب المصالح السياسية اليوم لا يريدون فقط تعطيل دولاب العمل العام متلاعبين بمصائر البلاد والعباد كيفما شاءوا وكيفما وافق مصالحهم واهوائهم بل يلعبون النرد مستهترين بإتفاقيات سيادية هي صمام أمان لأمن واستقرار وسلامة هذا الوطن،ضاربين بعرض الحائط كل المعايير المعمول بها دولياً وناسفين كل جهة محايدة عملت في هذا الملف من جامعة الخرطوم متهمين اياها زوراً بالمحاباة لأبنائها والمفوضية بالتدليس جُزافاً دون اي بيّنه؟! ولم يكفهم كل ذلك بل تطاولوا ما استطاعوا على زملائهم ورصفائهم شتماً وتنكيلاً وتنقيصاً، هل من يفكر بهذه العقلية مؤهل لتمثيل السودان في المحافل الدولية؟ وهل نرضى نحن السودانيين أن تمثلنا هذه العقلية المكافيلية الطفيلية التي تتطاول على الناس دون رادعٍ او وازعٍ اخلاقي؟!
وبالمقابل خاطبنا المختارين ببيان رصين يرفعون فيه الظلم عن انفسهم، وشاهدناهم والتقيناهم وهم يتكلمون دوماً متأدبين متعقلين دون اساءة او تجريح لجهة رسمية او شخص بعينه؟! هنا السؤال يطرح نفسه بنفسه، أي مستقبل للسودان نريد؟ سودان فيه مزيد من التشاكس على حد تعبير السيد رئيس الوزراء د.حمدوك؟ ام سودان نتحرك فيه الى الامام نحو الديموقراطية عبر الحفاظ على مكتسبات الثورة واحترام المؤسسية والمهنية وتحقيقاً لاتفاقيات السلام، لذا فإن واجب المسؤولين والاعلاميين وأصحاب الرأي وقادة المجتمع أن يعيدوا النظر بتمعن، حتى لا يقعوا في ظلم أو انتقاص حق، فالتعجل وتغييب الحكمة و ظلم الناس مهلكة بل محرقة لسودان ما بعد الثورة.
السيد الكاتب احمد جبارة لمن تشكو وكل حكام اليوم هم من الهامش
الذى تكتب عنه علما بأن كل ناس الهامش دخلوا الخرطوم فاتحينكاسلافهم وهمششششوها
شكرآ جزيلآ الكاتب المتميز احمد جباره انت الوحيد من بين الكتاب الذي فهم الموضوع بعمق ، ما يتم الان عبارة عن مسرحيه سيئة الاخراج حيث عمد الآله الاعلاميه لطمث الحقائق وتضليل الرأي العام بأن الذين تم اختيارهم فاشلين وكذا ولكن لأول مرة تخرج قائمة المختارين للعمل بوزارة الخارجيه بعدد مقدر من أبناء الهامش السوداني وهذا يؤكد بأن لو اتيحت فرص شفافه ونزيحة يستطيع أبناء الهامش تقلد وظائف مهمه في الدولة السودانيه فلابد من إرسال التحيه للجنة التي اجرت المعاينه بقيادة السفير جمال الشيخ سفير السودان باديس ابابا حيث تم تطبيق المعايير المطلوبه للدبوماسيون والقائمة المختاره تتسق تماماً مع توجهات الثورة السودانيه التي تجسدت في الاعتصام في ساحة القيادة العامه حيث لم يكن هناك تفرقه بين اقاليم السودان المختلفه ولكن نرى الان نفس الحرس القديم يبذل جهودآ مضنيآ لنسف هذه القائمة المختاره واستطاع استمالة الرأي العام بالتدليس والقفز على الحقائق اتمنى من الله عز وجل أن يوفقك وتكون المدافع عن الحقوق وأرجو أن أرى الآخرون يكتبوا بنفس ضميرك فأنت في ساعدك لوحدك مدافعآ عن الحق في حين صمت الآخرون في معارك الكرامة التي لا تستوجب الصمت