أنهار السماء تسكت مفاوضات سد النهضة

أسامة ضي النعيم محمد
فيوضات السماء بإذن الواحد الاحد تخرس الالسن بأمطار تنهمر علي السودان وفيضانات أنهاره لم تشهدها البلاد منذ مائة عام ، هو قول الحق عز وجل وإشاراته لمن له عقل يتدبر في المنح والعطايا التي يرسلها الله الي أهل السودان ، تقف محادثات سد النهضة بين حجج مصر التي تنافح عن حقها في مياه النيل ومصر هبة النيل ، حجج السودان في الية تشغيل سد النهضة وعلومها ، أثيوبيا هي بحيرة تانا والهضبة الاثيوبية كما يري حكامها ، جدل ومناورات حربية ومحادثات اقليمية في أروقة الاتحاد الافريقي تنتقل درجة الي مجلس الامن ثم ترتد والعرب وجامعتهم يصطفون مع وخلف مصر أم الدنيا والقول عندهم ما جاءت به قاهرة المعز.
يرسل الله من الامطاروالفيضانات ما يقطع به صخب محادثات سد النهضة ، تغرق بعض ديار أهل السودان وتتحسب مصر من تغير المناخ بسبب غزارة المياه في أرض السودان وما يسببه خروج الانهار عن السيطرة ، الاشارة واضحة أن أرسل الله أنهارا من السماء وما نحن لها في السودان بخازنين ، كمية الامطار وما جادت به الفيضانات في أنهار وأودية وخيران السودان تحتاج الي من يعد ويحسب ليقارن بين ما حملته وجادت به السماء من أمطار تعادل مياهها وتزيد علي مياه النهر الذي يتنازع علي مياهه القوم في مصر والسودان وأثيوبيا.
في محادثات سد النهضة تتنوع الاهتمامات والأطماع، أثيوبيا تطمح الي اطعام شعبها بتسخير الكهرباء الذي ستولدها من سد النهضة ، الافواه التي تنتظر الاطعام تتزايد علي العدد الحالي الذي يصل الي مائة وعشرة مليون نسمه ، مساحات الاراضي الصالحة للزراعة لا تقارن بحاجة أثيوبيا من المنتجات الزراعية ، مصر تسعي الي تخزين المزيد من المياه لمقابلة الزيادة السكانية علي ما عندها حاليا من مائة وعشرون مليون من السكان في رقعة زراعية تضيق بفعل تمدد المدن العسكرية ومنشآت العدة الحربية ، في السودان يقف المفاوض حائرا بين الجانبين ، بلاد السودان لها مساحات من الاراضي الزراعية الخصبة صنفت عالميا بسلة غذاء العالم من بين دول قليلة في العالم، الاربعون مليون نسمة من سكان السودان يتوزعون علي أراضي بحجم قارة بنسبة الكثافة السكانية وللسودان مناخات الصحراء والغابات ومناخ البحر الابيض المتوسط .
فيضانات الانهار وما جادت به ارادة المولي عز وجل من أمطار في هذا العام ، فرقت بين الاهتمامات في محادثات سد النهضة ، رسالة لأثيوبيا أن تمضي في مشاريع توليد الكهرباء وسيرسل الله فيضانات تعوض النقص في جريان النهر ، فلتكن الكهرباء لتحقيق أثيوبيا لإطعام الافواه وبناء القدرات ، لأهل السودان بعث الله فيضانات الخيران والأودية والأنهار كما لم تحدث منذ مائة عام وتلك رسالة وسؤال مفاده أين مواعين حصاد المياه وتخزينها ، تدمير المنازل والمزارع هو من سوء تدبير وقلة عقل من يعمر ويبني في حرم الخيران والأودية والأنهار ، رسالة الي مصر أن الهبة الربانية لا تأتيكم فقط من النيل بل يرسل الله السماء مدرارا الي بلاد السودان وتفيض المياه وتنساب الي البحر – وان تدبرتم- تشربون منه مياها محلاة بفضل علوم سخرها الله للبشر لتحلية مياه البحر.
رفعت الاقلام وجفت الصحف ولتذهب وفود مفاوضات سد النهضة الي عواصمها وتجمع الخبراء لحصاد المياه من فيضانات الانهار والاودية والخيران واعمار الارض لإطعام السكان ، ارسال القول الخشن وتبادل الاتهامات لا تنتج سدودا وخزانات وحواضن لحصاد المياه بل تورث العداوة والبغضاء بين الشعوب وها هي شحنات الاسلحة تتحرك بين الحدود ولا تري من عقلاء القوم من يتحرك بل رجال المخابرات يصعدون ويهبطون في مطاري القاهرة والخرطوم.
وتقبلوا أطيب تحياتي