فليصبح السودان سلة غذاء اهله اولا

وحقا فلقد مللنا تكرار اكذوبة السودان سلة غذاء العالم .
عالم شنو يا اخوانا ونحن جعانين في كل ربوع الوطن.
وحقا فلقد فشلنا فشلا ذريعا في ان نجعل السودان سلة غذاء  لاهله قبل ان يكون سلة للآخرين.
و كيف اصلا سيكون السودان كذلك وشبابه  جلوس  في الميادين العامة والساحات وتحت ظلال الاشجار متحلقين حول ستات الشاهي.
وكأن هذه الجلسات و الحوارات والمغالطات  الاسفيرية الفارغة  ستغير واقع الحال.
لا والله هذه الجلسات قد ملأت فضاءات الوطن رتابة ويأسا وانسدادا للافق ..
فلقد فقد الوطن  بوصلة النهوض بعد ان توقفت فيه كل عجلات الانتاج .
كل هذا و فقراء بلادي  جوعي في البوادي  والقرى النائية يعانون الفاقة بسبب غلاء المعيشة .
وكل هذا و شرائح مجتمعية عريضة تفتك بها الامراض.
وكل هذا واعداد العطالي في ازدياد.
فالاجدر بنا جميعا استغلال هذا الوقت الثمين الذي يذهب سدي للنهوض بالوطن.
ولننظر ولو لمرة واحدة  الي تقارير الأمم المتحدة حول التنمية  في السودان.
فهذا التقرير  للاسف الشديد يضع بلادنا كأسوء بلاد العالم نماءا.
وهذه  النتيجة لم تأت من فراغ بل هي من صنع ايدينا وقد تقاعسنا كثيرا    .
نعم حكوماتنا  فاشلة في كل شي.
ولكن  هذا ليس مبررا ليكون  المواطن هو الآخر فاشلا ؟ .
وحقا فلقد تعجبت وانا في القطار من اسوان الي القاهرة وحماسة الفلاح المصري والزراعة علي مد البصر شرقا وغربا.
وهالني كذلك تكدس الخضر والفواكه في الاسواق المصرية باسعارها الزهيدة
وبمقدورنا نحن في السودان زيادة انتاجنا الزراعي بنفس الطريقة.
و بما لدينا من امكانيات فردية  متواضعه .
ولا يجب ان  نترك مشاريعنا الزراعية بورا ونهاجر جميعا الي الخرطوم للجلوس في برندات السوق العربي والميادين والساحات .
فكم يحسدنا الكثير من جيراننا علي ما لدينا من مياه واراض شاسعة و خصبة.
وكم تحاول دول لابتلاع اراض سودانية هنا وهناك.
فلماذا لا نجعل من السودان سلة غذاء لاهله  قبل ان يكون سلة غذاء العالم.