((الغويشات ))
أجمل ما في المستقبل أننا لا نعرفه .. هذه العبارة التي أعتبرها صادقة تماما تجعلني دائما أفكر و تجعلني أصنع الأمل و تجعلني أحلم
بالأمس القريب كنت ممسكا بإبنتي أحاول أن ألعب معها أو ألعب بها في بعض الأحيان و أنا أردد في أغنية لم أكن واثقا من كلماتها و لكني أغني ربما لعلمي أن صغيرتي لا تعلم ماذا أقول ولا تستطيع مراجعتي أو تعديلي فيما أقول.
و بينما أنا أنظر إلى عينيها تذكرت المقولة التي ذكرتها في بداية المقال ثم تخيلت المستقبل ليس كما سيكون بل تخيلت أنني أنجبت أبنتي في بلاد أخرى ثم جئت بها لبلادي و أن لإبنتي جوازا أمريكيا أو أوروبيا هل ستظل المقولة صحيحة أم ستصبح ( أجمل ما في المستقبل أننا نعرفه ).
وصلتني رسالة من صديقي أنه مازال يجلس في المكان الذي نلتقي فيه دائما لنحتسي القهوة و نقرأ الشعر وضعت البنت في سريرها بعد أن نامت و ذهبت لصديقي , لم نكن نقرأ أشعارنا دائما بل كنا نقرأ لشعراء آخرين و لكن في هذه المرة وجدت القهوة أكثر جمالا من كل مرة سوادها دافئ و بدون سكر فأنا أعشقها هكذا . قررت أن أقرأ له قصيدتي قصيدة الشارع و قصيدتنا قصيدة أمي و زوجتي و إبنتي قصيدة هذه الأرض , إستمع إليها بكل حواسه و قال لي كيف عرفت أنني سوف أقرأ عليك ذات القصيدة . قلت له لا أدري و لكنه ربما كان توارد جراح.
غطينا تلك العيون بإبتسامات مصطنعة و أخذ يحكي لي بعض النكات و القصائد الخاوية .
هل إنتصف الليل فعلا ؟ سألني
قلت له أي ليل تعني ؟
قال في الحالتين دعنا نذهب إلى بيوتنا
ضحكنا و تقاسمنا ثمن القهوة و بينما نحن هكذا قال صديقي دعني أحكي لك و أتبع بإبتسامة صغيرة و عيون أعرف نظرتها تلك قال لي :
بالأمس لم أوفق في إحضار اللحمة و الخضار ( مع الأسعار النار دي)
فلما سألتني زوجتي قلت لها مقطع من قصيدتك تلك
قلت له : أي مقطع ؟؟ و أنا أبتسم
قال :
نص كباية شاي بي عيشة .. وصوت السمحة اللابسة غويشة
ديل سببين في الدنيا الزايلة .. يخلو العيشة دي أجمل عيشة
قالت لي ( هن وينن الغويشات يا يابا ؟؟؟؟ )
الصيحة