لماذا هذا الاستهداف الممنهج للنخب المتميزة في التربية والتعليم؟

د.فراج الشيخ الفزاري
البداية كانت بالدكتور عمر القراي، مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي،الذي أفصح عن رأيه بوضوح بأن المناهج القائمة ، متخلفة ومترهلة وتعمل علي أدلجة الطلاب والتلاميذ وتعتمد على الحفظ وليس الفهم ، ولابد من تعديلها وتطويرها …وكان ذلك كافيا لدي البعض لإثارة الفتن واتهامه بالعمالة والردة والكفر وهو العالم المتخصص والمتبحر حتي في علوم الدين…فكان لهم ما أرادوا وحرموا المناهج من التطوير والتحديث..
ثم جاء الدور علي الرجل التربوي الثاني، بالتزامن من حملة القراي ، وهو البروف محمد الأمين التوم ، وزير التربية والتعليم السابق. فقد بدأت الحملة ضده خلال وجوده بالوزارة..ثم لاحقته بعد حل حكومة حمدوك الأولي حتي يضمنوا عدم عودته للوزارة ، بحجة(الدواعي الأمنية) ! وهي حجة لا مكان لها من الإعراب ونحن نري وجود بين أركان الحكومة الثانية ، أمراء الحرب الأهلية في سدة الحكم وولاة وحكام ولازال منهم من هو مطلوب لدي العدالة الدولية ! .
البروف محمد الأمين التوم، لا يحتاج منا الي تقديم ولا تزكية فهو عالم معروف داخل وخارج حدود الوطن..وخبير بقضايا التعليم ويحمل أفكارا مستنيرة كان يمكن ان يكون لها حضورا وتأثيرا في تعليم وتربية الأجيال الحاضرة والقادمة …ولكن جحافل الظلام قد هزمته وهزمت العملية التعليمية في أهم عناصرها البنائية.
وتجري هذه الأيام، محاولات جادة تستهدف البروف انتصار صغيرون، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي..التي أثبتت جدارتها في هذا المنصب منذ تعيينها في سبتمبر 2019 وحتي الآن.
البروف إنتصار ، هي عالمة أثار معروفة علي المستوي العالمي .. وصاحبة اول رسالة دكتوراه في هذا المجال…وهي سليلة أسرة وعائلة لها اسهاماتها في العمل الوطني، جدها من امها هو الدكتور عبدالرحمن علي طه ، أول وزير للتربية والتعليم في السودان، ووالدها المهندس صغيرون الزين، كان وزيرا للري في حكومة مايو ..
أما في مجالها الأكاديمي فقد عملت عميدا لكلية الآثار بجامعة الخرطوم وبالتدريس فيها..وممتحننا خارجيا لعدة جامعات منها: برغن في النرويج…نيوشانيل في سويسرا..ودار السلام في تنزانيا .ورغم ذلك ظلت جحافل الظلام تتربص بها..ولم يجدوا في سيرتها أو مسيرتها ما يشينها ، حتي عثروا علي تلك الصورة التي تجمعها بالدكتور مأمون حميدة الوزير السابق في حكومة الإنقاذ، الذي له عدة قضايا ومخالفات قامت لجنة ازالة التمكين بحصرها ومصادرة بعض الأراضي التي تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية…ببنما تظل بقية الاتهامات محل نزاع في أروقة المحاكم …اما المؤسسة التعليمية ذاتها فلم يتم إغلاقها ولازالت تعمل مما يعني تبعيتها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي من الناحية الأكاديمية والفنية…
هذا الوضع الحالي القانوني لجامعة العلوم والتكنولوجيا لم يمنع وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي من تلبية دعوة طلاب الجامعة لمشاركتهم احتفالات اليوبيل الفضي للجامعة ومشاهدة معرض الكتاب والتراث المقام بهذه المناسبة كما جاء في بيان الوزارة…فتلبية طلب الزيارة ومشاركة الجامعة في يوبيلها الفضي هو مشاركة للمؤسسة التعليمية وليس لشخص مأمون حميدة لأي سبب كان.
لقد قلنا وكتبنا عدة مرات، بأن مشكلة السودان الجوهرية تكمن في غياب الوعي والحس الوطني والتربية الوطنية عن مؤسساتنا التربوية والتعليمية، فتلك هي المرتكزات الأساسية لإنجاح مسيرة الحياة وبناء الوطن..وان استهداف النخب في التربية والتعليم من العلماء والخبراء وأساتذة الجامعات هو استهداف لحاضر ومستقبل هذه الأمة..ولن تقف العملية عند القراي ومحمد الأمين التوم وانتصار صغيرون…بل هناك ثلة أخري من المستهدفين سوف تصلها جحافل الظلام وأمراء الحرب والفلول، ان لم نسد هذا المنفذ المدمر تماما لتطلعات الأمة السودانية في مستقبل أفضل.
لماذا استهداف النخب المميزه في التعليم؟؟؟
… سؤال ممتاز يجب توجيهه لدكتور عبدالله ادم حمدوك….
…. والسؤال الثاني لماذا يستجيب حمدوك لنعيق وهوهوة الفلول وبكائهم فوق منابر المساجد وصراخهم يالله، يا الله،
. ويلتزم حمدوك االصمت تجاه الوزراء الكيزان والمتعاطفين معهم في حكومته والذين لا يتورعون في الوقوف ضد الثوره وتحدي الثوار واستفزاز أسر الشهداء……
وصلت البجاحه وقلة الأدب حد يفوق الخيال لبعض الوزراء
واصبحوا يطالبون بعودة الكيزان للمشهد السياسي علنا ونهارا جهارا وخير مثال لذلك الكوز الدباب جبريل إبراهيم والمرتزق مناوي….
…ماذا عن الكوز الدباب منسق الخدمه الالزاميه منطقة المقرن وزير الشؤون الاجتماعيه احمد ادم بخيت والذي كان اقوي المرشحين لتولي منصب وزير التربية والتعليم!!!! والذي قاد قوة مسلحة وقام بإطلاق سراح مجموعة من مرتزقة دارفور من المعتقل بقوة السلاح متبعا لمنهجهم واسلوبهم في دارفور…..
…. وماذا عن خازوق الخارجيه مريم الصادق المركبه مكنة رئيس وزراء ودعوتها للعدو المصري المحتل لارضنا في حلايب لاستعمار المزيد من اراضي السودان، وعدائها السافر لإثيوبيا ودق طبول الحرب ضدها استجابة لأوامر استاذها وشقيقها الاكبر سامح شكري وسفرياتها العبثيه المتكرره ، المكلفة لخزينه الدولة الفارغه التي لم تتوقف حتى بعد اصدار قرار حكومي بالحد من سفريات وزراء حكومة المحاصصات والهبوط الناعم…
.. وماذا عن وزير الطاقه المفتري المستفز الذي يفقه شئ عن الطاقه والكهرباء..
…. القائمة تطول…
.. وضح جليا ان دكتور عبدالله ادم حمدوك ينفذ في سياسة الهبوط الناعم والعقد الاجتماعي الجديد بتاع الإمام وأطلق عليه مبادرة حمدوك، وعبر مبادرة حمدوك سيعود الكيزان للمشهد السياسي مجددا رغما عن أنف الثوار وأسر الشهداء..
… لو كنت مكان البروفيسور العلامه انتصار صغيرون لتقدمت باستقالتي من المنصب الحكومي لان بقائها في حكومة الجلافيط والملاقيط سيكون خصما عليها،…..
… هل يعقل ان تجلس بروفسير انتصار صغيرون مع جبريل إبراهيم والجنجويدي حافظ وزير الثروة الحيوانيه وآدم بخيت والمنافق المرتشي إبراهيم الشيخ والوزراء العسكريين القتله تحت سقف واحد وعلى مائدة واحدة ؟؟؟ كلا ثم كلا استقيلي اليوم قبل غدا يا بروف فهذا الوضع المزري ليس هو مكانك الصحيح..
….
أخي سيف العزل
لك الود والتقدير وأشاطرك الرأي تماما
ولكن الإستقالة تعني الهروب … تعني إفساح المجال أمام تلك الفلول المتدثرة بثوب الثورة
أما رأئي في الدكتور حمدوك فلا زال كما هو … رجل وطني يقود مرحلة خطرة تستوجب الحرص الشديد لأن المكونات المدنية والعسكرية لازالت مختلة
إذا ذهب حمدوك ذهبت كل أماني وأمنيات شباب الثورة
يجب الوقوف مع حمدوك وليس إضعافه ..
ويبقىالسؤال : من يقف الآن مع حمدوك بقلب نظيف خال من الحزبية أو الجهوية بل والعنصرية؟
لا أحد …الرجل يحتاج الشعب العريض … والشعب العريض لا زال في تقاعسه وسلوكه الإنتهازي
ودا كله يعيدنا للمربع الأول من هذا المقال وهو ( غياب الوعي المجتمعي والتربية الوطنية من مناهجنا التربوية والتعليمية ) والعودة مجددا للأستهداف الممنهج لرموزها المؤهلة حتى تظل أجيالنا القادمة خالية من الحس الوطنى …
لك ودى ومحبتي
تسلم يا د كتور تحليلك هو الصح المرحلة تحتاج الى صبر وتانى من حمدوك لان المصدامة ليست فى صالح الثورة والعافية درجات مثل ما بقولوا والمجتمع طالع من بركة وسخة بركة الكيزان لذا نظافته واعادت فرمتته تحتاج الى وقت لذا على حمدوك الصبر على الانتقادات وعلى التجريح حتى يعبر ونعبر معه وهو فعلا يريد العبور وهو يكرر هذه الكلمة كثيرا وفعلا مع الصبر سوف نعبر انشاءالله .
شكرا أستاذ عباس …
ولك ودي ومحبتى