مقالات وآراء

لمن تقرع الأجراس؟

أحمد بطران عبد القادر

(إن موت أي رجل يؤلمني لأنني أنتمي إلى البشرية جمعاء لذا لا تراسلني أبدا لتسألني لمن تقرع الأجراس إنها تُقرع من أجلك)
جون دون
ان الانتماء الحقيقي  إلى الوطن يجعلك تدرك حقيقة لمن تقرع الأجراس؟ انها تقرع من أجلك…

تشتد وطأت الصراع من اجل السيطرة والنفوذ والمحافظة علي المصالح والبقاء في اعلي هرم السلطة وحيازة القوة والقدرة علي مواجهة التحديات والانتصار في كل الجبهات بين قوي الخير من جانب وقوي الشر من جانب آخر تتداخل الامور و تتعقد وتتشابه المواقف وتتباين وتتشابك خيوط اللعبة السياسية في حلبة الصراع المصلحي الطبقي الهادف للهيمنة والاستحواز وبين القوي التقدمية التحررية وتتغالب هذه القوي فتفوز قوي الشر والظلام علي قوي الحق والجمال احيانا فيتبعها تغير في مواقف البعض ويضعف ايمان اخرين وتتزعزع قناعاتهم فيسألون لمن تقرع الأجراس؟ لكن تظل هنالك طليعة مناضلة مثقفة تحلت بحب الوطن وانسانه وعشقت الحرية   وجبلت علي فعل الخيرات للوطن وانسانه وتاريخه وموروثه الحضاري ومستقبل اجياله  فلا انتماء لهذه الطليعة الا للوطن ولا ولاء لها الا  لوجدانه وضميره المحب للعدل
هؤلاء ينتمون للإنسانية بمفهومها الأخلاقي والقيمي ففعلهم في الأرض دائما نابع من  هذا الحب الابدي للوطن وانسانه لا تغيرهم الأحداث ولا تؤثر فيهم الوقائع ولا تفت من عضدهم المكائد يقبلون ولا يدبرون يتقدمون ولا بتاخرون لانهم يدركون انهم في معاركهم كلها انما يقاتلون ضد الاستبداد من اجل الفقراء والكادحين تجدهم في كل محطات الطريق تذثروا بحب الوطن وارتدوه غطاء وكفن يزودون عنه في احلك الظروف واصعب اللحظات ويمضون في مسير نضالهم يتحدون كل الظروف
لا يستجيبون للترغيب او الترهيب لان مصالحهم تتمثل في  بقاء الوطن حرا ابيا ومستقلا ومستقرا فقد نذروا حياتهم له و ساروا في الكفاح واراوحهم علي اكفهم واعينهم لا تتطلع الا الي السماء رماحهم مركوزة بين المكارم والعلا وسيوفهم ممزوجة بدماء العدا واعينهم مشرئبة الي العلا
هذه الطليعة تمضي في طريق الحق والعدل لا يضرها من خالفها ولا تفكر في النهايات لانها تدرك حقيقة لم تقرع الأجراس..!
وان النصر حليفها فلا يغرها فوز الباطل وسيطرته في بعض الجولات فدولته ساعة ودولة الحق الي ان تقوم الساعة كما انها تعلم  ان انتصاره  زائف عابر  فلا رسوخ ولا استقرار لامر لم يقم علي الحرية و العدل والإنصاف
والايام دول والقتال شرف وقدر مكتوب علينا محفوف بالمكاره والمكائد والانتصار فعل مرغوب محبوب يسطر بالتضحيات العظيمة والمكارم الجليلة من اجل طهارة النفوس وتطهير العالم بل الوجود بأثر من الخوف والاجرام والاستبداد
تُريدينَ لُقيانَ المَعَالي رَخيصَةً
وَلا بُدّ دونَ الشّهدِ من إبَرِ النّحلِ
هذه الطليعة المثقفة والمتسلحة بالعلوم والمعارف والآداب والادب والاخلاق القويمة المؤمنة بالوطن  ووحدة أراضيه وحرية انسانه الهادفة لبقاء وجوده مستقلا معافي من كل مأسي الساسة وصلفهم تظل تناضل وتكافح لا يضرها من خالفها فالنضال في  مفهومها حضور وتجذر وانتماء يكسبها  المحبة والرضا والقبول والثقة لدي الجماهير الكادحة والمتعطشة للحرية والتغيير والنماء و هي تعلم علما يقينيا بانهم لن يخزلوهم  مهما تغيرت الأحوال و مهما بغلت التحديات والاغراءات فالنضال مسير في الاشواك بين الدماء والدموع  والفقد والحرمان من حياة وهو كذلك وعد ووفاء بالعهد وشرط الارتقاء بنا الي مرتبة الإنسانية وهكذا يسقط اي شخص  يمتطي صهوته من أجل تحقيق مآرب شخصية وان تدثر بالف وجه مزيف فإرادة المناضلين الشرفاء غالبة وبصيرتهم نافذة يرون بنور الحق ويميزون بين من هو صادق حقا وبين  من هو كاذب جهول.

الغرفة المشتركة للحراك الثوري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..