
محمد حسن فرج الله
البداية .. المسارات المأزومة!
تفاجأ المتابعون لإتفاقية سلام جوبا بسحابة الغموض التي تلف الاعلان عن مساري الشرق والوسط ، كان يمكن لأهل الشرق والبطانة التغاضي عن المزايا الكبيرة التي حصل عليها اقليم دارفور وممثليه في المفاوضات علي الرغم من قناعة اهل الشرق والبطانة بأنهم يقفون علي نفس المسافة من المركز عندما يتعلق الامر بالاختلال التاريخي في موازين التنمية والتمثيل السياسي ، فعلي الأقل الإقليم الدارفوري سكب الكثير من الدماء والعرق في مسيرته الطويلة في الصراع مع المركز ، ومَن جاءت بهم الاتفاقية كممثلين للاقليم هم وجوه معروفة تعود السودانيون علي ارتباطهم بمشكلة دارفور الأمر الذي لا ينسحب علي ممثلي مسار الشرق والوسط الذين تدور أسئلة كثيرة حول تمثيلهم لأصحاب المصلحة الحقيقية من مواطني الشرق والبطانة.
أصل القضية.. البعد القبلي !
التنافس القبلي التاريخي في الشرق بين البجا والبني عامر وفي البطانة بين الشكرية من جهة وبين القبائل التي كانت تنطوي تاريخياً تحت نظارة الشكرية هو الحلقة المفقودة لفهم ما يدور في الشرق والبطانة حالياً .
لم يجد البني عامر والقبائل التي كانت تنطوي تحت نظارة الشكرية في محاولتهم البحث عن مكان في خارطة القوي الاهلية في السودان خياراً أفضل من الانحياز للوضع الجديد الذي تمخض عنه انتصار ثورة ديسمبر وكانت النتائج جيدة ترتب عليها الحصول علي نصيب معقول من كيكة السلطة والسيطرة شبه الكاملة علي مسار الشرق مما أثار حفيظة الغرماء التاريخيين الذين يتحركون الآن لإجهاض هذا المسار وربما لإجهاض الانتقال المدني بكامله للتخلص من الروافع التي استخدمها منافسوهم لتسريع عملية الصعود للواجهة.
كيف ارتفع سقف المطالب !
حاولت القوي السياسية المهزومة في ثورة ديسمبر امتطاء ظهر الحراك في الشرق والبطانة للعودة الي الملعب السياسي واستغلت قلة خبرة اصحاب الحراك وحنقهم علي الحكومة الانتقالية وبطئها في التعاطي مع بوادر الازمة الذي فسروه بانحيازها للطرف الآخر لتسعير المشهد والانحراف به نحو اهدافهم الذاتية التي تشمل (عسكرة) الحكومة الانتقالية وحل لجنة التمكين ، الأمر الذي لا يخلو من مغازلة صريحة لأصحاب البذلة العسكرية وذلك بطرح معادلة مغرية : نحتاج للقوة العسكرية للتخلص من هذه الروافع ويمكننا تهيئة المسرح لكم لخطف السلطة في المقابل .
المدخل الصحيح لحل الأزمة لتجنب الردة :
– الاعتراف بعمق الازمة وبعدها الجماهيري بدلاً عن التسويق لخطاب الفلول والمؤامرة .
– استبعاد الحل الأمني تماماً .
– الغاء مساري الشرق و الوسط واعادة التفاوض علي اساس استيعاب المكونات المهمشة في الشرق والبطانة مع الاحتفاظ للمكونات صاحبة التمثيل الحالي بوضع مناسب.
– التفاهم مع العمق الجماهيري للحراك الحالي وعزله عن قوي الرِدة باعادة الاعتبار لمطالبه المشروعة والتمسك بموقف شجاع وصلب في ما يتعلق بالمطالب التي تخدم قوي النظام المباد المهزومة .
– ردم الهوة بين السلطة الانتقالية وجماهير الثورة بالوضوح والمكاشفة والاستجابة لتطلعات الجماهير .




أهو في أصوات عاقلة من بين جوقة الهتيفة والطبالين .
I fully agree with you