مقالات سياسية

دفن الليل ابو كراعاً برة .. عن وثيقة التوافق اتحدث

خليل محمد سليمان
ينطبق هذا المثل دائماً علي ايّ عمل سياسي سوداني تقوم به نخب ادمنت الفشل، تعمل علي عجل لإتمام صفقات التقاسم، والمحاصصة ما اتيحت فرصة لذلك، اما الوطن، ورعاية حقوق الشعب، ومصالحه لا احد يهتم بها، فتأتي التوافقات، والإتفاقيات مبتورة، ومشوهة، ومبتسرة.
بالامس خرجت الوثيقة الدستورية ميتة، والتي كانت بالضرورة تمثل روح الثورة، ولبنة التغيير، ولم تخاطب المعضلة الاساسية في مسيرة هذه البلاد المتمثلة في المؤسسة العسكرية، والتشوهات التي تركت اثراً بالغاً علي مجمل الحياة في البلاد، والحالة الامنية المترهلة حد التقسيم، والتشظي.
جاءت الفقرة التي تخاطب اكبر المشاكل علي الإطلاق باهتة، وضعيفة علي حياء اوكلت امر المؤسسة العسكرية، والامنية الي لجنة المخلوع الامنية، وجنرالات النظام البائد، ليبقى الحال علي ما هو عليه لنحصد الخيبات، والندامة علي ثورة فرطنا فيها بالضعف، والخنوع، والاطماع الذاتية، والحزبية، فقطع الإنقلاب قول كل خطيب.
اليوم التاريخ يعيد نفسه لنقول ذات الذي حذرنا منه في السابق، فجاء ذكر المؤسسة العسكرية، والامنية والشرطية، بشكل عام فضفاض في الفقرة الرابعة في وثيقة التوافق التي اعدها البرهان، والجنجويدي بمباركة جوقة من المرتزقة، والهتيفة، لتعيدنا لذات المربع القديم المتجدد برغم الثورة، والتضحيات.
لم يخاطب الإتفاق، المسمى بالتوافق هذه المعضلة التي اقعدت البلاد، وستؤدي الي تفكيكها لو إستمر هذا الوضع الشاذ، والإبقاء علي المليشيات، وعلي رأسها مليشيا الدعم السريع القبلية التي تقودها اسرة دقلو.
لابد من حل هذه المليشيا، وقيام كيان ثوري داخل المؤسسة العسكرية لإعادة ترتيبها، وإزالة التمكين اللعين الذي اقعدها، واضعف اداءها كمؤسسة منوط بها حماية التراب، والمقدرات، وصون الكرامة.
حذرنا كثيراً في حال التعنت، والسير في ذات الطريق القديم الذي عافه الشعب السوداني سيؤدي الي تفسخ داخل المؤسسة العسكرية نفسها بوضعها الحالي لأنها لم تعد علي قلب رجل واحد، وهناك مسافة تتسع يوماً بعد يوم بين القيادة، والقاعدة من صغار الضباط، والصف، والجنود.
مخاطبة قضايا المؤسسة العسكرية بعبارات سياسية لا يخدم المصلحة الوطنية، وبذلك تصبح وكأنها كيان سياسي.
كسرة..
تصريح حميدتي عن سن السكاكين يُثبت حالة الخوف، والهلع الذي يسيطر علي الإنقلابيين، فمع الشعب، وإرادته لا احد آمن.
كسرة ونص ..
الشعب وحده من يملك السكاكين ليسنها في وجه ايّ مجرم حرامي، قاتل، إنتو عوسوا عواستكم، والشعب له رأي إخر، فينطبق عليكم مثل ديك المسلمية البعوعي، وبصلتو في النار.
كسرة وتلاتة ارباع ..
برهان .. حميدتي لا عاصم لكم بتوافق لا يلبي طموح الشعب السوداني في التغيير، وإنزال اهداف ثورته الي ارض الواقع.
التوافق الذي يجمع عليه شباب الثورة، وجيل ديسمبر لابد ان تكون آلياته ثورية لا تقبل القسمة إلا علي اهداف الثورة، والتغيير، فلا مخرج بدونه.
اخيراً ..
كل الذي انتجه هذا التوافق انه اضاف اسماء جديدة، وكيانات الي قائمة العار، في معاداة الشعب، والعمل علي إجهاض الثورة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..