مقالات وآراء سياسية

ما الذي “لم يحدث” بالأمس؟

التجاني محمد صالح

كان من المفترض نزول الشعب أو على الأقل نزول جماهير الأحزاب المشاركة في المحاصصة الحكومية إلى الشارع في مسيرات مليونية و لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

بدا واضحا أن لجماهير المقاومة تقديرها الخاص و حسها الثوري الخاص الذي لم يفلح لا خطاب السيد رئيس الوزراء و لا تغريدة عضو مجلس السيادة الفكي و لا مناشدة أحزاب الأمة و الناصري في إخراج لجان المقاومة و الثوار إلى الشارع.

و هذا يؤشر إلى تنامي الفرز الواضح بين أهل المحاصصة المستفيدين منها و بين ثوار المقاومة الذي من الواضح أن لهم رأيهم الخاص فيما يجري و هم من يحددون ساعة الخروج بناء على تجربتهم الخاصة و تحليلهم لمدى خطورة الموقف.

من الممكن أن تكون المحاولة الإنقلابية تابعة للعهد المباد و لكن مع ذلك لم يعد من الممكن إستخدام العاطفة كما في التجارب السابقة و إستثمارها لصالح أحزاب لم تعد معنية إلا بمصالح ذواتها الخاصة.

أرى فيما حدث بالأمس من عدم تجاوب مع النداءات للخروج للشارع نضجا سياسيا من جانب لجان المقاومة و أن حسها الثوري قد أصبح عالي المستوى بحيث يعلو فوق التجييش العاطفي و أن شارع المقاومة سيخرج فقط حين يحدد هو و ليس غيره ساعة الخروج الحاسمة لحماية ثورته المختطفة. و في ذلك أيضا إستفتاء حقيقي على عدم جماهيرية أحزاب المحاصصات و عدم جدية قياداتها.

لقد عقل الشارع الثوري مقولة هجم النمر هجم النمر و لم يستجب لها و مع ذلك إن تأكد وقوع هجوم و تهديد حقيقي لثورته السلمية المدنية التي أطاحت بالعهد المباد فسيعود حالا للشارع لتأكيد وجوده و يقضي علي النمر أيا كان تماما.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..