
كان من المفترض نزول الشعب أو على الأقل نزول جماهير الأحزاب المشاركة في المحاصصة الحكومية إلى الشارع في مسيرات مليونية و لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
بدا واضحا أن لجماهير المقاومة تقديرها الخاص و حسها الثوري الخاص الذي لم يفلح لا خطاب السيد رئيس الوزراء و لا تغريدة عضو مجلس السيادة الفكي و لا مناشدة أحزاب الأمة و الناصري في إخراج لجان المقاومة و الثوار إلى الشارع.
و هذا يؤشر إلى تنامي الفرز الواضح بين أهل المحاصصة المستفيدين منها و بين ثوار المقاومة الذي من الواضح أن لهم رأيهم الخاص فيما يجري و هم من يحددون ساعة الخروج بناء على تجربتهم الخاصة و تحليلهم لمدى خطورة الموقف.
من الممكن أن تكون المحاولة الإنقلابية تابعة للعهد المباد و لكن مع ذلك لم يعد من الممكن إستخدام العاطفة كما في التجارب السابقة و إستثمارها لصالح أحزاب لم تعد معنية إلا بمصالح ذواتها الخاصة.
أرى فيما حدث بالأمس من عدم تجاوب مع النداءات للخروج للشارع نضجا سياسيا من جانب لجان المقاومة و أن حسها الثوري قد أصبح عالي المستوى بحيث يعلو فوق التجييش العاطفي و أن شارع المقاومة سيخرج فقط حين يحدد هو و ليس غيره ساعة الخروج الحاسمة لحماية ثورته المختطفة. و في ذلك أيضا إستفتاء حقيقي على عدم جماهيرية أحزاب المحاصصات و عدم جدية قياداتها.
لقد عقل الشارع الثوري مقولة هجم النمر هجم النمر و لم يستجب لها و مع ذلك إن تأكد وقوع هجوم و تهديد حقيقي لثورته السلمية المدنية التي أطاحت بالعهد المباد فسيعود حالا للشارع لتأكيد وجوده و يقضي علي النمر أيا كان تماما.
كلامك معقول جدا جدا يا التيجاني.