مقالات سياسية

البرهان وماذا عن مناصبكم..؟

صباح محمد الحسن

المستمع الجيد لخطاب رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ، لايفوت عليه أبداً حالة الارتباك الداخلي والتوتر الذي يعيشه الرجل، والذي ظهر في طريقة انفعاله والاختيار غير الموفق للعبارات والكلمات التي شن من خلالها هجوماً عنيفاً على المكون المدني، والحكومة التنفيذية التي وصفها انها حكومة غير منتخبة ، وفات على البرهان انه يجلس على رئاسة المجلس السيادي لهذه الحكومة ، فالبرهان بهذا الخطاب المهزوز أكد ان كل الاتهمات التي تشير لتورط المكون العسكري في تدبير سيناريو المحاولة الانقلابية غير مستبعدة، فالرجل ظهر وكأنه يتباكى على ضياع فرصة فشل المحاولة او انه أراد ان يجد لها تبريراً ، وكأنه صانعها وليس هو الجهة التي قامت بإجهاضها كما يدعي.
والمضحك ان البرهان يتهم الحكومة ان كل همها هو الحرص على المناصب والرجل هو أكثر الناس تشبثاً بالمنصب، بدليل ان كل هذه (الجقلبة) سببها قرب أجل ونهاية رئاسة المكون العسكري ، فإن كان البرهان زاهداً في المنصب وغيره هم الذين يتمسكون به فليتخلى الآن عن منصب رئيس المجلس السيادي ويكتفي بقيادة الجيش ، فحماية الوطن والمواطن لاتتطلب ابداً ان يكون البرهان رئيساً للمجلس السيادي.
والمتابع يلاحظ ان خطاب رئيس مجلس السيادة لا يختلف عن خطاب نائبه الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع الذي شاطر البرهان (التباكي) على ضياع الأمن ومايعيشه المواطن من ظروف صعبة، ونسي كل منهما ان الأمن هو من صميم عملهما ، ونحن لا نمانع أبداً من توجيه اللوم للحكومة التنفيذية بالتقصير لكن نرفض هذا التنصل المخجل من قبلهما ،وان كان البرهان وحميدتي غير مسئولين عن مايعيشه المواطن إذاً ماهي دواعي الشراكة معهم في الحكم وماذا نستفيد من وجودهم على قمة الهرم ؟
فلا هم صنعوا الثورة ولا هم استطاعوا حمايتها بل العكس مارسوا معها كل الأساليب حتى تكون في خبر كان وكل ماوجدوا فرصة تدثروا بثياب الزيف، ومثلوا دور الضحية.
وأكثر ما يدهشك ان الحديث عن المحاولة الانقلابية جاء على لسانهما ، بشئ من الأسف والأسى فالذي يتحدث عن انه احبط عدة محاولات انقلابية ونجح في الأخيرة يجب ان يتحدث بمشاعر الفخر ليس بكل هذا الإحباط فحديث الرجلين جعلني أشعر انهما يتحسران على عدم نجاح الانقلاب وليس العكس.
كما ان المتابع أيضاً لهذا العرض الممجوج الذي قدمه البرهان ودقلو انهما اندفعا في هجومهما العنيف على المدنيين ونسيا الفلول الذين قاموا بالمحاولة الانقلابية حسب ادعائهم، ولم يوجه واحد منهم رسالة تحذير للفلول، وهذا يؤكد واحد من اثنين اما ان الفلول لا علاقة لهم بالذي حدث، او ان المكون العسكري شريك معهم في المحاولة.
وحميدتي الناهب لممتلكات هذا الشعب الفقير، عبر تجارته العريضة في مجال الذهب وسيطرته على عدد من الشركات الاقتصادية التي تعمل الآن، وعقاراته وأراضيه وممتلكاته داخل الخرطوم وخارجه لا يحق له أبداً ان يتحدث عن جوع الشعب وفقره وعوزه لأنه لا يمكن ان يشعر به ابداً كما لا يحق له ان يتحدث عن ثورته التي يعلم علم اليقين انه والبرهان وغيرهما تطاردهم الاتهامات في فض اعتصام أعظم ثورة.
ومن قال للبرهان وأوهمه انه لا يمكن ان ( تمشي البلد بدونه ) هل البرهان هو الجيش السوداني أم هو المؤسسة العسكرية ، هذه المؤسسه بها آلاف الأبطال الذين لن يتوانوا عن حماية الشعب وسيعملون على خدمته وحراسته وحراسة أرضه من مواقعهم في الجيش وليست من مقاعد رئاسة السيادي والمناصب السياسية التي يعلم البرهان انه لو جرد منها لن يبقى له سوى تاريخ أسود مع نظام المخلوع يمكن ان يفتح عليه الف باب لا داعي لها.
(ململة) العسكر الآن وتخوفهم من ان يصبحوا بلا مناصب وهذا يعني ان الثورة هي التي تعمل على حمايتهم وليس العكس ، وإلا ما الذي يقلقهم ؟
لهذا ان هذه الخطابات كشفت الكثير المثير في دواخل القيادات العسكرية ، ومدى تخبطهم في الخطاب السياسي غير المتزن الذي سيطرت عليه مشاعر الانفعال غير المنطقية ، وردود الأفعال التي لا تتناسب مع الفعل والحدث ، وسهلت قراءة كل مايدور في دهاليزهم وألقى الضوء على نواياهم الخفية.
تحدثوا تحدثوا، حتى نتعرف عليكم أكثر .
طيف أخير :
لا تَسْأَلني من أنا؟
وما الَّذي أَفعلُهُ
كي أَتحدَّى الموتَ والزَمَانْ
أنا الذي أسْقَطْتُ ألفَ دولةٍ ودولةٍ
لكيْ أُقيمَ دَوْلَةَ الإِنْسَانْ ..
أنا الثورة
الجريدة

‫7 تعليقات

  1. بالله بطلي حديث الافك البتسوي فيه دا
    مكون مدني ومكون عسكري
    ياخي نفرض اليوم كلها ادوها لمن تسميهم المدنيين ديل حايعملو فيها شنو؟
    من تسميهم مدنيين سرقوا الثورة، بل العكس العسكريين كانوا في قلب الحدث وهم اللي حسموا الموقف.. هل تقدري تقولي لي مين الشارك في الثورة من جماعة المحاصصات ديل؟
    المكونين فشلوا
    المطلوب الان رسم استراتيجية وطنية وخارطة طريق للتحول الديموقراطي. قد نحتاج لبيوت خبرة اجنبية للقيام بذلك..
    أما هذا الوضع البائيس المتهالك المتأزم يوما بعد يوم لن يقودنا الا الى زوال دولة كان اسمها السودان.
    من يوم طلعوا الانجليز عام 1956 كان كل يوم يأتي على السودان اسوأ من اللي قبله
    حتى اصبحنا الطيش من بين نحو 190دولة في العالم.
    عشان كدا خلينا ِمن الكلام الجاهل المكرر دا بتاع المكون المدني والمكون العسكري.
    نفرض اليوم سلموها كلها للاحزاب الشايفنها دي والجيش ابتعد خالص هل عندك ذرة أمل انو ديل يقدموا شي للبلد، وان ينتهي الظلم و الفساد .. الاحزاب السودانية هي الفساد يسير على قدميه.
    صحيح المفروض العسكر الى ثكناتهم ولكن لما نحل معضلة مين يستلم السلطة واي استراتيجية يحاسب ويحاكم عليها الحاكم
    دون ذلك علم لا ينفع وجهل لا يضر من الناحية السياسية، اما من الناحية العملية فستواصل البلد كل يوم من حفرة الى حفرة اعمق حتى تنتهي لا قدر الله

    1. يا أخوانا الكوز مهما حاول أن يتخفى لا يستطيع
      قال العسكريين كانوا غي قلب الحدث؟؟؟؟؟
      أى حدث هذا؟ هل تقصد كشف الإنقلاب؟ وهل المطلوب من المدنيين منع نزوات أى عسكري مغامر أهبل عاوز يقلب الحكومة؟ أم هو دور العسكريين نفسهم بغير أن يكونوا في الحكومة؟ فما بالك أن يكونوا يرأسوا هذه الحكومة؟

    2. يا زول العسكر برة السياسة ولو كانوا فالحين وقلبهم على الشعب ليه ما قلبوها على المخلوع ..مين القام بالقتل والاغتصاب والحرق في السودان….واصلا في النهاية الانتخابات مدنية..وماف انقلاب..والثورة استمرت 6شهور وسقط الشهداء قبل أن يحتار المخلوع في الجماهير التي حبسته في القيادة ..وبعد داك جونا ناطين ناس كانو لابدين الواحد عينو ما برفعها قدام المخلوع

  2. اوفيتى يا بنت محمد الحسن … البرهان يظن ان القوات المسلحة تركة موروثة له…. ويظن انه هو الوحيد الذى يتقلد هذه الرتبة وناسى انه صناعة بشيرية كيزانية وناسى ان بالقوات المسلحة بتاعت الشعب السودانى وبها ابطال وطنينين مهنيين اشاوس …. البرهان يقراء من نفس كتاب البشير ونفس الجقلبة وونفس لغة الجسد فقط ناقصة الرقيص

  3. “تحدثوا تحدثوا، حتى نتعرف عليكم أكثر”
    شكرا يا صباح محمد الحسن على النصيحة الذهبية لثنائى المجلس الانتقالى، رغم التحفظ على مجاراة ومكاجنة العساكر …
    ومما جاء فى بلغاء القصيد -فى باب الزول وقت يقول كلام اخير يوزنو- :
    لسان الفتى نصف ونصف فؤاده **** ولم يبق إلا صورة الدم واللحمِ
    وكائن ترى من صامت لك معجب ****** زيادته أو نقصه في التكلم
    وقد قالها سقراط حكيم اليونان فاوجز:
    “تكلم حتى آراك”
    “Speak, so that I may see you”
    المزيد من العنتريات والخطابات الجماهيرية الضافية يا قادتنا الملهمين المظفرين !!
    بختكم يا فلول باضت ليكم فى قفص !!

  4. صباحك نور يا صباح….. مقال مميز… ومؤذٍ لقبيلة أبودرداق.. لذلك لن يطيقوه.. وقديماً قيل:- “إن طيب الورد مؤذٍ بالجُعَل!” الجعل هو درداق رزدوث البهاىم والفضلات البشرية..

  5. شوفي الفرق بين مبيونيات 30 يونيو حسن اراد العسكر الانقضاض على السلطة وبين انقلاب الامس حيث جاء النداء
    يا جماهير الشعب اخرجوا لحماية ثورتكم
    فهل خرج احد؟
    الموضوع في نظر الجماهير بما فيهم لجان المقاومة والثوار ليس موضوع مكون مدني وموضوع مكون عسكري، الموضوع فشل كامل شامل محتاج لثورة جديدة لأن الاوضاع الان أكثر سوءا من كل النواحي من ايام الانقاذ للاسف الشديدِ
    الشعب ما هو متحزب لجهة معينة عشان يدافع عنها وهو جيعان وعريان وكهربته مقطوعة ويموت بالمرض لانعدام الدواء، الشعب متحزب لمصالحه التي لم يعد لها مكان من الأعراب في هذه الحكومة بمدنييها وعسكرييها، ومحاولة الفصل بين الاثنين وتحميل أحدهما سواء مدني أو عسكري مسؤولية هذه الاوضاع لن يجدي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..