أخبار السودان

الانقلابات العسكرية بعد الثورة بين التشكيك والتصديق

 

تقرير: الخواض عبدالفضيل

قالت الحكومة السودانية إن مخططاً انقلابياً جرى إحباطه صباح أمس الأول الثلاثاء، بعد محاولة مجموعة من ضباط الجيش والمدنيين المحسوبين على التيار الإسلامي تنفيذه حيث جرى اعتقالهم.

وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة حمزة بلول في بيان صحفي “تمت السيطرة فجر يوم الثلاثاء 21 سبتمبر على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة المحسوبين على فلول النظام البائد”.

وأكد القبض على المخططين للانقلاب من مدنيين وعسكريين وإحباط آخر جيوب المحاولة في المدرعات بضاحية الشجرة جنوب الخرطوم.

بعد نحاج الثورة وتقلُّد المجلس العسكري مهام البلاد راج الكثير عن المحاولات الانقلابية التي تم إحباطها في ذلك الوقت، كذلك أثناء فترة حكومة الفترة الانتقالية كثر الحديث عن الكشف عن الحالات الانقلابية التي أشيع عنها كما كثر الحديث عن التنبوء بحدوث انقلاب متوقع في ظل الظروف الاقتصادية والسيولة الأمنية التي تشهدها البلاد خاصة بعد الأزمة التي يعيشها الشرق مما جعلت الجوء مهيئاً لحدوث انقلاب، لكن على ما يبدو انقلاب الأمس جعل هناك حالة من التشكيك عن صحة الانقلابات العسكرية خاصة وأنه في الانقلابات الفائتة لم يعلن أو محاكمة من ثبت تورطهم في حالة انقلابية الشيء الذي جعل كثير من المراقبين يصفون عدم الإعلان عن ذلك بالمسرحية  تبريراً للحكومة لفشلها في إدارة البلاد.

انقلاب حقيقي

ويقول  الدكتور مهدي دهب رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة إفريقيا العالمية في حديثه لـ(اليوم التالي) إنه في الفترة الماضية نشط فلول النظام البائد بشكل واضح وظهروا في شكل إضرابات وعمليات مختلفة وفي شرق السودان بقيادة الناظر ترك بقفل الطرق القومية كما ظهروا في اعتصامات أساتذة الجامعات بحجة ضعف الراتب الشهري وهي أحسب أنها كلمة حق  أريد بها باطل، مشيرا إلى  أنه بالفعل راتب الأستاذ الجامعي ضعيف حاول فلول النظام المباد استقلاله مضيفاً أنهم هيأوا الشارع لمسائل كهذه بافتعال أزمات عنف في الشارع العام ليتم الختام بهذا الانقلاب الفاشل. منوها إلى أن المحاولة الانقلابية حقيقية تورَّط فيها فلول النظام السابق وكوادرهم في الجيش من المتبقين.

الترويج في اتجاهين

وأشار أنه بعد المحاولة الانقلابية حاول الفلول الترويج في اتجاهين الأول أنها محاولة انقلابية مسرحية من قبل الحرية والتغيير التحالف الحاكم مع العسكر  حتى يخرجوا من الأزمات وهي تعتبر فدية لتبرير الفشل  بالمحاولة الانقلابية الأخيرة، لافتاً إلى أن في الاتجاه الثاني حاولوا أن يروجوا إن حزب البعث العربي الاشتراكي متورط في  العملية الانقلابية وهذه أيضا فرية خاصة وأن حزب البعث العربي أكثر الاحزاب النشطة في تحالف قوى الحرية والتغيير  في المشهد السياسي الآن، مضيفاً هي محاولة لشيطنة حزب البعث ومحاولة توريط حزب في قوى الحرية والتغيير وإظهار أنه متورط.

إذن فشل المحاولة الانقلابية من(الكيزان) ومن أجل تبرير فشلهم حاولوا أن يروجوا في إشاعات مختلفة لتوريط حزب البعث لافتاً إلى أنه بعد ظهور قيادات حزب البعث عبر بيان رفضوا فيه الانقلاب ونفي تورطهم فيه. بدأ الفلول  يروجون إلى أن هذه مسرحية تم إعدادها من الحكومة الانتقالية للخروج من المآزق التي تواجه الفترة الانتقالية. مشيراً إلى أنه إنقلاب صحيح ، والمتورطون فيه فلول النظام السابق مضيفا  الآن الشعب أصبح واعياً ولا عودة مرة أخرى لفلول النظام السابق.

مبيناً أن أي أزمة تحل عبر الطرق الديمقراطية ووسائل السلطة الانتقالية الحالية وهي رسالة واضحة حتى أنها تجعل الأحزاب في تحالف الحرية والتغيير أن تعيد النظر في التعاطي مع فلول النظام السابق خاصة وأنها في الفترة السابقة تهاونت في حسم الفلول لحماية الفترة الانتقالية بقرارات حاسمة فورية .

كل إنسان متشكك

من جهة أخرى يرى الباحث والمحلل السياسي عبدالله إسحاق أن التشكيك في صحة الانقلابات العسكرية الأخيرة ينبع من أن في الانقلابات الماضية لم يتم محاكمة (زيد ولا عبيد) ومن تم ضبطهم أو ووجه الاتهام إليهم بينما أطلق عن من قيل أنهم شاركوا في انقلابات مما يجعل التشكيك هو النتيجة الواضحة في الواقع، ولفت من أجل أن تضحد هذه الإشاعة بشكلها عليك في حال قبض أي شخص في انقلاب يجب أن تتم محاكمته علنياً وفورياً خاصة أنه تقويض للدستور الحاكم بالإضافة إلى عرضهم في الإعلام، وقال نحن الآن نتساءل عن الذين تم ضبطهم من قبل أمثال ود إبراهيم وعلي مجوك ومجموعة من المشاركين أين هم الآن؟. منوها أن المكون العسكري هو الذي يتعامل مع مثل هذه القضايا إذا كان صحيحاً هذا الانقلاب او غير صحيح أصبح  كل إنسان متشكك، لذا عليهم الآن إثبات الحقيقة إما أن يكشفوا عن أصحاب المحاولة الانقلابية ومن هم خلفها ومن يمولها ومن جرى وراء تنفيذها أو هم  يطلقون الشائعات من وقت لآخر لتهيئة المناخ إلى أن يأتي الانقلاب ولا يصدق الناس حتى لا تطبق علينا قصة (محمود والنمر انقلاب وانقلاب)حتى يأتي الانقلاب الحقيقي ويصبح الجميع على انقلاب .

الدليل والبرهان

وزاد لكن المطلوب الآن وللضرورة الجهات الأمنية وخاصة القوات المسلحة التي قالت إنها تصدت لمجموعة انقلابات عليها الآن أن تؤكد للجميع بالدليل والبرهان أن هناك محاكمة لبعض الانقلابيين خاصة ونحن الآن في عهد ثورة. والمحاكمات يجب أن تكون علنية وحتى المتهمون فيها يكفل لهم حق الدفوعات القانونية وهذا المحك الأساس، مشيرا إلى أن الشعب أصبح الآن يدرك ويتساءل عن الإجراءات التي تم اتخاذها في الانقلابات الماضية حتى لا تصبح مجال شك في كل انقلاب يعلن عنه في مدى صحته أو تكذيبه .

سيناريو مكرر

وفي سياق متصل يرى المحلل السياسي صلاح الدومة لـ(اليوم التالي) أن هذه التمثيليات أصبحت كثيرة خلال الفترة الماضية وسيناريوهات متكررة، وأن هذه التمثيلية السيئة من إخراج كتلة من الاسلاميين والمكون العسكري، مثل ماحدث في مجمع رهف السكني الذي حدث فيه ضرب نار دون إصبابة فرد من حركة تمازج التي تعمل مع أجندة تريد إدخال البلاد في أزمة أمنية، وكذلك المحاولة الانقلابية فهي كلها مسرحيات متفق عليها، وأشار الدومة أن كل المحاولات السابقة للانقلاب تخدم أجندة محددوة، الغرض منها شغل الرأي العام، وان المجلس العسكري جزء منها، وهي تمثيلية تشمل النظام البائد والعسكر، منوها أن نظام الإنقاذ مسيطر على من كانوا في كرسي السلطة وما زالوا يحاولون الرجوع للحكم مرة أخرى عن طريق المحاولات الانقلابية حتى وإن باءت بالفشل حتى يحولوا هذه الكذبة لحقيقة. واعتبر أن تلك المحاولة بسبب ضعف الحكومة التي تتحمل مسؤولية هذه المحاولات، وتساهل المكون المدني مع العسكر بسبب رئيس في كل المشكلات التي تمر بها  البلاد، ويجب على رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، أخذ موقف حاسم مع المكون العسكري لحسم تلك المحاولات.

اليوم التالي

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..