
في تقديري المتواضع، أن كل ما يجري الآن من تصعيد اعلامي سببه (مواجهات مؤجلة)، ولا أعلم إلى متى سيتم تأجيلها ! فمن المستحيل أن تكون الشراكة بين الشقين المدني والعسكري قائمة على نوايا سلمية طالما أن توقيع الوثيقة الدستورية تم في ظل أزمة معقدة كانت نهايتها مجزرة القيادة العامة ، وطالما أن ذات الوثيقة جعلت من مهام الفترة الانتقالية تشكيل لجنة للتحقيق في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة وبالتالي سيكون أعضاء المكون العسكري بجنرالاتهم عُرضة للمسائلة ورفع الحصانة بحكم مواقعهم في السلطة آنذاك، لذلك من الطبيعي أن يكون هنالك توجس وعدم تعاون بين الشقين المدني والعسكري لإختلاف النوايا .
بالوقوف على مهام الفترة الانتقالية نجدها مهام واضحة من بينها اعادة هيكلة القوات النظامية ، واصلاح اقتصاد الدولة ، وإعادة بناء المنظومة الحقوقية والعدلية التي تشمل القضاء ، والعمل على تحقيق هذة المهام في نظر المكون العسكري قد يؤدي إلي وضع حبل المشنقة حول أعناقهم ، فوجدوا من عناصر النظام البائد وسيلة لتحقيق اهدافهم باجهاض مهام الفترة الانتقالية وإعاقة الإنتقال في جميع مؤسسات الدولة الاقتصادية والعدلية.
لا يخفى على أحد ما تمر به بلادنا الآن من تصعيد غير مفهوم ومن تصريحات مجانبة الصواب من قادة عسكريين ومدنيين من شأنها زيادة الإحتقان ، فاذا كان همهم وهمنا هو سلامة وأمن هذا البلد فيجب علينا جمعياً التجرد من الذات والخروج من المربع الذي انطلقت منه الثورة والانتقال إلى مربع آخر. يجب على أسر الشهداء وضحايا مجزرة القيادة العامة التحرك والعمل على تكوين كيان وطني يهدف إلى اخراج البلاد من هذة الأزمة الخطيرة، والجلوس في طاولة واحدة مع الشقين المدني والعسكري لتوحيد النوايا وإزالة التوجس ومنح بطاقات الأمان في مقابل مفاتيح الإنتقال الديمقراطي الآمن والسلس ، وهذا على كل حال لا يعني الإفلات من العقاب . وبدون ذلك ، لا أتوقع ان يكون هنالك مخرج من هذة الأزمة ، ولا حتى ان يقوم العسكر بتسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين.
إن ما نمر به الان من عدم استقرار وعدم تقدم يحتاج منا القليل من التفكير خارج صندوق التعصب الثوري والكثير من الحكمة فاللهم اجعل هذة الايام تمر ولا تضر ونسأل الله أن يحفظ سوداننا وأهله جميعا.
اقتباس:
إن ما نمر به الان من عدم استقرار وعدم تقدم يحتاج منا القليل من التفكير خارج صندوق التعصب الثوري والكثير من الحكمة…
تعليق:
يا حبيب، انا لا اعرف كم عمرك؟!!، ولكن اسمع مني هذا التعليق علي مقالك الرائع بحكم انني قد عاصرت مشاكل السودانيين في السياسة منذ بداية سنوات الاربعينات…والله والله سيستمر هذا الحال شئنا ام ابينا الي يوم الدين، التفكير خارج صندوق التعصب الثوري والكثير من الحكمة لن تكون في قاموس حياتنا القادمة!!،
هل تصدق يا حبيب ، يوم ٣٠/ ديسمبر عام ١٩٥٥ – قبل ساعات من رفع علم السودان – بعض قادة الاحزاب كانت عندهم فكرة تاجيل رفع العلم الي عام اخر حتي تتم “سودنة” الوظائف!!، وحصلت “شكلة ليها ضل”، واخيرآ، اضطروا قبول رفع العلم بسبب حضور وفود اجنبية!!
أقولها ولا أخشى فيها أحد ههههههه زي حتقول كلام مهم وخطير كل العملته حاولت تغبيش الوعي عندما ساويت بين العسكر العندهم 80% من الثروة والسلطة وبين المدنيين لوكانو هبوط ناعم ولا خشن لا يهمنا الآن كل راس مالهم 20% ووضعتهم في ميزان عدالتك المختل وكانهم شركاء وبالتساوي في الفشل والمشكلة الآن بعد الانقلاب المسرحي أو الفلم الهندي والانقلاب الحقيقي كان حيكملوا البرهان وحميدتي وزعلانيين لانه فشل وعرفو قيمتهم صفر في السودان وفي العالم طيب الدخل المدنيين في الموضوع شنو هنا وكمان طلبك الغريب من اسر الشهداء ان يتوسطو بين العسكر قاتلي ابنهائهم وبين المدنيين هههههههه يازول انت جادي
متوقعك تقول وماذنب المواطن المسكين ليتحمل هذاالغلاءوالفقر
والجوع والمعاناة بسبب هؤلاءالعنقالة الصبية الفاشلين اصحاب الاحزاب المجهرية !
هل قدرلناان نحتملهم سنوات اخري كمااحتملناسابقين!؟
وهل توقفت حواءالسودان علي حمدوك الفاشل وزمرته