مقالات سياسية

وثقافة (المكاجرة) تدخل مجلس السيادة

أسامة ضي النعيم محمد

هي الجدال والملاححة والرفث لإخراج الهواء الساخن، لا تصل غالبا الي حد سفك الدماء، جزي الله المعلق (Sasa) في صحيفة الراكوبة لخص المتلازمة السودانية تلك حيث قال ( المكاجرة رضعناها نحن السودانيين مع لبن أمهاتنا ، ومن لم ترضعه أمه لسبب ما رضعها بالبزة) ، هي عند صفوف المواصلات وداخل الباصات والحافلات ، كانت تحدث المكاجرة في عربات القطار أيام الحجز في الدرجات الاولي والثانية مستفيدين من عطاء الدولة الخيرة حيث تمنح الموظفين وأسرهم مجانا تصاريح السفربالقطار ، لا يخلو منها صف الرغيف أيضا .

أشهر (المكاجرات) في تأريخ الاخوان هي ما تم بعدها المفاصلة الاشهر، سار بعدها المؤتمر الشعبي الي المنشية والمؤتمر الوطني ورواد مطعمه الي حديث الدسم وطيب الطعام مع تعدد النهب من أراضي وأوقاف عبر القصر، تخللتها عمليات  انقلابات والقصد منها ابعاد البعض من الوظائف المفتاحية و تمكينا احلالهم بمن يسهل عجنه وطوع البنان ، لحقت المكاجرة أيضا بعلاقة شركاء اتفاقية نيفاشا ، الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني تصرفوا كما الصبية في صف الرغيف أو السائقون في صفوف الوقود عند الازمات، أوصلوا السودان القديم الي نقطة الوحدة غير الجاذبة وكان الانفصال.

ثقافة المكاجرة اليوم يبعثها مجلس السيادة بشقيه العسكري والمدني، تتطاير الحمم الساخنة من العبارات من هذا الجانب ويردها الطرف المقابل كما في كرة المضرب ، يكيل البرهان طن من الاتهامات ويقابله محمد الفكي شريكه في المجلس بضعفها اتهامات علي الفضاء مباشرة ، ( الرهيفة اتنقد ) يرسلها كرة ركنية القائد حميدتي لتستقر في مرمي شريكه المكون المدني ومن يهمهم الامر في ذات الملعب .

المكاجرة ما زالت بكرا وخطاب ودها كثر، مصالح السودان تقف في طابور الانجاز الي أن ينتهي الاصدقاء الاعداء من رياضة المكاجرة، تكوين المجلس التشريعي ، اختيار رئيس/ة القضاء والنائب/ة العام ، تكوين المفوضيات، الوفاء يتسليم البشير الي المحكمة الجنائية، جميعها قضايا عند مجلس السيادة تعلق الي حين قيام (الجودية) بعمل الوفاق لحل المكاجرة كما يري القائد حميدتي ، لا يجلس المكونان لمجلس السيادة على (تربيزة) واحدة الا بعد الوفاق ، مصالح البلاد العليا عند مجلس السيادة يأتي قبلها فض النزاع وإحداث الوفاق للوصول بالمكاجرة الى (الميس).

النظارفي زمانهم كانوا أكثر حكمة وعقلانية من أعضاء مجلس السيادة الحاليين ، بوادر المكاجرة تستشعرها حواسهم قبل استفحالها لكي لا تخرج الي العلن ، تذبح الجزور وتولم الولائم وتحت الراكوبة الكبيرة في بيت أحد النظارأو العمد تتم المصالحات وتوأد المكاجرات في مهدها ، ربما عقد الاجتماع في ظل شجرة وارفة الظلال ، نيمة أوشجرة سدر أو لبخة كبيرة مثل لبخ بارا ، تسير علاقات الحكم ولا تسمع الا طيب القول وجبر الخواطر وحل المنازعات لاستقرار القبيلة ، ما عاد السودان الكبير يمثل مجلسه السيادي الا ساحة مكاجرة تتناقز فيها الاتهامات بين أعضاء المجلس كما كرات الطين بين الصبية في حصة الاعمال.

أعان الله الدكتور حمدوك وهو يتحمل عبء فض المكاجرة ، العالم ينتظر وهو يراقب ويفهم جيدا عربي القائد حميدتي وحتي عبارة ( الرهيفة اتنقد ) لبايدن مترجمون يشرحون بالبطئ الممل العبارة ومقابلها باليانكي في هارلم استريت ، ولبوريس جونسون تشرحها زينب البدوي وتقاربها بكلمة من ( نوتنق هلقيت )، قفل موانئ السودان في بشائر وبورتسودان رسالة تمحو مخرجات اللقاء السعودي السوداني للاستثمار ، ترسل مقاطع تفكيك خط السكة حديد في شرق السودان رسالة واضحة الي دولة الامارات لسحب عرضها لإنشاء سكك حديد في اقليم دارفور.

ثقافة المكاجرة متلازمة سودانية تطيح ب ( الزول) في بلاد الخليج ، يسير المدح بفضائل السوداني الي أن ينعت بالحماقة التي أعيت من يداويها ، تأتيك العبارة ( الزول حلو كما شراب الببسي ، بس ما ترج الزجاجة) ، البرهان رمانة المجلس  السيادي وعقله الذي يوزع الفرص بين أعضاء المجلس ، تأخذه ثقافة المكاجرة بعيدا وتسد عنده الحكمة وينفذ صبره لتتعطل حركة السودان والعالم ينظر ويراقب ، هي ثقافة المكاجرة متلازمة سودانية يتعاطاها الصبي في صف الرغيف كما يحلو تعاطيها عند أعضاء مجلس السيادة والكل في ذلك سواسية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..