مقالات وآراء

الشعب السوداني … رجل فيه شركاء متشاكسون

عوض عمر 
في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) .
ضرب المثال للمشركين الذين لديهم أكثر من إله ، ولما كان المثال واضح ان من يكون له شركاء متشاكسون واستياد عدة سيتعبون معبودهم ، كل يأمر بما يخالف الآخر .
ولما كان المثل واضحا الدلالة قال تعالى  الحمد لله.
فهاهو الشعب السوداني يعيش تحت حكم شراكة بين مكون عسكري ومكون مدني . لا يجمع بينهم الا التشاكس في غالب الأمر. ومعلوم أن المكون العسكري يتكون من الدعم السريع الذي اعتمدته الوثيقة الدستورية قوة نظامية فهو عندما تحتاجه المكونات المدنية تدغدغه بأنه من قام بحماية الثوار في محيط القيادة ولولاه لكانت المجازر ، وهذا صحيح ، وعندما تظهر الخلافات هذا الدعم السريع هو جنجويد رباطة ، وهو المتهم بفض الاعتصام ، ومن السائد في كل الوسائط أن هناك جهات مدنية وقعت على فض الاعتصام ، ونسمع أن الحزب الفلاني قام بسحب خيمته من ساحة الاعتصام مما يبين معرفته بالذي سيحدث .
وعلى الرغم من طعن الكثير في كفاءة المكون العسكري ولكن المكون العسكري على تباين مكوناته ولكنه منسق ولم يعلن يوما خلافاته.
المكون المدني وكما اسلفنا من خلافه السافر بينه والعسكري ، ورغم الادعاء انهم المتعلمين الوطنيون ولكن نطالع احزابهم وكتل منهم يعكرون مزاج الشعب صباح مساء. بالملاسنات. والانشطارات. وإعادة التكتلات على أسس جديدة .
هذا التشاكس الذي نعيشه هل سيبني دولة!!!؟؟؟؟ .
من كثر كلامه كثر خطاؤه فهؤلاء الساسة لأنهم حرفتهم الكلام دون الفعل غالبا فقد اقحمونا في كثير من الضلالات والمهالك. ولو لا الله ثم حكمة الدكتور عبد الله حمدوك لما كان الاستقرار الذي نتنسم عبيره بين الفينة والأخرى. وما احسبه يقينا أن كل نجاحات المكون المدني في الحكومة في الغالب تحسب لشخصه فقط بعيدا عن قحت المتشاكسة .
ولو زعم المدنيون انهم هم من أتى بحمدوك كذلك سمع الناس أصوات النظام المباد يقولون انهم من عرفوه للشعب السوداني.
بغض النظر عمن أتى بالدكتور حمدوك ولكنه سوداني يقوم بواجبه وتحسب انه موافق للحكمة في كثير من قراراته ، ولو ابتعد بنفسه عن وصاية هذا وذاك لكان النجاح أبين واظهر .
وليس أدل على حكمة رئيس الوزراء من مبادرته التي تدعوا لوحدة بين الشرفاء في  الوطن بكافة الانتماءات ، ولو حدث ذلك لارتاحت آذاننا من تخوين بعضنا بعضا ، ولم نسمع أن هناك أربعة أحزاب هيمنت على السلطة بعيدا عن الشعب ، وبعيدا حتى عن مكونات الحرية والتغيير .
لو نظرنا لساحة الاعتصام لتبادر للأذهان مشهد صلاة الجمعة تحت حماية الأقباط والمكونات غير المسلمة ، في مشهد يمثل السودان.
فقد رأينا كل الأطياف في ساحة القيادة يسار ووسط ويمين فراينا الشيوعيات والمتقبات ، وأصحاب اللحى ودسيس ينشد بتزليل الصعب للمبيت بالقيادة
بس انت حاول بيت موية وابريق نديك
كنداكة نعرسها ليك ، كان أبت نحنكها ليك،
ورأينا حسن رزق وغيره.
فلنقف وراء مبادرة حمدوك وتجمع كل شرفاء الوطن من لم تثبت في مواجهتهم اي خيانة للوطن إسلاميين أو غيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..