
لا والف لا …. الردة مستحيلة
لا ولن نحيد عن الكفاح
ستعود ثورتنا لنا
وتعود أنغام الصباح
وان ارادوها استغلالا للاحداث وقفزا علي ثورتنا المجيدة .
فما حدث في الشرق من فتنة هو من عمل فلولهم اللعينة المستقوية بالعسكر .
فساذج من يظن ان الثورة تتخذ دوما خطاً بيانيا صاعداً نحو النجاح .
فهناك العثرات وهناك السقوط الاخطاء.
ونجاحات الثورات ليست سهلة ومتتالية في كل مجالاتها المدنية ،
فهي تصطدم بكثير المعوقات .
وكم من ثورة سرقت بليل بعد ان اطفأ الاعداء جذوتها .
فثورة ديسمبر المجيدة شأنها شأن كل ثورات العالم كان لها من النصيب تآمرا وصل حد خنق البلاد اقتصاديا .
وفعل الكيزان كل افاعيل الشياطين .
فتن قبلية وشائعات واكاذيب وتدمير للاقتصاد وتزوير للحقائق .
و ترك وما ادراك ما ترك .
و انقلابات مفتعلة ومجهولة
ثم كان الانقلاب القبيح .
والذي خرج بعده الغول العسكري متبخترا ليلقي اللوم علي المدنيين بأنهم المسؤولون عنه.
فكيف بالله عليكم نصدق هذه المسرحية السمجة والتي لا تنطلي اصغر ثوري.
فهم علي دراية بمن اعد لهذا الانقلاب الخبيث.
وهم علي دراية بمن خططوا له.
وهم من مهدوا لفوضي النيقرز و ٩ طويلة.
وهم من حرض ترك لقفل الميناء والمطار والبترول .
فكان لزاما علي الثوار ترويض ذلك الغول العسكري والمتدثر بعباءة الكيزان والذي دمر كل احلام ومستقبل اهل السودان.
وكان لزاما ترويضه وقد أنتزع الإنتماء من كل القلوب النقية.
وكان لزاما ان يرضخ (نفس الزول) للقانون والرقابة الكاملة من الشعب ويعترف بأمر الثورة فعلا وقولا .
وكان لزاما ان يتخلي عن كل ممارساته القبيحة.
وكان لزاما اجباره لكي يتوقف عن حماية الفاسدين .
وكان لزاما ايقافه عن مص أقوات الشعب وحقوقه .
وكان لزاما اجباره لكي يتراجع لعقيدته العسكرية والقتالية الحقة ويعيد تعريف مهامه وواجباته للشعب من جديد.
فكان الرد بمليونية الثلاثون من سبتمبر .
ومن عطبرة الحرة انطلق قطارها .
ومن مدني الباسلة جاء ثوارها.
ومن كل مدن السودان جاء حماتها.
ليجددوا العهد بثورتهم المجيدة.
واليوم نرفع راية استقلالنا.
فعذرا يا مساخيط الوطن …
السودان ليس فندقا نجمع فيه حقائبنا ونغادره حين تسوء خدماته …
والسودان ليس حديقة نغادرها حين تطفأ انوارها …
والسودان ليس زوجة نضيق عليها بضرة حين تحيض ونتزوج أخرى …
عذرا ايها البلهاء …
السودان أبي وأمي وأخوي وخالي وعمي وجاري وجدي ….
فاعلموا اننا قد اعتدنا تطويع اللامعقول وتليين اللامنطق .
فلا والف لا ….
لا لن نحيد عن الكفاح
ستعود ثورتنا لنا
وتعود أنغام الصباح
والردة مستحيلة ايها الشاعر الهمام وقد ارحتني بكلمات قصيدتك: ….
لَاْ لَنْ يَعِيْثَ بِثَوْرَتِي حِقْدُ الرِّهَاْنِ عَلَىْ الْحِصَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ إلَى الْوَرَاْ سَقَطَ الْمُقاْمِرُ وَالْقِمَارْ
لَاْ لَنْ أَمُوْتَ وَإِنْ أَمُتْ إِبْنِيْ سَيُدْفَنُ بِالْجِوَارْ
لَاْ لَنْ نَمُوْتَ فَشَعْبُنَاْ ذَاْقَ الْحَيَاْةَ وَلَنْ يُدَارْ
لَاْ لِلرُّجُوْعِ إِلَىْ الْقُبُوْرِ فَقَدْ مَضَىْ زَمَنُ الإِسَارْ
لَاْ لِلرُّجُوْعِ إِلَىْ الْوَرَاءِ فَقَدْ بَدَاْ ضَوءُ الْفَنَارْ
لَاْ لَنْ تَعُوْدَ سَفِيْنَتِيْ فَلَقَدْ مَضَتْ سُنَنُ الْكِبَارْ
وَلَقَدْ طَغَىْ شَوْقُ الْمُسَاْفِرِ دُوْنَهُ فَقْدُ الضَّمَارْ
إِنْ شِئْتَ سَلْ كَمْ عَاْشِقٍ شَرِبَ الْمَسَاْفَةَ والْقِفَارْ
لَقِيَ الْحَبِيْبَ عَلَىْ الضَّنَى شَرِبَ الْعِيُوْنَ مَعَ الْخِمَارْ
لَاْ لنْ نَعُوْدَ وَرَاءَنَاْ إِنَّ الشُّرُوْقَ هُوَ الْمَسَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ وَصَمَّمَتْ أقْدَاْرُنَا نَفْسَ الْخيَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَإِنَّنَاْ فَوْقَ الْمَخَاْفَةِ وَالْفِرَارْ
رَكَعَ الرَّصَاْصُ أمَاْمَنَاْ عِشْقَاً وَحُبَّاً وَاعْتِذَارْ
سَاْحَاْتُنَاْ بَدَتِ الْمَدَاْفِنُ لِلشَّقِيِّ أوِ انْتِحَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَقَدْ قَضَى وَقْتُ الْعِتَاْبِ أوِ الْعِذَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَهَاْ هُوَ الْبَدْرُ الْجَمِيْلُ قَدِ اسْتَدَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَسَاْحُنَاْ دَاْرٌ يَطِيْبُ وَأَيَّ دَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ إلَىْ الظَّلَاْمِ فَبَيْتُنَاْ يَمَنُ النًّهَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ بِيُوْتَنَاْ فَلَقَدْ حَسَمْنَاْ الإخْتِيَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَقَوْسُنَاْ قَاْبَ الْمَقَاْصِدَ وَالعِيَارْ
وَسَلِ الْمَحَاْجِرَ إنْ تَشأْ عَوْدَ الْمَعَاْمِيَ والضِّرَارْ
لَا لَنْ نَحِيْدَ وَقَدْ بَدَا نِصْفُ الطَّرِيْقِ عَلَىْ انْتِظَارْ
خَاْطِرْ فَمَاْ حَاْزَ المَغَاْزِيَ خَاْئِفٌ وَدَعِ الْحِذَارْ
إِنَّ الًمُحَاْذِرَ يَبْتَغِيْ نِصْفَ الْجِنَاْنِ وَنِصْفَ نَارْ
(رِزْقُ السِّيُوْفِ عَلَىْ الشُّجَاْعِ وَمَاْ أَتَى) مِنْ رُوْحِ فَارْ
وَحَمَاْئِلُ السَّيْفِ الشَّرِيْفِ إِنِ انْتَضَتْ لَاْ تُسْتَثَارْ
لَاْ لَوْمَ لَاْ عَتْبَاً عَلَىْ سَيْفِ الْجِيَاْعِ الْمُسْتَشَارْ
لَنْ يَسْمَعَ الطَّاغِي إلَىْ لُغَةِ الْحَلِيْمِ أوِ الْحِوَارْ
لُغَةُ السِّيُوْفِ حَوَاْرُهُ لُغَةُ الْمَفَاْسِدِ والدَّمَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَهَاذِهِ الدُّنْيَاْ تَدُوْلُ مَعَ الْكِبَارْ
إِنَّاْ الْكِبَاْرُ وَهَاْمُنَاْ طَاْدَ الشَّدَاْئِدَ كَالْكِبَارْ
شَعْبُ الْمَآثِرِ وَالْحَضَاْرَةِ وَالنَّصِيْرِ بِلَاْ غُبَارْ
وَقَفَتْ لَنَاْ الدُّنْيَاْ وَمِنْ دَمِنَاْ بَمِعْصَمِهَاْ سِوَارْ
وَتَلَمْلَمَتْ فِيْهَاْ الْمُنَى وَالْحُزْنُ قَدْ سَدَلَ السِّتَارْ
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَإِنَّنَاْ إِمَّاْ نَمُوْتُ أَوِ انْتِصَارْ
وَأمَانَةُ الإنْسَانِ فِيْ تَاْرِيْخِهِ ذِمَمَاً تُزَارْ
إِنَّ الْمُحَاْذِرَ طَبْعُهُ نِصْفَ الْمُنَاْفِقِ إِنْ أَشَارْ
فَبِنَرْجَسَيَّتِهِ ضَوْى إنْسَاْنُهُ وَهَوَىْ الْقَرَاْرْ
خَاْطِرْ وَشَاْوِرْ ثَاْئِرَاً نِصْفَاً وَنِصْفَاً يُسْتَشَارْ
وَاحْذَرْ فَقَدْ رَسَبَ الَّذِيْ تَرَكَ الْمَخَاْطِرَ لِلْحِذَارْ
قَطَفَ الشَّهِيْدُ ثِمَاْرَهُ لَاْ لَنْ نَخُوْنَ لَهُ الثِّمَارْ
فَثِمَاْرُهُ لَبِسَتْ أشِعَّتَهُ ضُحَىً شُعَلَاً وَنَارْ
صَاْنَ الضِّيَاءَ أَمَاْنَةً صَوْنَ اللَّأَلِيءِ فِيْ المَحَارْ
فَتَفَوَّقَ الصَّبْرُ الْجَمِيْلُ بِثَوْرَةً كَسَرَ الْعِثَاْرْ
وَسَقَ الْمَجَرَّةَ فِيْ الْمَدَى وَتَدَثَّرَتْ مِنْهُ الْوَقَارْ
خَصَرَ الْمَسَاْفَةَ وَاسْتَوَىْ بَعْدَ الْمَشَقَّةِ إِنْفِجَارْ
لَاْ بَأسَ إِذْ رَكَبَتْ مَمَاْشِيْنَاْ الشَّهَاْدَةُ بِاخْتِيَاْرْ
لَاْ لَسْتُ أَنْوِيَ عِيْشَةً بَقِيَتْ بِِهُوْنٍ وَاحْتِقَارْ
(لَاْ تَسْقِنِيْ كَأْسَ الْحَيَاْةِ بِذِلَّةٍ) لُقَمَاً وَعَارْ
(بَلْ فَاسْقِنِي بَالْعِزِّ) سُمَّاً قَاْتِلَاً أوْ إِنْتَصَارْ
وِنِهَاْيَةُ الْلَّيْلِ الطَّوِيْلِ مَشَقَّةً يَأتِيْ النَّهَارْ
