مقالات وآراء سياسية

سيدي وزير الإعلام…. هذا و الله عيب عليكم.

علي العبيد
الخميس و الجمعة 30 سبتمبر و أول أكتوبر  2021كانا يومين تأريخيين في بلادنا…
حشودٌ هائلة في الخرطوم و عواصم الولايات خرجت للدفاع عن ثورتها… عن حكومتها المدنية.. و عن لجنة إزالة التمكين، أيقونة الثورة الأجمل.
و قطارٌ من مدني يحمل في جوفه صفوة أهل الجزيرة، و قطارٌ  من عطبرة، يفحّ مثل ثعبان جائع، يثير الهلع و الرعب في نفوس أعداء الثورة….. و يصر على الوصول للخرطوم رغم المتاريس التي وضعها أمامه الفلول.
و رغم أهمية الحدث، إلا أنه لم يحرك شعرة في قنواتنا الفضائية، التي يبدو أنها من فصيلة (ذوات الدم البارد) و الجلد التخين و الإحساس البليد، و لذلك لم تنزل لتواكب الحدث من الشارع  و تنقله للعالم… هذا إذا إستثنينا بعض الصور المسجلة التي تعرضها قناة الخرطوم الفضائية.
و في ذروة المظاهرات تابعت كل قنواتنا، الحكومية و الخاصة، كلها… و لم أجد إحداها تنقل الحدث، و ليتها كانت تعرض شيئاً ذا قيمة…. أحاديث عن كريمات تفتيح البشرة… برامج لإعداد مأكولات لم يسمع بها 90 في المية من الشعب السوداني، غناء، مديح، برامج رياضية في بلاد لا توجد بها رياضة، في وقت كانت قناة (الجزيرة مباشر) تلعلع بأغنية (عازة في هواك) و أنشودة (يا شعباً لهبك ثوريتك).. حيث كانت تشرّف المظاهرات أرواح  خليل فرح و محجوب شريف و  وردي و حمّيد و مصطفى سيد أحمد و الدوش و القدال.. و تتوهج بأشعار أزهري محمد علي و إبداعات أبو عركي… و شعراء وشاعرات الثورة الشباب.
و الله إنه لشيئ مقرف حد (الإستفراغ) أن يكون هذا حال الإعلام الرسمي لبلاد قامت فيها ثورة بهذا الحجم الذي أذهل العالم، و ما زالت متقدة في نفوس مفجريها، تغري كلاً من يريد أن يتشرف بأن يذهب إليها، عله يأتي أهله منها بقبسٍ أو يجد على نارها هدى، أو يأتيهم منها بخبر أو بجذوة منها  ليصطلون، إلا هذه القنوات الفضائية البائسة الميتة… التي لم تأنس ضياء تلك النار المقدسة، و قد كان حريّاً بها أن تركض نحوها ركضاً و أن (تخلع نعليها) عندها إكباراً و إحتراماً و تبجيلاً…..
لا أدري ما هو السبب؟ هل هو عدم إحساس؟ هل هي بلادة؟ لامبالاة؟ غباء؟ أم أن قنواتنا ما زالت بأيدي الفلول؟
سيدي وزير الإعلام، سيدي مدير التلفزيون القومي …. عيب عليكما هذا، و الله عيب…
خروج:
ما هو سر الجرأة التي تتمتع بها قنواتنا التلفزيونية و هي تنقل لقطات حية من منافاسات الدوريات الأوروبية و دوري أبطال أوروبا و يتولى رهطٌ من الإعلاميين تحليلها و التعيلق عليها دون حياء في مخالفة واضحة لحقوق الملكية؟؟؟
هل يا ترى أنهم قد دفعوا للقنوات صاحبة إمتياز النقل؟ أم أنهم أخذوا منها الإذن ؟؟؟ أم أنها سرقة  مكشوفة لنا، و لا يعلم عنها أصحاب (البضاعة المسروقة) لأنهم لا يشاهدون قنواتنا و لذلك أمن السارق إفتضاح أمره، و متعنا بالفرجة الحرام؟؟؟؟
شكراً قناة (الجزيرة مباشر)، رغم مواقفك السيئة تجاه ثورتنا و بلادنا، فمن خلالك علمنا أن هنالك مليونيات تجوب شوارع الخرطوم و هي تحمل لنا الأمل بغدٍ مشرق في سوداننا الحبيب…و بأننا سنعبر و سننتصر… رغم المشقة و العنت و الكيد و الغدر و الخسة التي جُبِل عليها الكيزان الأنزال، و ظلم ذوي القربي الذي هو أشد مضاضةً….. على الناس من وقع الحسام المهند.

تعليق واحد

  1. ما ركزوا عليها لانها كانت مواكب هزيلة ومحرجة للناس اللي نظموها رغم تجميع الناس من كل انحاء السودان بالباصات والقطارات والحافلات والدفارات!!!!!!!!!!!
    كانت مهزلة ليتهم يقرأوها مقرونة بمسيرات 30 يونيو عشان يستنتجوا انو الفرق بين الاثنين سببه شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..