أردول: لا فرق بين الانقلاب العسكري وسيطرة “الأربعة” على السلطة

تعليقات تنم عن العنصرية والجهوية وضيق الأفق، ولم تخلُ من البذاءة والسب والشتم الذي لا يدل إلا على الإفلاس وانعدام الرأي والحجة والمنطق، وإلا فما قاله الرجل صحيح تماماً. ما الذي يمنع توسيع الشق المسيطر على الحكم والمستبد به الآن من الحرية والتغيير بإعادة إستيعاب شقهم الموقع معهم على ميثاق الحرية والتغيير توسيعاً للحاضنة السياسية لزيادة فرص صمودها إلى نهاية الفترة الإنتقالية؟ ، بل ما الذي يمنع توسيع قاعدة المشاركة لتشمل جميع الأطياف السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني السودانية غير الموقعة على ميثاق الحرية والتغيير عدا المؤتمر الوطني؟
هل الحرية والتغيير منتخبة من الشعب السوداني؟
أم نزلت أسماؤهم وحياً من السماء فلا يجوز مسهم؟
أليسوا مجرد مجموعة إنتهازية إنتهزوا ظروفاً معينة مواتية وانفردوا بالحكم وأقصوا غيرهم؟
أليس الإقصاء والإستبداد والتهميس هي العوامل التي أسقطت النظام السابق؟
ألم يكن النظام السابق يردد نفس عبارات التخوين والتهديد واستبعاد (من يجرؤ على شيلهم) مثلما يقول سكرى السلطة من القحطيين اليوم؟
والأهم من ذلك يجب عليكم أن تعلموا أن نظام تسيير الفترات الإنتقالية عالمياً يقوم على (التوافق) الذي يجمع كل الطيف السياسي في البلد الذي تقوم فيه ثورة تطيح بنظامٍ سابق، عدا حزب النظام السابق. وذلك لضمان نجاح الفترات الإنتقالية التي هي بطبيعتها هشة لأنها لا تقوم على الإنتخابات بل على (التوافق) بديلاً عن الإنتخابات.
فهل التوافق هو ما حدث من قوى الحرية والتغيير؟
هل قوى الحرية والتغيير يمثل كل الطيف السياسي السوادني من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وتنظيمات؟ أم هي مجموعة إنتهزت الظرف والحنق الشعبي والهوس الثوري العارم، واستغلت حادث فض الإعتصام الذي تورط فيه الجيش، فابتزت به الجيش الذي كان يصر على تسليم الحكم لجسد توافقي يجمع كل الطيف السياسي وتنظيمات المجتمع المدني السوداني، فحشدت قحت الحشود وجيشت الجماهير وضغطت على الجيش ضغطاً شديداً في مكمن ألم فض الإعتصام من أجل تسليمها الحكم منفردةً مقصيةً كل ما عداها من الأحزاب والتنظيمات غير اليسارية مما إضطر الجيش إلى تسليمهم الحكم منفردين بعد أن إنفض عن الجيش – إحتجاجاً على فض الإعتصام ـ التحالف الشعبي اليميني الهائل الذي كان يدعمه تقويةً لموقفه الرافض لتسليم الحكم لجهةً إنتهازية غير توافقية تشمل كل الطيف السياسي وتنظيمات المجتمع المدني السوداني ولا تستثني أحداً عدا حزب المؤتمر الوطني؟

ولأن كل عاقلٍ ـ إلا أغبياء قحط المنتشين بسكرة الحكم ـ يعلم علم اليقين أن الضمانة الوحيدة لنجاح الفترات الإنتقالية التي لا تستند عادةً على شرعية الإنتخابات هو (التوافق) الذي لا يقصي أحداً عدا حزب النظام السابق، ولأن جنرالات الجيش كغيرهم من العقلاء يعلمون هذه الحقيقة سعوا لتسليم الحكم لجسد توافقي غير إقصائي لضمان نجاح الفترة الإنتقالية دون حدوث تصدعات ومنازعات مثل التي تحدث الآن، ولكن قحت، التي وافق ممثلوها على فض الإعتصام، رموا الجيش بدائهم وانسلوا ولبسوه جريمة الفض منفرداً وقادوا حملةً شيطنةٍ دعائية شعواء على الجيش ، الأمر الذي أثار الجماهير وأسخطهم على الجيش سخطاً شديداً فخرجت في مليونيات تطالب الجيش بتسليم قحط السلطة منفردةً، وقد كان لهم ما أرادوا، والآن يجنون الحصاد المُر للإنتهازية والإقصاء الذي مارسوه على الطيف السياسي السوداني والتهميش الذي سلطوه على شركاء الوطن من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى خارج مجموعة قحت، وشبق الحكم وغُلمة الكراسي (وعلى نفسها جنت قحت).