مقالات سياسية

الديكتاتورية الرابعة.. والتباكي على السلطة..!

د. منتصر نابلسي

الفهم الخاطيء للمعني “الراقي” لكلمة الحكم والسلطة ولماذا يريد أحدهم ان يحكم شعبا ولماذا يحكم وكيف يحكم …ان المعيار لدينا يعاني من خلل والحكم مفهوم غير متوفر لدينا فمازالت الكلمة لاتجد موضعها الصحيح وقيمتها التى يحتمها الواقع …
نحن في هذا الزمن الذى سبقنا العالم فيه إلى مستويات بعيدة جدا من التطور والرقي والتقدم، ونحن نظل نكابرونتطاول على الحقيـقة ظنا منا بأننا بلغنا من الفكر والتدبير ما يبرر لنا التوجه المغلوط ،  لقد اصبحت التكنلوجيا اليوم تدير الدول ونحن مازلنا نتناوش حول مفهوم الحكم والحاكم، مازلنا نرزح تحت خط الصفر فى تسخير العقل في ضبط الأمور  وتسخير النفس بقيادية ناجحة بعيدا عن الحماقة، فكيف نمضي إلى الأمام ومازالت الأفكار التى ورثناها من المستعمر تحدد مسار حياتنا وتشكل وجداننا وتكبل انطلاقنا الى أهداف أسمى…..
إلى تاريخه ونحن لا نجعل من الحكمة اسلوبا لالية السلطة فمازالت الأنانية مستنقع تـــزهق فيها آمالنا ،ومازال حب الذات هـــو ما نتميز به ونسعى خلفه ولكن أين موقع الإنسان الســوداني من هــذه المعمعة وهذا التباغض والتربص والكراهية..
بلدنا يحتاج إلى لم الشمل وخلق ارادة تترفع عن هــذه الآفات التى دمرت البلاد وجعلتنا في آخر الصفوف نتباكى على واقع  كان لنا اليد الطولى في تصدعه  وانحطاطه..
فما حكمت الانقاذ 30 عاما الا لخلل وجدته “معشعش” في رؤوس الناس، فمررت أجندتها ، وحكمت كل هذه السنوات وكان لديها الفـــرصة الكافية وزيادة حتى تثبت مصداقيتها وتعــطي وتتجرد وتكتب تاريخها بمــداد من عطاء ، ولكن للأسف غلبت عليها شهوتها وجعلت من الدين معبرا لبلوغ أغرض دنيوية فانية في حياة محسوبة وأعمار مكتوبة لاتبقى الى الأبد، ولم تضع في حسبانها إن المجد لايكتب بجمع المال، ولكن ينحت بحسن الافعال ، فخسرت تاريخ لايشترى لطخته بكل خسيس ودنيء وكسبت هوانا لن يغسله ماء البحر ولن يغيره الأسف والاعتذار.
نحن لانبحث عن دكتاتورية رابعة ولن نمهد لظهورها فقد كانت الدروس قاسية والاحزان موجعة والتجارب مرة …يجب أن يتغير فهمنا لمعنى السلطة والحكم.
1- يجب أن لاتكون السلطة من أجل العبور على أجساد الشعب وبناء الحكم خصما عليهم ، ولكن الحكم الصالح يبنيه الشعــــب بحريــة عبر الانتخاب والاختيار الحر.
2- يجب أن تنظر السلطة الحاكمة للمستقبل القـــادم ،فنحن لانبنى الواقع لأنفسنا وحدنا ولكن يجب أن نخطط للاجيال القادمة باذن الله .
3- الديكتاتورية لم تعد اسلوبا منطقيا للحكم فالتطور العالمي يمضى نحو الحرية والانعتاق من جبروت الحكام.
4- الانانية والغرور وحب السلطة واستعباد الناس تحطيم للتطور فليس هناك إله يعبد ويمجد من بني البشر فالكل خلقهم الله سبحانه.
5- القبلية والجهوية أمراض تقتل التقدم افات زرعها الاستعمار سياسة فرق تسد فلا تضيف القبلية والجهوية الا الضعف والانفلات.
6- العلاقات الخارجية المبنية على المصالح المشتركة والتى تنفع وتعزز اقتصاد بلادنا هى التوجه السليم للدولة.

‫4 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..