يا برهان.. القضاء على الثورة رهان خاسر !!

فاطمة غزالي
دعوة رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان لحل الحكومة الانتقالية لا شك أنها الفصل الأخير من السيناريو المكتوب بعناية للقضاء على الثورة وتقويض المسار الديمقراطي في السودان. هاهي الوصفة الأخيرة في روشتة (ست خطوات للقضاء على الثورة) التي كتبها قبل عشرة أعوام في قالب التصوير التمثيلي الكاتب المصري علاءالدين الأسواني لتقريب الصورة وتسهيلاً للفهم والإدارك وأخذ العبرة إلا أن البلاد التي شهد ثورات التحرر من الديكتاتورية لم نعتبر بعد. بينما الانقلابيون أمثال البرهان وعصابته يقرأون هذه الروشتة وينفذونها بعناية. كثيرون يتذكرون ما كتبه علاء الدين الأسواني كلما تصفحوا الدفتر اليومي لتطورات المشهد السياسي في السودان.
الـ (ست خطوات للقضاء على الثورة) تبدأ أولاً بأن يلعن الديكتاتور الجديد ( البرهان ) الديكتاتور القديم (البشير ومجموعته) ويهتف بحماية الثورة وهذا ما فعله البرهان وحميدتي، وقالا إنهما حماة الثورة ومشاركتهما في الحكومة الانتقالية الهدف منها حماية الثورة ومنا من صدق هذه الأكذوبة وبلع الطعم وخاصة بعض قيادات القوى السياسية ولم يفق منها إلا بعد أن غرس العسكر السكينة في خاصرة الوطن فكانت مجزرة فض الاعتصام فتأكد للجميع أن الحديث عن حماية الثورة كانت دعوة حق أريد بها باطل.
ثانياُ الدكتاتور الجديد عليه أن يحتفظ بالنظام القديم ولا يحقق مطالب الثوار ، وهذا ما حدث وقفت قيادات المكون العسكري سداُ منيعاُ لحماية منسوبي النظام القديم وأموالهم باستهداف لجنة تتفكيك النظام البائد، وهو أي المكون العسكري يدرك تماماً كل العقبات التي يضعها منسوبي الدولة العميقة ليحلوا بين المؤسسات الدولة والشعب وعن قصد يغضون الطرف عنها وهو التواطؤ نفسه.على الديكتاتور الجديد أيضاً التضحية بالسياسيين المكروهين من النظام القديم وتقديمهم لمحاكمات صورية وهذا المسلسل نشاهد حلقاته في محاكمة عصابة الإنقاذ بتهم لا تتناسب مع حجم الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السودان .
ثالثاُ الديكتاتور الجديد سيترك أحوال البلاد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض ويبدأ بضرب الثورة والثوار، ويخلق الأزمات في المياه والكهرباء الخبز ، ويخلق الندرة فتبدأ رحلة المعاناة للموطن وكيفية الحصول مقومات الحياة الأساسية ، يجعل المواطن يصل إلى مرجلة الضنك، ليس فحسب بل تختفي الشرطة وتظهر الجريمة وتعم الفوضى والسرقة والنهب، ويجند عملاء الأمن ليندسوا بين المتظاهرين لاحداث التخريب ، ويجند عملاء الإعلام لتصوير المشهد السياسي بطريقة بشعة تقنع الرأي العام بأن البلاد على حافة الانهيار وأن المجاعة مقبلة والفوضى قادمة بسبب الثورة والثوار. في السودان الصورة واضحة إلا لمن يريد أن يغمض عينيه من رؤية الحقيقة وما يفعله البرهان بالشعب السوداني. لخلق صورة مهزوزة للمكون المدني في الحكومة الانتقالية بدأت قيادات المكون العسكري بمحاولة أظهار سيطرتهم على الحكومة وأن والمكون المدني لابد أن يتلفح بثوب الضعف من أجل تشكيل رأي عام يقنع الشعب السوداني بأن رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك شخص ضعيف وأن الأوضاع الحالية ماهي إلا نتيجة لفشل المكون المدني في إدارة الدولة بالرغم من المكون العسكري شريك ويمسك بزمام الاقتصاد والمؤسسات الأمنية؟ . تنفيذ الخطوة الثالثة في روشتة القضاء على الثورة كان واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء بالصمت على مايحدث من فوضى في شرق السودان بقيادة محمد الأمين ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان. لا ننكر أن لأهل شرق السودان قضية عادلة ولكن( ما هكذا يا ترك تورد الإبل) ،والمدهش أن يصف البرهان القضية في شرق السودان بأنها سياسية بالرغم من أنها قضية أمنية هددت الأمن القومي وأثرت بشكل مباشر على الأمن الغذائي والصحي للإنسان السودان بعد اغلاق المنفذ الوحيد لصادرات وواردات السودان (ميناء بورتسودان)، فضح المكون العسكري نفسه حينما حمل المكون المدني مسؤولية ما يحدث في الشرق بلا حياء و والحقيقة أنه هو المسئول من حماية الأمن القومي وإظهار هيبة الدولة ، وهذا لا يعني يأمر قوات الجيش والأمن بقتل أو إبادة أهل الشرق كما كانت تفعل حكومة السفاح البشير في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، بل التدخل عبر الحوار كما فعل المكون العسكري من قبل وتولى ملف الحوار في جوبا مع الحركات المسلحة ، فما الذي يمنع البرهان من التدخل في الشرق؟ إذا لم يكن يستخدم ترك في اضعاف الحكومة الانتقالية ليصل إلى مرحلة الدعوة لحلها . .
رابعاً ضرب وحدة الثوار. هذه الضربة بدأت بضرب مكونات ائتلاف قوى الحرية والتغيير باستغلال التباين الفكري والسياسي الذي انتهى بالانشقاق الذي اختار فيه كل من أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ودكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتوم هجو ، الوقوف بجانب محور الشر( البرهان وحميدتي وفلول النظام القديم) مع أن ذلك سيفقدهم جماهيرهم التي تقف الأغلبية منها مع الثورة والثوار.
خامساً وفقاً لروشتة القضاء على الثورة حاصر الثوريين وشوه سمعتهم وتشويه صورة الثوار بدأ مبكراً بتصويرهم دعاة للانحلال وهلم جرا، واستهداف المباشر للجنة إزالة التمكين واتهامها بالفسادـ .سادساً الضربة القاضية في الروشتة وهي الانتظار حتى تسوء الأحوال الاقتصادية والأمنية ، الأول الآن وصلة درجة من السوء بسبب إغلاق الميناء، الثانية واضحة في سيناريو خلايا الإرهاب وعصابات النهب والسرقة، البرهان في انتظار انهيار معنويات الشعب السوداني وسب الثورة ولعنها والحقيقة أن هذا الهدف بعيد المنال لن يلعن الشعب السوداني ثورته ولن يسمح بعودة الديكتاتورية لأنه لم يضحى من أجل استبدال ديكتاتور بديكتاتور جديد، والشاهد على ذلك فإن المحاولة الانقلابية بصرف النظر عن كونها حدثت بالفعل أما كانت بلون اختبار لردة فعل الشعب السوداني بشأن العودة إلى مربع الدائرة الشريرة (حكم العسكر ) ووجدت الرفض المبين وخرج الشعب إلى الشوارع ليقف سداً منيعًا أمام أي مغامرات للانقلابين متمسكاً بالثورة وحمايتها ووفاءً لأرواح الشهداء وأنين المفقودين ودماء الجرحى، وحرصاً على الحرية. العقل الجمعي للأغلبية في السودان هي مواجهة أي محاولة لصعود القوى التي تحاول قطع شريان الديمقراطية في السودان وأن سودان 2021 ليس سودان 1985. وتهديد برهان بأنهم لن يسلموا الحكومة إلا لحكومة منتخبة يواجهه اصرار من الثوار ولسان حالهم يقول لن ينفرد العسكر بالحكم ( حتى يلج الجملُ في سم الخياط ).
دعوة برهان لحل الحكومة الانتقالية يبدو أنه يتجاهل المزاج العالمي وخاصة القوى العظمى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها المفتونون بعظمة الثورة السودانية ويعزفون الأنغام على أوتار التغيير استقبالاً للديمقراطية الحقة في السودان ، هذه القوة العظمى على علم بأنه ومنذ سقوط السفاح البشير ظلت فكرة الانقلاب جالسة بين ركام الدولة العميقة في انتظار الانقلابيين للعثور عليها وفرضها على المشهد السوداني ، فحذرت العسكر من أي محاولة من شأنها تقويض المسار الديمقراطي، وهذه القوى ذاته على علم بأن ثورة ديسمبر المجيدة مرتبطة بحالة الوعي الذي تبلورت في حجم الاستنكار عبر المليونيات الشعبية التي خرجت وغاضبة وساخرة ة من كل تصرفات المكون العسكري التى تسعى لاضعاف الفترة الانتقالية إلى أن وصل إلى مرحلة المحاولة الانقلابية المزعومة ومن ثم اتباع اساليب الطغيان من تهديد وترهيب بدعوى أن لهم شعبية في .
محاولة لإيجاد مبرر للسيطرة الكاملة على الفترة الانتقالية أو العودة بالبلاد إلى حالة القبضة الأمنية . الهدفان استحالة تحقيقهما لأن الحكومة المدنية بالرغم من الشوائب التي علقت بها إلا أنها لا تصدأ فهي مسنودة بالقوة الشارع ومحروسة بالشعب الذي يهتف( يا حمدوك لا تخذل ناس جابوك) هي حكومة الشعب بمعنى أن الشعب مازال يعطي حمدوك ثقته ويطالبه لتحما الأمانة.
باختصار شديد يا برهان إن الرهان على روشتة القضاء على الثورة في السودان بأساليب الطغاة رهان خاسر.
رسالة لحمدوك لا تهن ولا تضعف مازال الشعب معك.
رسالة للحرية والتغيير تخلصوا من عقلية العمل الطلابي في الجامعات وأركان النقاش وكونوا حاضنة سياسية إذا تحدثت أسمعت وإذا ضربت أوجعت.أمسكتم بيد الشعب ومضيتم به إلى بداية الطريق إلى الحرية فلا تتركوه وسط الطريق معلقاً بين خلافاتكم .
كونوا جميعاً يا بني إذا أعترى
خطبُ ولا تفرقوا أحاداً
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أحاداً.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.
الجريدة
الله يحفظك
اخوانا ناس منى مناوى وجبريل قسموا دارفور إلى ٨٤ حركة و٢ جبهة ثورية وقسموا السودان إلى مسار ات بدعم وتمويل من حميدتى. هل نرجو منهم خيرا؟