“منصة الانقلاب”أم الأحزاب!؟

أسماء محمدجمعة
ما زالت المجموعة التي تريد صناعة حاضنة سياسة جديدة للحكومة مستمرة في مساعيها،متوارية خلف شعار العودة إلى منصة التأسيس. ونقلت الأخبار أن قيادي فيها، قال إنهم تقدموا بخطاب لرئيس مجلس السيادةونائبه ورئيس الحكومة د. عبدالله حمدوك، يطالبون بضرورة أن يوقف مجلسا السيادة والوزراء أي تعامل سياسي أو تنفيذي يخص البلاد مع مجموعة الحرية والتغيير، التي اختطفت القرار حسب قوله، إلى حين العودة إلى منصة التأسيس، وهذا خلاف يفتح الباب على مصراعيه أمام العسكر للعودة ومقصود به الأحزاب التي لها مؤسسات وقواعد.
في الحقيقة، هناكرأي واضحللشعب السوداني في الأحزاب السياسية القديمة والحديثة، يمين ويسار ووسط،وعلى رأسها حزبا الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، باعتبار أنهما الأكبر ويمتلكان شعبية تجعلهما يتصدران المشهد،لأسباب كثيرة لسنا بمجالها، ولكن الجميع يحملهما الفشل السياسي الذي يمر به السودان و”شربكة” العسكر في السياسة والوصول إلى السلطة،ومتهمانبعدم تحمل المسؤولية وفشلا في أنيكونا قدوة للأحزاب ونموذجايحتذى به،
كذلك يتفقالجميع أيضا أن الحزبين الكبيرين ما زالا يعانيان من أمراض سياسية كثيرةويكرران ذات تجربة الفشل القديمة التي سهلت للعسكر الانقلاب على الديمقراطية ثلاث مرات،طبعا ولا نعفي الحزب الشيوعي أيضا، فهوكان جزءا من عملية الفشل تلك،بعد ذلك جاءت بقية الأحزاب ثم تكاثرت بدعم من النظام المخلوع وكلها ولدت فاشلة، لأن الهدف منها كان تدمير الأحزاب الكبيرة .
وبناء على ذلك، يجب أن نتفق أن تلك الأحزابهي جزء من الواقع السياسي الحالي وما زالت هي الأحزاب الكبيرة ولها شعبية كبيرة متنوعة بتنوع السودان، وإن تناقصت. وهي تمتلك تجربة سياسية كبيرة وإن طغى عليها الفشل. وبناءا عليه، لا يمكن إزاحتها عن المشهد السياسي من قبل مجموعات جديدة،تجربتها السياسية صفر تقريبا، ولكن مطلوب منها المراجعة والتصحيح.
يعلم الجميع أيضا أن الجيش الذي حكم 52 سنة كان همه القضاء على الأحزاب، واستخدم معها كل الطرق والوسائل بدلا من لعب دور إيجابي يجعلها تتحمل المسؤولية،هذه العملية تتكرر الآن باستخدام مجموعة (منصة التأسيس).
إن خير الشعبالسودانيبين المجموعتين بلا شك الأفضل له أن يختار مجموعةالأحزاب بكل سوئها وإخفاقاتها التاريخية،فهي على الأقل مؤسسات جاهزة وصاحبة تجربة سياسية خالية من العنف، وتدور داخلهاثورات تصحيحيةمستمرة وسلمية،وهي ستنجح في تغييرها،وهذا لا يتوفر فيالمجموعة الثانية التي يتخوف منها الناس لأسباب كثيرة، ولم تقدم نموذجا يمكن احترامه.
المهم اليوم الأحزاب كلها أمام حرب جديدة،إن هزمت فيها سيعود العسكر للمرة الرابعة، وبعدها لا يمكن لأحد أن يتخيل ماذا سيكون مصيرها؟.
الديمقراطي
ما تكبري عقلك وتوسعي افقك شوية وشوفي المطروح والمبذول في الساحة من أفكار للخروج من هذه الدائرة اللعينة المتمترسة في عقولكم قبل واقعكم! هسي إنتي بتكرسي في الواقع التاريخي للحزبين الطائفيين ولا بتفتشي في مخرج يخرج اللاعبين كلهم في دائرة هذا الفشل السياسي من عسكر وحرامية من المسرح باعتبارهم كلهم جزءا من المشكلة وللا جاية تغلب بعضهم على البعض الآخر؟
التفكير السليم هو أن تجدي معادلة سليمة بين الأطراف تضمن الحكم الديمقراطي وصيانة حقوق الإنسان السوداني وحرياته العامة ووقف اهدار ونهب مقدراته وهذه غايات الحكم الديمقراطي الرشيد المنشود. وفي حالة تعذر تحقيق هذه المعادلة فلابد من كنس الجميع كالقمامة واحلالهم بتجربة جديدة من أشكال الديمقراطية المتاحة بل المطبقة في هذا العالم وليس خلقا جديداً لم يسمع به أحد!! هناك أسلوب للديمقراطية إسمه الديمقراطية المباشرة أي التمثيل المباشر للشعب في مجالس نوابه من غير أحزاب وهو تصويت الشعب مباشرة لاختيار نوابه بدون وساطة الأحزاب. ما لزوم الأحزاب إن كانت كل منطقة جغرافية أو دائرة سكانية تعلم جيدا من يمثلها مشاكل وتطلعات مواطنيها وإذا كان أصحاب كل مهنة وحرفة يعرفون خير من يمثلهم فما لزوم الأحزاب؟؟ كدا حاولي اطرحي السؤال ده على نفسك وفكري فيه خارج صندوق الحزبين وصندوق ذخيرة العسكر وانقلاباتهم!