هبوا لحماية ثورتكم  أو أعفوا عمن فض الاعتصام وقتل ابناءكم !!

الشراكة العقيمة التي بدأت هشة أصلاً بين المكونين العسكري والمدني ، اصبحت بعد مرور عامين أكثر هشاشة ، وهيمنة العسكر باتت واضحة جداً ، وهذه الهيمنة خلقت تشرذم هنا وهناك ، وتفكك هنا وهناك ، والوهن والضعف الشديد من قبل المكون المدني أصبح واضحا للعيان ، وتصريحات كثيرة لا تليق بثورة ديسمبر بدأت تصدر من المكون العسكري . من قبيل ان الجيش هو الوصي على الشعب وثورته ، وكذلك  تصريح حميدتي القائل بانه لن يتم تسليم المخابرات والامن والعسكر للمدنيين ، وان الحديث عن تسليم السيادة للمدنيين سابق لاوانه في اشارة واضحة بانهم لن يتنازلوا عن رئاسة السيادة للمكون العسكري ، هذا التصريح فاض بكيل الاستاذ ابراهيم الامين فقام بوصف تصريح حمديتي بأنه يدل على ان حميدتي ليس برجل دولة !! فماذا يكون ان لم يكن رجل دولة ؟ .
استهان المكون العسكري بالمدني وذهب لاكثر درجة من الاهانة وذلك بان منع دستوريين مثل الاستاذ الفكي ووجدي صالح ومناع من السفر !!!! .

نقولها بالفم المليان ، اتضح بان لجنة أمن البشير الحاكمة الان ، متورطة بكل وضوح في فض الاعتصام ، ولهذا يصر افرادها على عدم ترك السلطة مهما كان الثمن ، حتي ولو ضاع السودان والذي لا يهمهم طالما رقبتهم سوف تسلم من حبل المشنقة عندما يستقوون بالسلطة ، وبعناصر النظام السابق سراً حسب تقديراتهم  . اذ ما الذي يجعلهم يحاربون لجنة التفكيك التي تريد ان تعيد الاموال والخيرات المنهوبة من الوطن لوزارة المالية ؟ .
مرة اخرى نقولها بالفم المليان ، هناك حلان لمعضلة السودان لا ثالث لهما ، اما ان نكون مثل رواندا نجري مصالحة عامة ونقول عفا الله عما سلف ، عفا الله عمن ارتكبوا جريمة فض الاعتصام ، أو ان تهبوا لحماية ثورتكم من جديد وان تكون مطالبها محددة ، فض الشراكة ومنع المكون العسكري من ممارسة السياسة نهائيا ، اي الطلب منهم بان يعودوا الى ثكناتهم لحماية الشعب والوطن . والا سندور في حلقة مفرغة والخاسر الوحيد في كل هذا الصراع سيكون السودان ولا شئ غير السودان .