مقالات سياسية

فلتذهب كل القيادات والشراكات الي الجحيم ويبقي حمدوك رئيسا

د.فراج الشيخ الفزاري

صدق الفيلسوف الفرنسي ( سارتر) ، عندما قال : (الآخرون هم الجحيم) أو كما في صيغتها الفرنسية  (الجحيم هو الآخرون) وتعني العبارة الفلسفية ، أنه عندما تكون العلاقة مع الآخرين علاقة فاسدة وملتوية ، فإن الآخرين في هذه الحالة لن يكونون إلا الجحيم .

وما يحدث في السودان حاليا بين الرفقاء في شراكة الحكم ، هو الجحيم بعينه ، ولا يمكن تصوره في اي بلد لتوه خارجا من حكم ديكتاتوري مستبد ، وقبل أن يسترد أنفاسه تماما ، فإذا هو يدخل في لجة جديدة من الخلافات والصراعات والمكايدات والمطالبات والاستحقاقات ، بل والتمرد والعصيان علي السلطة المركزية ، وكأنما الشارع قد ثار وضحي بشبابه ليعيش هذا المشهد الدرامي في مسرحية (الاخوة  الأعداء). وأصبح الناس في حيرة من أمرهم  إن كانوا يعيشون (فترة انتقالية) أم (فترة انتقامية) من الشعب السوداني بسبب ثورته المجيدة حتي لا يكررونها مرة أخري؟.

والغريب في الأمر ، فإن هؤلاء الذين يشعلون الحرائق ونيران الفتن ، هنا وهناك ، ويطالبون أو يروجون بتعديل تركيبة مجلس الوزراء ، لم يكونوا أبدا من وقود الثورة او حملة مشاعلها بل هم انتهازية المواقف ويتسيدون المشهد السياسي كلما لاحت لهم في الأفق لمحة من التسامح .. ومنهم من يلومون العساكر بأنهم كانوا في لجنة البشير الأمنية وينسون أنفسهم بأنهم كانوا ، حتي الأمس القريب شركاء (حزب المؤتمر الوطني) في حكم البلاد … فلا فرق بين هؤلاء وأولئك … ولو تجملوا .

والمشكلة ، ينادون ، مع المنادين ، بتغيير رئيس مجلس الوزراء ، دكتور عبدالله حمدوك ، لأنها هي الشخصية الوحيدة ، في منظومة الحكم ، التي يثق فيها الشعب السوداني الذي أدرك بفطرته وطنية هذا الرجل وصفاء سريرته وترفعه عن الصغائر .. فأصبح ملكا متوجا في قلوب الناس.

عبدالله حمدوك ، هو هبة الله لهذا الشعب الكريم .. منه تعلم الحكمة والصبر والإيمان ، منه تعلم متي يصمت ومتي يتكلم … متي يعاتب ومتي يسامح ومتي يصلح وكيف يتعامل مع أخطاء الآخرين .. وفوق كل هذا وذاك كيف يدير دفة الحكم وسط كل هذه الأمواج الهوجاء الثائرة .. ولهذا لايريدونة علي سدة الحكم فهو العقبة الرئيسة أمام فسادهم وانتهازيتهم المكشوفة .

عبدالله حمدوك .، أصبح رمزا ورقما وطنيا صعبا لا يمكن تجاوزه او تعديله أو زحزحته قيد أنملة ، ليس لأنه هو يريد ذلك ، بل الشعب السوداني يريده ان يبقي في المكان الجدير به .. وفي سبيل ذلك فلتذهب كل القيادات والتحالفات والشراكات السياسية والمسارات الجهوية إلي الجحيم ويبقي حمدوك قائدا ورئيسا لهذه الأمة .

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. حل المجلس السيادي…بعد نهاية فترة البرهان في الرئاسة..ضروري..لان انتقال الرياسة للمدنيين..هى بداية الطريق…وحل الحكومة بعد ذلك..وتشكيل حكومة جديدة مع بداية العام القادم..هذا هو التوافق الوطنى العريض..المتصدر للساحة السياسية الآن.

  2. ما تشكر لينا الراكوبة في المطر
    أخطاء حمدوك وتردده وادعائه للحكمة
    هي ما اوصلت الحال إلى ما نحن فيه
    كل الملفات تخلي عنها بكرم هبنقي للمكون العسكري

  3. والمشكلة ، ينادون ، مع المنادين ، بتغيير رئيس مجلس الوزراء ، دكتور عبدالله حمدوك ، لأنها هي الشخصية الوحيدة ، في منظومة الحكم ، التي يثق فيها الشعب السوداني الذي أدرك بفطرته وطنية هذا الرجل وصفاء سريرته وترفعه عن الصغائر .. فأصبح ملكا متوجا في قلوب الناس.
    دكتور فزارى حفظك الله
    حمدوك ليس هو لشخصية الوحيدة ، في منظومة الحكم ، التي يثق فيها الشعب السوداني الذي أدرك بفطرته وطنية هذا الرجل وصفاء سريرته وترفعه عن الصغائر بل هو الشخصية الوحيدة التى أتفق عليها الشرق والغرب والعرب والأفارقة
    تعال انظر للنصف الأسود من الكوب البرهان وحميدتى
    كل العالم يتحدث عنهما بحديث سالب ولا ادرى ماذا يرمى حميدتى بتوزيع هذه المليارات على شيوخ الطرق الصوفية
    هل يود شراء ذممهم وقد عرفوا بالا ذمم لديهم
    هل يحق لحميدتى ان يرشح نفسه
    حميدتى والبرهان وجبريل ومناوى وكل شخص ولغ فى دماء الأبرياء لن يحق لهم ان يعودوا من الباب الخلفى نوابا ورؤساء
    قول لحميدتى ما معك من مليارات احتفظ بها لليوم الأسود

  4. اولا مشكلة اي مسؤول سوداني انو ماعندو مقياس اداء حقيقي يقدر يعرف بيهو نسبه نجاحو والسبب انو الشعب السوداني عندما يناصر مسؤلا يقدسه وعندما يناوئه يرفض منه حتى الجميل الحسن

    الأولى تعمي المسؤول عن رؤية الحقيقه والثانيه تحبطه وتعميه ايضا فهو لايدري أحسن ام اساء لذلك فلنتفق انه لا قداسه لأحد في شأن الوطن والشعب السوداني

    ثاتيا كان ممكن تذكر انجازات حمدوك (والرجل مجتهد ولا نشكك في نيته) لكن يبدو انو عاجبك خطاب حمدوك ، واقول لك الخطابات لا تحل مشكله بل على مر التاريخ اكثر القادة انجازا من يعمل بصمت وافشلهم من كانت الركبان تسير بخطاباته والثورات العظيمه لاتقدس الأفراد بل تقدم مصلحه الجمع على الفرد

    وزي مابقولو اهلنا السواي ماحداث ، ننتظر من السيد رئيس مجلس الوزراء اختراقات حقيقيه في جميع الملفات وحسم الصراعات بين مكونات الدوله وتقديم مصلحه البلد والشعب على الجميع والضرب عل كل من يعرقل الثوره بيد من حديد او مكاشفه الشعب بالمشاكل التي يواجهها والشارع قادر على الحسم واذا لم يستطع فليساير الجميع حتى استلام المدنيين رئاسه المجلس السيادي وليترجل مشكورا محمودا

    ليس لدينا قداسة لأحد وكل يقاس بما قدم للبلد وكل من اجرم فى حق البلد او الشعب يحاسب ويعاقب ولذلك فليسقط برهان وليسقط حميدتي وليسقط كباشي والعطا وجميع اعضاء لجنة البشير الامنيه ولتسقط معهم أحزاب الفكه وبائعو القضيه من الاحزاب وليسقط اي كوز وكل من عمل ضد الثوره عسكريا كان ام مدنيا وليبقى الوطن والشعب السوداني شامخا فوق هامه الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..