
في أغسطس من العام ١٩٩٨ كان علينا في فريق الموردة حزم حقائبنا والتوجه إلى مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية، للمشاركة في الأدوار التمهيدية للبطولة العربية للأندية.
وأكمل الفريق وقتها بقيادة المدرب الفاتح النقر وأبرز نجوم الكرة السودانية في عقد تسعينيات من القرن الماضي ومنهم هيثم السعودي، الجقر، الصادق ويو، برشم اخوان، نور الشعلة، محسن سيد وغيرهم، كامل الاستعدادات للظهور بمظهر يليق بعراقة وبجدارة الموردة، وكانت معنوياتنا عالية تعانق عنان السماء.
وفي خضم تحضيراتنا للسفر تفاجأنا بقرار إستبعاد الكابتن أحمد بريش من البعثة، وهو يعتبر أسطورة بكل ماتحمل الكلمة معان، وكان له في نفوسنا مكانة خاصة من واقع تاريخه وصفاته وحسن تعامله معنا خاصة نحن صغار اللاعبين وقتها، وأثار ابتعاده الاستياء وسط أفراد البعثة وأسهم في انخفاض الروح المعنوية.
غير أن الكابتن أحمد بريش ولأنه قائد حقيقي ولاعب استثنائي نجح في إخراجنا من جو الإحباط بكلمات قوية وهو يؤكد أن كل همه ينحصر في أن تتصدر الموردة المجموعة وأن سفره من عدمه ليس له تأثير، وبالفعل غادرنا إلى السعودية وتصدرنا المجموعة بالتفوق على الإسماعيلي المصري والطائي السعودي الذي كان يقوده الحارس العملاق محمد الدعيع، وكانت كلمات بريش وهو يودعنا حاضرة في التدريبات والمبارايات.
استدعيت ذلك الموقف العظيم للقائد أحمد بريش لإسقاطه على مشهدنا السياسي وتحديداً على منهج رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي فتح له التاريخ أبوابه رغم مزبحة فض الإعتصام ليسجل إسمه بأحرف من نور ومداد من ذهب، إلا أنه رفض أن يسجل موقف تتناقله الأجيال بفخر واعتزاز مثلما فعل المشير الفقيد عبدالرحمن سوار الذهب الذي أدرك وهو يقود الفترة الإنتقالية التي أعقبت نهاية الحكم المايوي أن تدوين إسمه في سجلات التاريخ يمر عبر رافعة الوفاء بالتعهد وحماية الحكم المدني وصولاً إلى الإنتقال الديمقراطي المنشود.
والبرهان لو فعل مثل الكابتن بريش واختار دعم حكومة الفترة الإنتقالية والثورة حتى بلوغها غاياتها النبيلة كان من شأنه التأكيد على أنه قائد حقيقي تهمه مصلحة البلد، وكان في وسعه أن يثبت أنه رجل دولة من العيار الثقيل وان الوطن عنده أولاً وأخيراً.
وفي تقديري أن مجرد ربط الكثيرون ما تشهده الساحة السياسية منذ شهر بطموحات البرهان الشخصية بحرصه على الإستمرار في رئاسة المجلس السيادة يوضح أن القائد العسكري لم يحسن قراءة الواقع جيداً وفشل في إمتحان القيادة وهو يرفض تدوين إسمه في سجلات القادة الذين تسامت أنفسهم فوق الصغائر وحظوظها ولامست ثريا المصلحة العامة.
ديسمبر ثورة مفاهيمية في المقام الأول تعلم منها الجميع التضحية من أجل الوطن ويبدو أن البرهان أختار الإنتصار للمؤسسة العسكرية ولذاته، ومجرد صمته على الحصار المفروض على ٤٠ مليون مواطن سوداني لشهر كامل وإصراره على حل حكومة حمدوك وتعنته في مواقفه يعضد حقيقة أنه ليس حريصاً على بلوغ الثورة غاياتها وأنه أختار أن يكون قائداً عسكرياً يسعى للانتصار للمؤسسة التي ينتمي إليها فقط.
يا اهلنا الجلابة احذرو من مليشيات دارفور القبلية المسلحة
الناس ديل عاوزين يحتلوا بلادنا ويبتلعوا كامل الشريط النيلي
هذه الخركات القبلية العنصرية خربت ديارها وقتلت اهلها والان عاوزين ينفذوا فيكم نفس الفيلم
فك الارتباط هو الحل الوحيد
يجب فك الارتباط مع دولة دارفور لان دارفور تم ضمها بواسطة المستعمر الانجليزي في يوم الاثنين الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل سلطانهم على دينار علي يد الانجليز في ١٦نوفمبر ١٩١٦م
الحل في تقرير المصير وفك الارتباط المصنوع
{وأنه أختار أن يكون قائداً عسكرياً يسعى للانتصار للمؤسسة التي ينتمي إليها فقط.}
ولهذا وجب كنسه الي مذبلة التاريخ اخي صديق
هل هو فعلا إنتصار للمؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها أم هو إنتصار للمؤتمر الوطني والفلول والذي ما زال يحكم تحت غطائه وواجهته؟!
👍👍👍.
و احييك بشده.. و تحياتي موصوله للكاتب الذي اصلب في كل كلمة كتبها هنا.
كابتن بريش اصاب لانه ” قائد” و مبدع.
لكن البرهان سقط لانه عسكري فاشل بالاساس، في مهمته و مهنته و وطنيته، و سيدفع ثمن غبائه غاليا جدا.
ليت البرهان يقرأ هذا الكلام، و أعتقد أنه حتى لو قرأه فإنه لن يؤثر فيه لأنه لا يمكلك شخصية القائد و تفكيره محدود و برضو خايف من البلاوي التي ستلاحقه… مسكين البرهان..