د . حمدوك والحنكة في الطرح

حمدوك سياسي باحترافية مستمدة من خبراته المتراكمه مع أهل الخبرة .. فقد كان خطابه اليوم الذي القاه للأمة السودانيه فيه مافيه من نظرة ثاقبه لكل المشكلات السياسية التي سيطرت علي مجريات الأحداث بالسودان مما نتج عنها ربكة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة .. فأشار في مقدمه خطابه إلى خطورة وعظم  الازمة والتي تعتبر مهدد حقيقي للفترة الانتقالية وللسودان اجمع..فقد كان واضحا في اظهار وكشف المهددات دون تزييف او مرواقة .
حيث أشار إلى ان الفتنة نتجت عن المحاولة الانقلابية المشئومة (والتي تعاملت معها المؤسسة العسكرية بكل برود واستخفاف لعقول الشعب السوداني) .. من وقتها لم تمر البلاد بسلام ففي كل لحظة يظهر شق وخلاف هنا وهناك كأنها لعنة فتح لها الطريق لتفعل بالسودان واهله مافعلته في أيام معدودة ..
لم يكن الدكتور حمدوك منحازا لجهة دون غيرها فقد أوضح انه حاور وتحدث مع كل أجهزة الانتقال (المجلس العسكري والوزراء وشركاء الحكم) دون إقصاء .. بحثا عن حل للخروج بالسودان الي بر الأمان من هذه الازمة التي احلت بالبلاد والعباد .. والتي كانت ناتجة عن عدم اتفاق علي مشروع وطني بين قوى التغيير المختلفة ..
فقد أشار الي في جميع  نقاطه الي وقف التصعيد ورمي خلافات الماضي وعدم تعريض البلاد لتجاذبات المحيط الدولي والجلوس في مائدة تناقش كل المشكلات والتحديات التي تجابه الوطن بالالتزام بمقررات الوثيقة الدستورية ووقف خلافات الحرية والتغيير . وضرورة التوافق علي مجلس تشريعي واسع التمثيل للتجهيز للانتخابات القادمة ..
اما بخصوص ازمة الشرق التي وجدت نصيبها من همومه واهتماماته واعترافه بحقهم في المطالبة بمساواتهم مع بقية ولايات السودان .. فقد نجحت مساعيه في الوصول الي مؤتمر عالمي لتمويل نهضة الشرق بكل مستوياته الاقتصادية والاجتماعية ..
ماسمعنا اليوم كان خطابا يتسم بالشفافية والعدالة في الطرح وشاملا لكل القضايا .. خطاب  موشح بوطنية قل ماتجدها في خطابات الساسة الذين سبقوه ..

شكرا حمدوك
التحية للسودان وأهله جمعيا
ولكم مني الف تحية